عبس

سورة عبس

مكية (بسم الله الرحمن الرحيم عبس وتولى أن جاءه الأعمى) قال: نزلت في عثكن (1) وابن أم مكتوم وكان ابن أم مكتوم مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وآله وكان أعمى، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه وعثكن عنده، فقدمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليه فعبس وجهه وتولى عنه فأنزل الله عبس وتولى يعني عثكن ان جاءه الأعمى (وما يدريك لعله يزكى) أي يكون طاهرا أزكى (أو يذكر) قال يذكره رسول الله صلى الله عليه وآله ثم خاطب عثكن فقال: (أما من استغنى فأنت له تصدى) قال أنت إذا جاءك غني تتصدى له وترفعه (وما عليك ألا يزكى) أي لا تبالي زكيا كان أو غير زكي إذا كان غنيا (وأما من جاءك يسعى) يعنى ابن أم مكتوم (وهو يخشى فأنت عنه تلهى) أي تلهو ولا تلتفت إليه قوله (كلا انها تذكرة) قال القرآن (في صحف مكرمة مرفوعة) قال: عند الله (مطهرة بأيدي سفرة) قال بأيدي الأئمة (كرام بررة قتل الانسان ما أكفره) قال هو أمير المؤمنين قال ما أكفره اي ماذا فعل فأذنب حتى قتلوه ثم قال: (من أي شئ خلقه من نطفة خلقه فقدره ثم السبيل يسره) قال: يسر له طريق الخير (ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره) قال: في الرجعة (كلا لما يقض ما أمره) أي لم يقض علي أمير المؤمنين عليه السلام ما قد أمره وسيرجع حتى يقضي ما أمره.

أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر (أبي بصير ط×عن جميل بن دراج عن أبي اسامة عن أبي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله " قتل الانسان ما أكفره " قال: نعم نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام، ما أكفره، يعنى بقتلكم إياه ثم نسب أمير المؤمنين عليه السلام فنسب خلقه وما أكرمه الله به فقال: (من أي شئ خلقه) يقول من طينة الأنبياء خلقه (فقدره) للخير (ثم السبيل يسره) يعنى سبيل الهدى (ثم أماته) ميتة الأنبياء (ثم إذا شاء أنشره) قلت ما قوله: ثم إذا شاء أنشره قال: يمكث بعد قتله في الرجعة فيقضي ما امره (فلينظر الانسان إلى طعامه إنا صببنا الماء صبا - إلى قوله - وقضبا) قال: القضب القت (2) (وحدائق غلبا) اي بساتين ملتفة مجتمعة (وفاكهة وأبا) قال الأب الحشيش للبهائم قوله (متاعا لكم ولأنعامكم فإذا جاءت الصاخة) أي القيامة قوله (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) قال: شغل يشتغل به عن غيره.

ثم ذكر عز وجل الذين تولوا أمير المؤمنين عليه السلام وتبرأوا من أعدائه فقال (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة) ثم ذكر أعداء آل محمد (ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة) أي فقر من الخير والثواب (أولئك هم الكفرة الفجرة) حدثنا سعيد بن محمد قال حدثنا بكر بن سهل قال حدثني عبد الغنى بن سعيد قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن عن مقاتل بن سليمان عن الضحاك عن ابن عباس في قوله (متاعا لكم ولأنعامكم) يريد منافع لكم ولأنعامكم قوله (وجوه يومئذ عليها غبرة) يريد " مسودة " (ترهقها قترة) يريد قتار (3) جهنم (أولئك هم الكفرة الفجرة) أي الكافر الجاحد.


1- القت بفتح القاف وهو الرطب من علف الدواب. مجمع.

2- القتار كالبخار لفظا ومعنى. ج. ز.

3- العشار كالقطار: نوق مضى لحملها عشرة اشهر أو ثمانية واحده العشراء ج ز.