الجن

سورة الجن

مكية آياتها ثمان وعشرون (بسم الله الرحمن الرحيم قل - يا محمد لقريش - أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) وقد كتبنا خبرهم في سورة الأحقاف قوله (وأنه تعالى جد ربنا ما اتخذ صاحبه ولا ولدا) قال: هو شئ قالته الجن بجهالة فلم يرضه الله منهم ومعنى جد ربنا أي بخت ربنا وقوله (وانه كان يقول سفيهنا على الله شططا) أي ظلما، حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن عبد الله بن سنان (سيار ط×عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الجن: وانه تعالى جد ربنا، فقال شئ كذبه الجن فقصه الله كما قال، وعنه عن أحمد بن الحسين عن ابن فضال عن ابان عن زرارة قال: سألت أبا جعفر & عن قول الله: (انه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) قال: الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي كان يوحي إليه الشيطان فيقول قل لشيطانك ان فلانا فقد عاذ بك.

وقال علي بن إبراهيم في قوله (وانه كان رجال من الانس.

الخ) قال كان الجن ينزلون على قوم من الانس ويخبرونهم بالاخبار التي سمعوها في السماء من قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وكان الناس يكهنون بما أخبروهم الجن، قوله (فزادوهم رهقا) أي خسرانا قوله: (فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا) قال: البخس النقصان والرهق العذاب وقوله: (وكنا طرائق قددا) أي على مذاهب مختلفة، حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا جعفر بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن عمر عن عباد بن صهيب عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهم السلام في قول الله عز وجل (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا) الذين أقروا بولايتنا فأولئك تحروا رشدا (واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) معاوية وأصحابه (وان لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) الطريقة الولاية لعلي & (لنفتنهم فيه) قتل الحسين & (فلا تدعوا مع الله أحدا) إلى الاحد مع آل محمد فلا تتخذوا من غيرهم وليا ط (وانه لما قام عبد الله يدعوه) يعني محمدا صلى الله عليه وآله يدعوهم إلى ولاية علي & (كادوا) قريش (يكونون عليه لبدا) أي يتعادون عليه قال (قل إنما ادعوا ربي) قال: إنما امرني ربي (فلا أملك لكم ضرا ولا رشدا) ان توليتم عن ولايته (قل اني لن يجيرني من الله أحد) ان كتمت ما أمرت به (ولن أجد من دونه ملتحدا) يعنى مأوى (إلا بلاغا من الله أبلغكم) ما امرني الله به من ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (ومن يعص الله ورسوله) في ولاية علي عليه السلام (فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا) قال النبي صلى الله عليه وآله يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي وهذا لك قالت قريش فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار فأنزل الله (حتى إذا رأوا ما يوعدون) يعني الموت والقيامة (فسيعلمون) يعني فلانا وفلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش (من أضعف ناصرا وأقل عددا) قالوا فمتى يكون هذا يا محمد؟

قال الله لمحمد: (قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا) قال أجلا (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) يعني عليا المرتضى من الرسول صلى الله عليه وآله وهو منه قال الله (فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا) قال في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه ويزقه العلم زقا ويعلمه الله إلهاما، والرصد التعليم من النبي صلى الله عليه وآله (ليعلم) النبي (ان قد ابلغوا رسالات ربهم وأحاط×علي عليه السلام بما لدى الرسول من العلم (واحصى كل شئ عددا) ما كان وما يكون منذ يوم خلق الله آدم إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي، وكم من إمام جائر أو عادل يعرفه باسمه ونسبه ومن يموت موتا أو يقتل قتلا، وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله، وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره.

وعنه عن جعفر قال: حدثني أحمد بن محمد بن أحمد المدائني قال: حدثني هارون بن مسلم عن الحسين بن علوان عن علي بن عزاب عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله (ومن يعرض عن ذكر ربه) قال ذكر ربه ولاية علي بن أبي طالب وقوله (فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا) أي طلبوا الحق (واما القاسطون) الآية، قال القاسط الحائد عن الطريق قوله (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) قال المساجد السبعة التي يسجد عليها الكفان والركبتان (وعينا الركبتين ط×والابهامان والجبهة، قال وحدثني أبي عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال المساجد الأئمة عليهم السلام قوله (وانه لما قام عبد الله) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله (يدعوه) كناية عن الله (كادوا) يعني قريشا (يكونون عليه لبدا) أي ايدا قوله (حتى إذا رأوا ما يوعدون) قال القائم وأمير المؤمنين عليهم السلام في الرجعة (فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا) قال هو قول أمير المؤمنين لزفر: والله يا بن صهاك!

لولا عهد من رسول الله وكتاب من الله سبق لعلمت أينا أضعف ناصرا وأقل عددا، قال فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكون من الرجعة قالوا متى يكون هذا قال الله (قل - يا محمد - ان أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا).

وقوله (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا.

الخ) قال يخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان قبله من الاخبار وما يكون بعده من اخبار القائم عليه السلام والرجعة والقيامة، حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا محمد بن عيسى عن زياد عن الحسن بن علي بن فضال عن ابن بكير عن الحسين بن زياد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) فقال لا بل والله شر أريد بهم حين بايعوا معاوية وتركوا الحسن بن علي صلوات الله عليهما، أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جابر قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في هذه الآية (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) يعنى من جرى فيه شئ من شرك الشيطان، على الطريقة يعنى على الولاية في الأصل عند الأظلة حين اخذ الله ميثاق ذرية آدم، أسقيناهم ماء غدقا لكنا وضعنا أظلتهم في ماء الفرات العذب (1).


1- أي الوليد بن المغير وفي مجمع البيان ان الوحيد، الذي لم يعلم أبوه ج. ز.