نوح

سورة نوح

مكية آياتها ثمان وعشرون (بسم الله الرحمن الرحيم إنا أرسلنا نوحا إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب اليم) وقد كتبنا خبر نوح قوله (واني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم) قال: استتروا بها (وأصروا واستكبروا استكبارا) اي عزموا على أن لا يسمعوا شيئا قوله (ثم اني أعلنت لهم وأسررت لهم اسرارا) قال دعوتهم سرا وعلانية، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (لا ترجون لله وقارا) قال لا تخافون لله عظمة، قال علي بن إبراهيم في قوله (وقد خلقكم أطوارا) قال على اختلاف الأهواء والإرادات والمشيات قوله (والله أنبتكم من الأرض نباتا) أي على الأرض نباتا قوله (رب انهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا) قال اتبعوا الأغنياء (ومكروا مكرا كبارا) أي كبيرا قوله (وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال: كان قوم مؤمنين قبل نوح فماتوا فحزن عليهم الناس فجاء إبليس فاتخذ لهم صورهم ليأنسوا بها فانسوا بها فلما جاءهم الشتاء ادخلوها البيوت، فمضى ذلك القرن وجاء القرن الآخر فجاءهم إبليس فقال لهم ان هؤلاء آلهة كانوا آباؤكم يعبدونها فعبدوهم وضل منهم بشر كثير فدعا عليهم نوح حتى أهلكهم الله وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (سبع سماوات طباقا) يقول بعضها فوق بعض وقوله (ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال: كانت ود صنما لكلب وكانت سواع لهذيل وكانت يغوث لمراد وكانت يعوق لهمدان وكانت نسر لحصين.

وقال علي بن إبراهيم في قوله (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا) قال: هلاكا وتدميرا (إنك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا) فأهلكهم الله حدثنا أحمد بن محمد بن موسى قال حدثنا محمد بن حماد عن علي بن إسماعيل التيمي عن فضيل الرسام (التوسان ط×عن صالح بن ميثم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام ما كان علم نوح حين دعا قومه انهم لا يلدون إلا فاجرا كفارا؟

فقال: أما سمعت قول الله لنوح " انه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن " أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن فضال عن المفضل بن صالح عن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا) إنما يعني الولاية من دخل فيها دخل في بيوت الأنبياء، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (ولا تزد الظالمين إلا تبارا) أي خسارا.