الحاقة

سورة الحاقة

مكية آياتها اثنتان وخمسون (بسم الله الرحمن الرحيم الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة) قال الحاقة الحذر لنزول العذاب والدليل على ذلك قوله: " وحاق بآل فرعون سوء العذاب (كذبت ثمود وعاد بالقارعة) قال: قرعهم بالعذاب قوله: (واما ثمود فأهلكوا بالطاغية واما عاد فأهلكوا بريح صرصر) أي باردة (عاتية) قال خرجت أكثر مما أمرت به وقوله (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما) قال كان القمر منحوسا بزحل سبع ليال وثمانية أيام حتى هلكوا وقوله (وجاء فرعون من قبله والمؤتفكات بالخاطئة) المؤتفكات البصرة والخاطئة فلانة (إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية) يعني أمير المؤمنين & وأصحابه وقوله وحملت الأرض والجبال قال وقعت فدك بعضها على بعض وقوله (فهي يومئذ واهية) قال باطلة قوله: (والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) قال: حملة العرش ثمانية أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين فاما الأربعة من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى، والأربعة من الآخرين محمد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام، ومعنى يحملون العرش يعني العلم، واما قوله (فاما من أوتي كتابه بيمينه) فإنه قال الصادق &: كل أمة يحاسبها إمام زمانها ويعرف الأئمة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم وهو قوله تعالى: " وعلى الأعراف رجال " وهم الأئمة " يعرفون كلا بسيماهم " فيعطون أولياءهم كتابهم بيمينهم فيمرون إلى الجنة بلا حساب، ويعطون أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمرون إلى النار بلا حساب فإذا نظر أولياؤهم في كتابهم يقولون لإخوانهم (هاؤم اقرؤا كتابيه اني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية) أي مرضية فوضع الفاعل مكان المفعول قوله: (واما من أوتي كتابه بشماله) قال نزلت في معاوية فيقول: (يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية) يعني الموت (ما اغنى عني ماليه) يعني ماله الذي جمعه (هلك عني سلطانيه) أي حجته فيقال (خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه) أي اسكنوه (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه) قال معنى السلسلة السبعين ذراعا في الباطن هم الجبابرة السبعون وقوله (انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين) حقوق آل محمد التي غصبوها قال الله (فليس له اليوم ههنا حميم) أي قرابة.

(ولا طعام إلا من غسلين) قال عرق الكفار وقوله: (ولو تقول علينا بعض الأقاويل) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله (لاخذنا منه باليمين) قال: انتقمنا منه بقوة (ثم لقطعنا منه الوتين) قال: عرق في الظهر يكون منه الولد قال: (فما منكم من أحد عنه حاجزين) يعنى لا يحجز عن الله أحد ولا يمنعه من رسول الله أحد قوله (وانه لحسرة على الكافرين وانه لحق اليقين) يعنى أمير المؤمنين & (فسبح باسم ربك العظيم).

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر & في قوله: (فأخذهم أخذة رابية) والرابية التي أربت (1) على ما صنعوا وقوله: (قطوفها دانية) يقول مدلية ينالها القائم والقاعد، حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم قال: إني لأعرف ما في كتاب أصحاب اليمين وكتاب أصحاب الشمال واما كتاب أصحاب اليمين بسم الله الرحمن الرحيم.


1- كذا في ط وك وفي الصافي عن الباقر عليه السلام: يعنى لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين والأوصياء من ولده عليهم السلام وقبلوا طاعتهم في أمرهم ونهيهم لأسقيناهم ماء غدقا ج ز.