التغابن

سورة التغابن

مدنية (1) آياتها ثماني عشرة (بسم الله الرحمن الرحيم يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن) قال هذه الآية خاصة في المؤمنين والكافرين، حدثنا علي بن الحسين عن أحمد عن أبي عبد الله عن ابن محبوب عن الحسين بن نعيم الصحاف قال: سألت الصادق عليه السلام عن قوله: فمنكم كافر ومنكم مؤمن، فقال عرف الله ايمانهم بولايتنا وكفرهم بتركها يوم اخذ عليهم الميثاق وهم في عالم الذر وفي صلب آدم عليه السلام.

قال علي بن إبراهيم ثم حكى الله سبحانه قول الدهرية فقال (زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) والنور أمير المؤمنين عليه السلام.

حدثنا علي بن الحسين عن جعفر بن أبي عبد الله (أحمد بن عبد الله ط×عن الحسن بن محبوب عن أبي أيوب عن أبي خالد الكابلي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله: فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا، فقال يا أبا خالد: النور والله الأئمة من آل محمد صلوات الله عليهم إلى يوم القيامة، وهم والله نور الله الذي انزل وهم والله نور الله في السماوات والأرض، يا أبا خالد!

لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله نورهم عمن يشاء فتظلم قلوبهم، والله يا أبا خالد!

لا يحبنا عبد ويتولانا حتى يطهر الله قلبه ولا يطهر الله قلب عبد حتى يسلم لنا ويكون سلما لنا فإذا كان سلما لنا سلمه الله من شديد الحساب وآمنه من فزع يوم القيامة الأكبر.

وقال علي بن إبراهيم في قوله (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) أي يصدق الله في قلبه فإذا بين الله له اختار الهدى ويزيده الله كما قال (والذين اهتدوا زادهم هدى) وقوله (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) أي حب، أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن الحسين بن سيعد عن بعض أصحابه عن حمزة بن ربيع عن علي بن سويد الشيباني قال: سألت العبد الصالح عليه السلام عن قول الله عز وجل (ذلك بأنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) قال البينات هم الأئمة عليهم السلام وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (ان من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم) وذلك أن الرجل كان إذا أراد الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله تعلق به ابنه وامرأته وقالوا ننشدك الله ان تذهب عنا وتدعنا فنضبع (2) بعدك فمنهم من يطيع أهله فيقيم فحذرهم الله أبناءهم ونساءهم ونهاهم عن طاعتهم ومنهم من يمضي ويذرهم ويقول: أما والله لئن لم تهاجروا معي ثم يجمع الله بيني وبينكم في دار الهجرة لا أنفعكم بشئ ابدا، فلما جمع الله بينه وبينهم أمره الله ان يوفي ويحسن ويصلهم فقال (وان تعفوا وتصفحوا وتغفروا فان الله غفور رحيم) وقال علي بن إبراهيم في قوله: (فاتقوا الله ما استطعتم) ناسخة لقوله اتقوا الله حق تقاته وقال في قوله (ومن يوق شح نفسه) قال يوق الشح إذا اختار النفقة في طاعة الله، قال وحدثني أبي عن الفضل بن أبي قرة (مرة) قال: رأيت أبا عبد الله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم قني شح نفسي، فقلت جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء، قال وأي شئ أشد من شح النفس ان الله يقول ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.


1- ضبع الرجل: جبن ويمكن أن يكون اللفظ " نضيع ". ج. ز.

2- طول اللسان.