الحديد

سورة الحديد

مدنية آياتها تسع وعشرون (بسم الله الرحمن الرحيم سبح لله ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) قال: هو قوله أعطيت جوامع الكلم وقوله: (هو الأول) قال قبل كل شئ (والآخر) قال يبقى بعد كل شئ (وهو عليم بذات الصدور) قال بالضمائر وقوله (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام) اي في ستة أوقات (ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض) الآية، والآية الثانية إلى قوله (اجر كبير) فإنه محكم وقال الصادق عليه السلام على باب الجنة مكتوب القرض بثمانية عشر والصدقة بعشرة، وذلك أن القرض لا يكون إلا لمحتاج والصدقة ربما وضعت في يد غير محتاج وقوله (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم) قال يقسم النور بين الناس يوم القيامة على قدر ايمانهم يقسم للمنافق فيكون نوره في ابهام رجله اليسرى فينظر نوره ثم يقول للمؤمنين مكانكم حتى اقتبس من نوركم فيقول المؤمنون لهم (ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا) فيرجعون ويضرب بينهم بسور له باب فينادون من وراء السور المؤمنين (ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم) قال: بالمعاصي (وارتبتم) قال: اي شككتم (وتربصتم) وقوله (فاليوم لا يؤخذ منكم فدية) قال: والله ما عنى بذلك اليهود ولا النصارى وإنما عنى بذلك أهل القبلة ثم قال (مأواكم النار هي مولاكم) قال هي أولى بكم وقوله (ألم يأن للذين آمنوا) يعني ألم يجب (أن تخشع قلوبهم) يعني الرهب (لذكر الله) أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن أبي المعزا عن إسحاق بن عمار عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: سألته عن قول الله (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله اجر كريم) قال: نزلت في صلة الأرحام ك (الامام ط).

حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا سهل بن زياد عن الحسن بن العباس ابن الحريش عن أبي جعفر الثاني عليه السلام في قوله: لكيلا تأسوا على ما فاتكم (قال قال أبو عبد الله عليه السلام سأل رجل أبي عن ذلك فقال نزلت في.

الخ كما سيجئ ك× وحدثنا محمد بن جعفر الرزاز عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن ابن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل ان نبرأها) صدق الله وبلغت رسله، كتابه في السماء علمه بها وكتابه في الأرض علومنا في ليلة القدر وفي غيرها وقال أبو جعفر الثاني عليه السلام في قوله (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) قال قال أبو عبد الله عليه السلام سأل الرجل أبي عليه السلام عن ذلك قال نزلت في زريق وأصحابه واحدة مقدمة وواحده مؤخرة " لا تأسوا على ما فاتكم " مما خص به علي بن أبي طالب عليه السلام ولا تفرحوا بما أتاكم من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال الرجل أشهد انكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه، ثم قال الرجل فذهب فلم أره.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب) الآية، فإنه قال الصادق عليه السلام: لما أدخل رأس الحسين بن علي عليهما السلام على يزيد لعنه الله وأدخل عليه علي بن الحسين وبنات أمير المؤمنين عليه السلام وكان علي بن الحسين عليه السلام مقيدا مغلولا، فقال يزيد: يا علي بن الحسين!

الحمد لله الذي قتل أباك، فقال علي بن الحسين: لعن الله من قتل أبي، قال فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه &، فقال علي بن الحسين فإذا قتلتني فبنات رسول الله صلى الله عليه وآله من يردهم إلى منازلهم وليس لهم محرم غيري، فقال أنت تردهم إلى منازلهم ثم دعا بمبرد فأقبل يبرد الجامعة من عنقه بيده ثم قال له: يا علي بن الحسين أتدري ما الذي أريد بذلك؟

قال بلى تريد أن لا يكون لاحد علي منة غيرك، فقال يزيد هذا والله ما أردت أفعله ثم قال يزيد يا علي بن الحسين " ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " فقال علي بن الحسين & كلا، ما هذه فينا نزلت، إنما نزلت فينا " ما أصاب من مصيبة في الأرض - إلى قوله - لا تفرحوا بما أتاكم " فنحن الذين لا نأسا على ما فاتنا ولا نفرح بما أتانا منها قوله: (ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان) قال الميزان الامام وقوله (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) قال نصيبين من رحمته أحدهما أن لا يدخله النار والثانية ان يدخله الجنة وقوله: (ويجعل لكم نورا تمشون به) يعني الايمان، أخبرنا الحسين بن علي عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن سماعة بن مهران عن أبي عبد الله & في قوله (يؤتكم كفلين من رحمته) قال الحسن والحسين عليهما السلام (ويجعل لكم نورا تمشون به) قال إمام تأتمون به وقوله: (لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل الله وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).