الواقعة

سورة الواقعة

مكية آياتها ستة وتسعون (بسم الله الرحمن الرحيم إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة) قال القيامة هي حق (خافضة) قال لأعداء الله (رافعة) قال لأولياء الله (إذا رجت الأرض رجا) قال يدق بعضها على بعض (وبست الجبال بسا) قال قلعت الجبال قلعا (فكانت هباء منبثا) قال: الهباء الذي يدخل في الكوة من شعاء الشمس قوله (وكنتم أزواجا ثلاثة) قال يوم القيامة (فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة) وهم المؤمنون من أصحاب التبعات يوقفون للحساب (وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون) الذين قد سبقوا إلى الجنة بلا حساب.

أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن الحسن بن سعيد عن الحسين بن علوان الكلبي عن علي بن الحسين العبدي عن أبي هارون العبدي عن ربيعة السعدي عن حذيفة بن اليمان: ان رسول الله صلى الله عليه وآله أرسل إلى بلال فأمره فنادى بالصلاة قبل وقت كل يوم في رجب لثلاث عشر خلت منه، قال: فلما نادى بلال بالصلاة فزع الناس من ذلك فزعا شديدا وذعروا وقالوا رسول الله صلى الله عليه وآله بين أظهرنا لم يغب عنا ولم يمت، فاجتمعوا وحشدوا فأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله يمشي حتى انتهى إلى باب من أبواب المسجد فأخذ بعضادته، في المسجد مكان يسمى السدة فسلم ثم قال: هل تسمعون يا أهل السدة؟

فقالوا: سمعنا وأطعنا فقال هل تبلغون؟

قالوا: ضمنا ذلك لك يا رسول الله!

قال أخبركم إن الله خلق الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما وذلك قوله أصحاب اليمين وأصحاب الشمال فأنا من أصحاب اليمين وأنا خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرها أثلاثا وذلك قوله: وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون فأنا من السابقين وأنا خير السابقين.

ثم جعل الا ثلاث قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم فقبيلتي خير القبائل وأنا سيد ولد آدم وأكرمكم على الله ولا فخر، ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا وذلك قوله: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، ألا وان إلهي اختارني في ثلاثة من أهل بيتي وأنا سيد الثلاثة وأتقاهم لله ولا فخر، اختارني وعليا وجعفرا ابني أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب كنا رقودا بالأبطح ليس منا إلا مسجى بثوبه على وجهه علي بن أبي طالب عن يميني وجعفر بن أبي طالب عن يساري وحمزة بن عبد المطلب عند رجلي فما نبهني عن رقدتي غير خفيق أجنحة الملائكة وبرد ذراع علي بن أبي طالب في صدري فانتبهت من رقدتي وجبرئيل في ثلاثة أملاك يقول له أحد الاملاك الثلاثة إلى أي هؤلاء الأربعة أرسلت؟

فرفسني برجله فقال إلى هذا، قال: ومن هذا؟

يستفهمه فقال: هذا محمد سيد النبيين صلى الله عليه وآله وهذا علي بن أبي طالب سيد الوصيين وهذا جعفر بن أبي طالب له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة وهذا حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن الحسن بن علي عن أسباط عن سالم بياع الزطي قال: سمعت أبا سعيد المدائني يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عز وجل (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين) قال ثلة من الأولين حزقيل مؤمن آل فرعون وثلة من الآخرين علي بن أبي طالب عليه السلام.

وقال علي بن إبراهيم في قوله (ثلة من الأولين) هم أتباع الأنبياء (وقليل من الآخرين) هم اتباع النبي صلى الله عليه وآله (على سرر موضونة) اي منصوبة (يطوف عليهم ولدان مخلدون) اي مسرورون (1) (لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما) قال: الفحش والكذب والغناء قوله (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين) قال اليمين علي أمير المؤمنين & وأصحابه شيعته وقوله (في سدر مخضود) قال شجر لا يكون له ورق ولا شوك فيه، وقرأ أبو عبد الله & (وطلع منضود) قال بعضه إلى بعض وقوله (وظل ممدود) قال ظل ممدود وسط الجنة في عرض الجنة وعرض الجنة كعرض السماء والأرض يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام فلا يقطعه وقوله (وماء مسكوب) اي مرشوش قوله (لا مقطوعة ولا ممنوعة) اي لا ينقطع ولا يمنع أحد من اخذها وقوله (إنا أنشأناهن إنشاء) قال الحور العين في الجنة (فجعلناهن ابكارا عربا) قال: لا يتكلمون إلا بالعربية وقوله: (أترابا) يعني مستويات السن (لأصحاب اليمين) أصحاب أمير المؤمنين & (ثلة من الأولين) قال من الطبقة الأولى التي كانت مع النبي صلى الله عليه وآله (وثلة من الآخرين) قال بعد النبي صلى الله عليه وآله من هذه الأمة (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال) قال: أصحاب الشمال أعداء محمد وأصحابهم الذين والوهم (في سموم وحميم) قال: السموم اسم النار والحميم ماء قد حمي (وظل من يحموم) قال: ظل (ظلمة ط×شديد الحر (لا بارد ولا كريم) قال ليس بطيب (فشاربون شرب الهيم) قال من الزقوم والهيم الإبل، وقوله: (هذا نزلهم يوم الدين) قال هذا ثوابهم يوم المجازاة وقوله: (أفرأيتم ما تمنون) يعني النطفة وقوله: (أفرأيتم النار التي تورون) اي تورونها وتوقدونها وتنتفعون بها (أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون نحن جعلناها تذكرة) لنار يوم القيامة (ومتاعا للمقوين) قال: المحتاجين.

وقوله: (فلا أقسم بمواقع النجوم) قال: معناه فأقسم بمواقع النجوم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة وأحمد بن الحسن القزاز جميعا عن صالح بن خالد عن ثابت بن شريح قال: حدثني أبان بن تغلب عن عبد الأعلى الثعلبي (التغلبي ط×ولا أراني قد سمعته الا من عبد الأعلى قال: حدثني أبو عبد الرحمن السلمي ان عليا & قرأ بهم الواقعة " وتجعلون شكركم انكم تكذبون " فلما انصرف قال: إني قد عرفت انه سيقول قائل لم قرأ هكذا قرأتها لأني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقرأها كذلك، وكانوا إذا أمطروا قالوا أمطرنا بنوء (2) كذا وكذا فأنزل الله " وتجعلون شكركم انكم تكذبون " (3) حدثنا علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن ابن أبي عمير عن أبي بصير عن أبي عبد الله & في قوله: (وتجعلون رزقكم انكم تكذبون) قال بل هي وتجعلون شكركم أنكم تكذبون.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: (فلولا إذا بلغت الحلقوم) يعني النفس قال: معناه فإذا بلغت الحلقوم (فلولا ان كنتم غير مدينين) قال: معناه فلو كنتم غير مجازين على أفعالكم (ترجعونها) يعني به الروح إذا بلغت الحلقوم تردونها في البدن (إن كنتم صادقين) وقوله: (فأما إن كان من أصحاب اليمين) يعني من كان من أصحاب أمير المؤمنين & (فسلام لك) يا محمد (من أصحاب اليمين) ان لا يعذبوا (واما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم) في أعداء آل محمد صلى الله عليه وآله (إن هذا لهو الحق اليقين فسبح باسم ربك العظيم) أخبرنا أحمد بن إدريس قد حدثنا أحمد بن محمد عن محمد بن أبي عمير عن إسحاق ابن عبد العزيز عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله & يقول: " فاما إن كان من المقربين فروح وريحان " قال: في قبره وجنة نعيم قال: في الآخرة (واما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم) في قبره (وتصلية جحيم) في الآخرة.


1- اسم نجمة زعموا ان الأمطار من سببها، ج الأنوار. ج. ز.

2- أي مجردا بدون الشدة. ج. ز.

3- وفي تفسير الصافي " ذراء " مكان كبراء ج. ز.