محمد

سورة محمد صلى الله عليه وآله

مدنية آياتها ثمان وثلاثون (بسم الله الرحمن الرحيم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم) نزلت في الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام وعن ولاية الأئمة عليهم السلام أضل اعمالهم أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله من الجهاد والنصرة.

أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسن بن العباس الحريشي عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال " الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم " فقال له ابن عباس: يا أبا الحسن لم قلت ما قلت؟

قال قرأت شيئا من القرآن، قال لقد قلته لامر، قال نعم ان الله يقول في كتابه " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " أفتشهد على رسول الله صلى الله عليه وآله انه استخلف فلانا؟

قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى إلا إليك، قال: فهلا بايعتني؟

قال: اجتمع الناس عليه فكنت منهم، فقال أمير المؤمنين عليه السلام كما اجتمع أهل العجل على العجل ها هنا فتنتم ومثلكم كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون.

أخبرنا الحسين (الحسن ط×بن محمد عن العلا (معلى ط×بن محمد باسناده عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله عليه السلام: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد - في علي - وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم) هكذا نزلت، وقال علي بن إبراهيم في قوله " والذين آمنوا وعملوا الصالحات " نزلت في أبي ذر وسلمان وعمار ومقداد لم ينقضوا العهد وآمنوا بما نزل على محمد أي ثبتوا على الولاية التي أنزلها الله وهو الحق يعني أمير المؤمنين عليه السلام من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم أي حالهم ثم ذكر اعمالهم فقال: (ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل) وهم الذين اتبعوا أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام (وان الذين اتبعوا الحق من ربهم) قال: وحدثني أبي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله ص في سورة محمد آية فينا وآية في أعدائنا والدليل على ذلك قوله كذلك يضرب الله للناس أمثالهم قوله (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب - إلى قوله - لانتصر منهم) فهذا السيف الذي على مشركي العجم من الزنادقة ومن ليس معه كتاب من عبدة النيران والكواكب وقوله (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) والمخاطبة للجماعة والمعنى لرسول الله صلى الله عليه وآله والامام بعده وقوله (والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم) أي وعدها إياهم وادخرها لهم (ليبلو بعضكم ببعض) أي يختبر.

ثم خاطب أمير المؤمنين عليه السلام فقال: (يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فقال (والذين كفروا فتعسا لهم وأضل اعمالهم ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله - في علي - فأحبط اعمالهم) حدثنا جعفر بن أحمد قال حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي بن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر & قال نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه وآله بهذه الآية هكذا ذلك بأنهم كرهوا ما انزل الله في علي - الا انه كشط الاسم - فأحبط اعمالهم، قال علي بن إبراهيم في قوله (أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) أي أو لم ينظروا في أخبار الأمم الماضية قوله (دمر الله عليهم) اي أهلكهم وعذبهم ثم قال (وللكافرين) يعني الذين كفروا وكرهوا ما انزل الله في علي (أمثالها) اي لهم مثل ما كان للأمم الماضية من العذاب والهلاك، ثم ذكر المؤمنين الذين ثبتوا على إمامة أمير المؤمنين & فقال (ذلك بان الله مولى الذين آمنوا وان للكافرين لا مولى لهم) ثم ذكر المؤمنين فقال: (ذلك بان الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات) يعني بولاية علي & (جنات تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا) من أعدائه (يتمتعون ويأكلون كما تأكل الانعام) يعنى اكلا كثيرا (والنار مثوى لهم) قال (وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم) قال: إن الذين أهلكناهم من الأمم السالفة كانوا أشد قوة من قريتك يعني أهل مكة الذين أخرجوك منها فلم يكن لهم ناصر (أفمن كان على بيتة من ربه) يعني أمير المؤمنين & (كمن زين له سوء عمله) يعنى الذين غصبوه (واتبعوا أهواءهم).

ثم ضرب لأوليائه وأعدائه مثلا فقال لأوليائه (مثل الجنة التي وعد المتقون فيها انهار من ماء غير آسن - إلى قوله - من خمر لذة للشاربين) ومعنى الخمر أي خمرة إذا تناولها ولي الله وجد رائحة المسك فيها (وانهار من عسل مصفى ولهم فيها من كل الثمرات ومغفرة من ربهم) ثم ضرب لأعدائه مثلا فقال (كمن هو خالد في النار وسقوا ماء حميما فقطع امعاءهم) فقال لنبيه: أفمن هو في هذه الجنة الموصوفة كمن هو في هذه النار كما أن ليس عدو الله كوليه وقوله: (ومنهم من يستمع إليك حتى إذا خرجوا من عندك قالوا الذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا) فإنها نزلت في المنافقين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله ومن كان إذا سمع شيئا منه لم يؤمن به ولم يعه، فإذا خرجوا قالوا للمؤمنين ماذا قال محمد آنفا فقال الله (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم واتبعوا أهواءهم) حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال حدثنا الحسن بن محمد عن سماعة عن وهب بن حفص عن أبي بصير عن أبي جعفر & قال سمعته يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يدعو أصحابه فمن أراد الله به خير سمع وعرف ما يدعوه إليه ومن أراد الله به شرا طبع على قلبه لا يسمع ولا يعقل وهو قول الله تعالى (حتى إذا خرجوا من عندك - إلى قوله - ماذا قال آنفا) قال علي بن إبراهيم ثم ذكر المهتدين فقال (والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم) وهو رد على من زعم أن الايمان لا يزيد ولا ينقص ثم قال (فهل ينظرون إلا الساعة) يعنى القيامة (ان تأتيهم بغتة فقد جاء اشراطها) فإنه حدثني أبي عن سليمان بن مسلم الخشاب عن عبد الله ابن جريح المكي عن عطا بن أبي رياح عن عبد الله بن عباس قال حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجة الوداع فأخذ بحلقة باب الكعبة ثم أقبل علينا بوجهه فقال: ألا أخبركم بأشراط الساعة؟

وكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان رحمة الله عليه، فقال بلى يا رسول الله!

فقال صلى الله عليه وآله: إن من اشراط القيامة إضاعة الصلوات واتباع الشهوات، والميل إلى الأهواء وتعظيم أصحاب المال، وبيع الدين بالدنيا، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه كما يذاب الملح في الماء مما يرى من المنكر فلا يستطيع ان يغيره، قال سلمان وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال إي والذي نفسي بيده يا سلمان!

ان عندها يليهم أمراء جورة ووزراء فسقة، وعرفاء ظلمة، وأمناء خونة، فقال سلمان وان هذا لكائن يا رسول الله!

قال صلى الله عليه وآله إي والذي نفسي بيده يا سلمان ان عندها يكون المنكر معروفا والمعروف منكرا ويؤتمن الخائن ويخون الأمين ويصدق الكاذب ويكذب الصادق، قال سلمان وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال صلى الله عليه وآله: إي والذي نفسي بيده.

يا سلمان!

فعندها تكون امارة النساء ومشاورة الإماء وقعود الصبيان على المنابر ويكون الكذب طرفا والزكاة مغرما والفئ مغنما ويجفو الرجل والديه ويبر صديقه، ويطلع الكوكب المذنب، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان وعندها تشارك المرأة زوجها في التجارة (1) ويكون المطر قيظا ويغيظ الكرام غيظا ويحتقر الرجل المعسر فعندها تقارب الأسواق إذ فان هذا لم أبع شيئا وقال هذا لم أربح شيئا فلا ترى إلا ذاما لله، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده.

يا سلمان!

فعندها يليهم أقوام ان تكلموا قتلوهم وان سكتوا استباحوا حقهم ليستأثرون أنفسهم بفيئهم وليطؤن حرمتهم وليسفكن دماءهم وليملأن قلوبهم دغلا ورعبا، فلا تراهم إلا وجلين خائفين مرعوبين مرهوبين، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده، يا سلمان!

ان عندها يؤتى بشئ من المشرق وشئ من المغرب يلون أمتي، فالويل لضعفاء أمتي منهم والويل لهم من الله، لا يرحمون صغيرا ولا يوقرون كبيرا ولا يتجاوزون من مسئ جثتهم جثة الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين، قال سلمان وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده، يا سلمان!

وعندها يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ويغار على الغلمان كما يغار على الجارية في بيت أهلها وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال ولتركبن ذوات الفروج (2) السروج فعليهن من أمتي لعنة الله، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

فقال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان!

ان عندها تزخرف المساجد كما تزخرف البيع والكنائس وتحلى المصاحف، وتطول المنارات وتكثر الصفوف بقلوب متباغضة وألسن مختلفة.

قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده وعندها تحلى ذكور أمتي بالذهب ويلبسون الحرير والديباج ويتخذون جلود النمور صفافا (3) قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله!

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان!

وعندها يظهر الربا ويتعاملون بالعينة (4) والرشى ويوضع الدين وترفع الدنيا، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان!

وعندها يكثر الطلاق، فلا يقام لله حد ولن يضروا الله شيئا.

قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال: إي والذي نفسي بيده يا سلمان!

وعندها تظهر القينات والعازف (5) ويليهم أشرار أمتي، قال سلمان وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال صلى الله عليه وآله: إي والذي نفسي بيده يا سلمان!

وعندها تحج أغنياء أمتي للنزهة وتحج أوساطها للتجارة وتحج فقراؤهم للرياء والسمعة فعندها يكون أقوام يتعلمون القرآن لغير الله ويتخذونه مزامير، ويكون أقوام يتفقهون لغير الله وتكثر أولاد الزنا، ويتغنون بالقرآن، ويتهافتون بالدنيا قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال صلى الله عليه وآله: إي والذي نفسي بيده.

يا سلمان ذاك إذا انتهكت المحارم، واكتسبت المآثم، وتسلط الأشرار على الأخيار، ويفشو الكذب وتظهر اللجاجة، وتغشو الفاقة ويتباهون في اللباس ويمطرون في غير أوان المطر، ويستحسنون الكوبة (6) والمعازف وينكرون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يكون المؤمن في ذلك الزمان أذل من الأمة ويظهر قراؤهم وعبادهم فيما بينهم التلاوم، فأولئك يدعون في ملكوت السماوات والأرجاس والأنجاس، قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

فقال: إي والذي نفسي بيده، يا سلمان!

فعندها لا يحض الغنى على الفقير حتى أن السائل يسأل فيما بين الجمعتين لا يصيب أحدا يضع في كفه شيئا قال سلمان: وان هذا لكائن يا رسول الله؟

قال صلى الله عليه وآله: إي والذي نفسي بيده يا سلمان!

عندها يتكلم الروبيضة، فقال: وما الروبيضة يا رسول الله؟

فداك أبي وأمي؟

قال صلى الله عليه وآله: يتكلم في أمر العامة من لم يكن يتكلم فلم يلبثوا إلا قليلا حتى تخور (7) الأرض خورة فلا يظن كل قوم إلا انها خارت في ناحيتهم فيمكثون ما شاء الله ثم ينكتون في مكثهم فتلقى لهم الأرض أفلاذ كبدها ذهبا وفضة ثم أومأ بيده إلى الأساطين فقال مثل هذا فيومئذ لا ينفع ذهب ولا فضة، فهذا معنى قوله فقد جاء اشراطها.

وقوله (ويقول الذين آمنوا لولا نزلت سورة - إلى قوله - فأولى لهم) فهم المنافقون ثم قال (فإذا عزم الامر) يعنى الحرب (فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم فهل عسيتم ان توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم) نزلت في بني أمية، حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن خالد عن الحسن بن علي الخزاز عن أبان بن عثمان عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله عن أبي العباس المكي قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن عمر لقى عليا عليه السلام فقال: أنت الذي تقرأ هذه الآية " بأيكم المفتون " تعرض بي وبصاحبي؟

قال: أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أمية " فهل عسيتم ان توليتم - إلى قوله - وتقطعوا أرحامكم " فقال عمر بنو أمية أوصل للرحم منك ولكنك أثبت العداوة لبني أمية وبني عدي وبني تيم حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد الكندي قال حدثنا عبد الله بن عبد الفارس عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (ان الذين ارتدوا على أدبارهم) عن الايمان بتركهم ولاية علي أمير المؤمنين عليه السلام (الشيطان - يعنى فلانا - سول لهم) يعني بني فلان وبني فلان وبني أمية قوله (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) هو ما افترض الله على خلقه من ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (سنطيعكم في بعض الامر) قال دعوا بنى أمية إلى ميثاقهم ألا يصيرون لنا الامر بعد النبي صلى الله عليه وآله ولا يعطونا من الخمس شيئا وقالوا ان أعطيناهم الخمس استغنما به فقال سنطيعكم في بعض لامر أي لا تعطوهم من الخمس شيئا فأنزل الله على نبيه " أم أبرموا أمرا فانا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون " وقال علي بن إبراهيم في قوله (ان الذين ارتدوا على أدبارهم من بعدما تبين لهم الهدى) نزلت في الذين نقضوا عهد الله في أمير المؤمنين (الشيطان سول لهم) أي هين لهم وهو فلان (وأملى لهم) أي بسط لهم أن لا يكون مما قال محمد شيئا (ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله) في أمير المؤمنين (سنطيعكم في بعض الامر) يعني في الخمس ان لا يردوه في بني هاشم (والله يعلم إسرارهم) قال الله (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) بنكثهم وبغيهم وامساكهم الامر من بعد ان ابرم عليهم ابراما يقول إذا ماتوا ساقتهم الملائكة إلى النار فيضربونهم من خلفهم ومن قدامهم (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله) يعني موالاة فلان وفلان ظالمي أمير المؤمنين (فأحبط اعمالهم) يعني التي عملوها من الخيرات (ان الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله) قال عن أمير المؤمنين عليه السلام (وشاقوا الرسول) أي قاطعوه في أهل بيته بعد اخذه الميثاق عليهم له (فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم اعمالكم) اي لم ينقصكم (ولا يسألكم أموالكم إن يسألكموها فيحفكم تبخلوا) أي يجدكم تبخلوا (ويخرج اضغانكم) قال: العداوة التي في صدوركم ثم قال (ها أنتم هؤلاء) معناه أنتم يا هؤلاء (تدعون لتنفقوا في سبيل الله - إلى قوله - وان تتولوا) عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (يستبدل قوما غيركم) قال: يدخلهم في هذا الامر (ثم لا يكونوا أمثالكم) في معاداتكم وخلافكم وظلمكم لآل محمد صلى الله عليه وآله، حدثني محمد بن عبد الله عن أبيه عبد الله بن جعفر عن السندي بن محمد عن يونس بن يعقوب عن يعقوب بن قيس قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا بن قيس وان تتولوا يستبدل قوما غيركم لا يكونوا أمثالكم عنى أبناء الموالي المعتقين.


1- ليس " السروج " مختصا بالخيل فقط، فقد أطلق هذا اللفظ على مطلق الدابة، فينطبق تماما على النساء المكشفات اللواتي يسقن سياراتهن إظهارا للمال والجمال، الذي هو في الحقيقة وبال لهن ولجميع من مال.

2- أي فرشا ج. ز.

3- قال في مجمع البحرين: العينة بالكسر السلعة، وقد جاء ذكرها في الحديث واختلف في تفسيرها فقال ابن إدريس في السرائر: العينة معناها في الشريعة هو ان يشتري سلعه بثمن مؤجل ثم يبيعها بدون ذلك الثمن نقدا ليقضي دينا عليه لمن قد حل له عليه، ويكون الدين الثاني وهو العينة من صاحب الدين الأول مأخوذا ذلك العين وهو النقد الحاضر، وقال بعض الفقهاء: هي ان يشتري السلعة ثم إذا جاء الأجل باعها على بايعها بثمن المثل أو أزيد (انتهى). أقول: لعل المراد هنا بالمعاملة بالعينة (وهي السلعة) المعاملات التي هي رائجة الوقت بين التجار والبنوك، فإنهم يستوردون السلعة بواسطة البنوك وتبقى في البنك رهينة إلى أن يدفع ثمنها ثم يبيعونها وهي في البنك دفعة أو تدريجا، وبهذا الثمن يؤدون دين البنك مع الربا.

4- القينة: المغنية، المعازف. الملاهي كالعود والطنبور ويصدق على الراديو للغناء في هذا الزمان. ج. ز.

5- وفي الخبر ان الله حرم الخمر والكوبة واختلف في معناها فقيل: هي النرد وقيل: الطبل وقيل: الشطرنج.

6- خار الرجل: أي ضعف وانكسر، لعل المراد منه الخسف. ج. ز.

7- عود كطود المسن. مطافيل ذوات أطفال. ج. ز.