الزمر وغافر

سورة الزمر

مكية آياتها خمس وسبعون (بسم الله الرحمن الرحيم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم) ثم خاطب الله نبيه فقال: (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وهذا مما ذكرناه ان لفظه خبر ومعناه حكاية وذلك أن قريشا قالت إنما نعبد الأصنام ليقربونا إلى الله زلفى فانا لا نقدر ان نعبد الله حق عبادته، فحكى الله قولهم على لفظ الخبر ومعناه حكاية عنهم فقال الله: (ان الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون) ثم رد الله على الذين قالوا اتخذ الرحمن ولدا فقال الله (لو أراد الله ان يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار - إلى قوله - يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل) يعنى يغطي ذا على ذا وذا على ذا ثم خاطب الله الخلق فقال (خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها) يعنى آدم وزوجته حواء (وأنزل لكم) يعنى خلق لكم (من الانعام ثمانية أزواج) وهي التي فسرناها في سورة الأنعام (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث) قال الظلمات الثلاث البطن والرحم والمشيمة (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون قوله تعالى (ان تكفروا فان الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وان تشكروا يرضه لكم) فهذا كفر النعم قوله: (وإذا مس الانسان ضر دعا ربه منيبا إليه - إلى قوله - وجعل الله أندادا) أي شركاء قوله (قل تمتع بكفرك قليلا انك من أصحاب النار نزلت في أبي فلان ثم قال (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة نزلت في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (ويرجو رحمة ربه) قل يا محمد هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) يعنى اولي العقول وقوله: (لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل) يعنى يظل عليهم النار من فوقهم ومن تحتهم.

وقوله: (لكن الذين اتقوا ربهم لهم غرف من فوقها غرف - إلى قوله - الميعاد) قال: فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر & قال: سأل علي & رسول الله صلى الله عليه وآله عن تفسير هذه الآية فقال: لماذا بنيت هذه الغرف يا رسول الله؟

فقال: يا علي تلك غرف بناها الله لأوليائه بالدر والياقوت والزبرجد سقوفها الذهب محبوكة بالفضة لكل غرفة منها الف باب من ذهب على كل باب منها ملك موكل به وفيها فرش مرفوعة بعضها فوق بعض من الحرير والديباج بألوان مختلفة وحشوها المسك والعنبر والكافور وذلك قول الله وفرش مرفوعة، فإذا دخل المؤمن إلى منازله في الجنة وضع على رأسه تاج الملك والكرامة وألبس حلل الذهب والفضة والياقوت والدر منظوما في الإكليل تحت التاج وألبس سبعين حلة بألوان مختلفة منسوجة بالذهب والفضة واللؤلؤ والياقوت الأحمر وذلك قوله يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير، فإذا جلس المؤمن على سريره اهتز سريره فرحا فإذا استقرت لولي الله منازله في الجنة استأذن عليه الملك الموكل بجنانه ليهنيه بكرامة الله إياه فيقول له حدام المؤمن ووصفاؤه مكانك فان ولي الله قد اتكأ على أرائكه وزوجته الحوراء العيناء قد هيئت له فاصبر لولي الله حتى يفرغ من شغله، قال: فتخرج عليه زوجته الحوراء من خيمتها تمشي مقبلة وحولها وصفاؤها تحنيها عليها سبعون حلة منسوجة بالياقوت واللؤلؤ والزبرجد صبغن بمسك وعنبر وعلى رأسها تاج الكرامة وفي رجليها نعلان من ذهب مكللان بالياقوت واللؤلؤ وشراكهما ياقوت احمر فإذا أدنيت من ولي الله وهم ان يقوم إليها شوقا تقول له يا ولي الله ليس هذا يوم تعب ولا نصب فلا تقم أنا لك وأنت لي فيعتنقان قدر خمسمائة عام من أعوام الدنيا لا يملها ولا تمله، قال فينظر إلى عنقها فإذا عليها قلادة من قصب ياقوت احمر وسطها لوح مكتوب أنت يا ولي الله حبيبي وأنا الحوراء حبيبتك إليك تباهت نفسي وإلي تباهت نفسك ثم يبعث الله الف ملك يهنونه بالجنة ويزوجونه الحوراء.

قال: فينتهون إلى أول باب من جنانه فيقولون الملك الموكل بأبواب الجنان استأذن لنا على ولي الله فان الله بعثنا مهنئين، فيقول الملك حتى أقول للحاجب فيعلمه مكانكم، قال: فيدخل الملك إلى الحاجب وبينه وبين الحاجب ثلاث جنان حتى ينتهي إلى أول باب فيقول للحاجب ان على باب الغرفة الف ملك أرسلهم رب العالمين جاؤوا يهنئون ولي الله وقد سألوا ان استأذن لهم عليه فيقول له الحاجب انه ليعظم علي ان استأذن لاحد على ولي الله وهو مع زوجته قال: وبين الحاجب وبين ولي الله جنتان فيدخل الحاجب على القيم فيقول له ان على باب الغرفة الف ملك أرسلهم رب العالمين يهنئون ولي الله فاستأذن لهم، فيقوم القيم إلى الخدام فيقول لهم ان رسل الجبار على باب العرصة وهم الف ملك أرسلهم يهنئون ولي الله فأعلمهم مكانهم، قال فيعلمونه الخدام مكانهم قال: فيأذن لهم فيدخلون على ولي الله وهو في الغرفة ولها الف باب وعلى كل باب من أبوابها ملك موكل به فإذا أذن للملائكة بالدخول على ولي الله فتح كل ملك بابه الذي قد وكل به فيدخل كل ملك من باب من أبواب الغرفة فيبلغونه رسالة الجبار، وذلك قول الله: " والملائكة يدخلون عليهم من كل باب " يعنى من أبواب الغرفة " سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " وذلك قوله: " وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا " يعنى بذلك ولي الله وما هو فيه من الكرامة والنعيم والملك العظيم وان الملائكة من رسل الجبار ليستأذنون عليه فلا يدخلون عليه إلا باذنه فذلك الملك العظيم والأنهار تجري من تحتها.

قوله: (أفمن شرح الله صدره للاسلام فهو على نور من ربه) قال نزلت في أمير المؤمنين & وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر & في قوله: (قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم) يقول غبنوا أنفسهم (وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) قوله: (ألم تر ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض) والينابيع هي العيون والركايا مما انزل الله من السماء فأسلكه في الأرض (ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج) بذلك حتى يصفر (ثم يجعله حطاما) والحطام إذا يبست وتفتت.

وقال علي بن إبراهيم في قوله (ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون) فإنه مثل ضربه الله لأمير المؤمنين عليه السلام وشركائه الذين ظلموه وغصبوه حقه وقوله " متشاكسون " أي متباغضون قوله (ورجلا سلما لرجل) أمير المؤمنين عليه السلام سلم لرسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال (هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) ثم عزى نبيه صلى الله عليه وآله فقال: (إنك ميت وانهم ميتون ثم انكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون) يعني أمير المؤمنين عليه السلام ومن غصبه حقه ثم ذكر أيضا أعداء آل محمد ومن كذب على الله وعلى رسوله وادعى ما لم يكن له فقال: (فمن أظلم الجزء (24) ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه) يعني بما جاء به رسول الله من الحق وولاية أمير المؤمنين &، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين & فقال: (والذي جاء بالصدق صدق به) يعني أمير المؤمنين & (أولئك هم المتقون) وقوله: (أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه) يعني يقولون لك يا محمد اعفنا من علي ويخوفونك انهم يلحقون بالكفار.

وقوله: (الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها) قال فإنه حدثني أبي عن أبي هشام عن داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي ابن موسى & قال: كان أمير المؤمنين & في المسجد وعنده الحسن بن علي عليهما السلام وأمير المؤمنين & متكئ على يد سلمان، فاقبل رجل حسن اللباس فسلم على أمير المؤمنين & فرد عليه مثل سلامه وجلس، فقال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل ان أخبرتني بها علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما ليس لهم وخرجوا من دينهم وصاروا بذلك غير مؤمنين في الدنيا ولا خلاق لهم في الآخرة، وان تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام سل عما بدا لك، فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟

فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن عليه السلام فقال: يا أبا محمد أجبه فقال: أما ما سألت عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه فان الروح متعلقة بالريح والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها، فان أذن الله بالرد عليه جذبت تلك الروح تلك الريح وجذبت تلك الريح ذلك الهواء فاستكنت الروح في بدن صاحبها وإن لم يأذن برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح وجذبت الريح الروح فلم يردها إلى صاحبها إلى وقت ما يبعث، وقد مضى ذكر السؤالات الثلاثة قوله (أم اتخذوا من دون الله شفعاء) يعني الأصنام ليشفعوا لهم يوم القيامة وقالوا ان فلانا وفلانا يشفعون لنا عند الله يوم القيامة وقوله (قل لله الشفاعة جميعا) قال: لا يشفع أحد إلا بإذن الله تعالى قوله (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة - إلى قوله - إذا هم يستبشرون) فإنها نزلت في فلان وفلان فلان وقوله (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم) قال: نزلت في شيعة أمير المؤمنين عليه السلام خاصة.

حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا عبد الكريم عن محمد بن علي عن محمد ابن الفضيل عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر عليه السلام: لا يعذر الله يوم القيامة أحدا يقول: يا رب لم اعلم أن ولد فاطمة عليها السلام هم الولاة على الناس كافة، وفي شيعة ولد فاطمة انزل الله هذه الآية خاصة " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله " (1) الآية.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: (وأنيبوا إلى ربكم) أي توبوا (واسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) من القرآن وولاية أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة عليهم السلام، والدليل على ذلك قول الله عز وجل (ان تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) الآية قال في الامام لقول الصادق عليه السلام: نحن جنب الله ثم قال: (أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة) الآية فرد الله عليهم فقال (بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها) يعني الآيات الأئمة عليهم السلام (فاستكبرت وكنت من الكافرين) يعني بالله قوله: (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي المعزا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من ادعى انه إمام وليس بامام يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة، قلت وإن كان علويا فاطميا؟

قال وإن كان علويا فاطميا وقوله: (أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) قال: فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى الله شدة حره سأله ان يتنفس فأذن له فتنفس فأحرق جهنم وقوله: (له مقاليد السماوات والأرض) يعنى مفاتيح السماوات والأرض ثم خاطب الله نبيه فقال (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فهذه مخاطبة للنبي صلى الله عليه وآله والمعنى لامته وهو ما قال الصادق عليه السلام: إن الله تعالى بعث نبيه بإياك أعني واسمعي يا جارة والدليل على ذلك قوله (بل الله فاعبد وكن من الشاكرين) وقد علم أن نبيه صلى الله عليه وآله يعبده ويشكره ولكن استعبد نبيه بالدعاء إليه تأديبا لامته.

حدثنا جعفر بن أحمد عن عبد الكريم بن عبد الرحيم عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر & قال: سألته عن قول الله لنبيه " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " قال: تفسيرها لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي من بعدك ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: (وما قدروا الله حق قدره) قال: نزلت في الخوارج (والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه) أي بقوته قوله: (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون) فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الأحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: سئل عن النفختين كم بينهما؟

قال: ما شاء الله، فقيل له فأخبرني يا بن رسول الله كيف ينفخ فيه؟

فقال: أما النفخة الأولى فان الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الأرض ومعه الصور وللصور رأس واحد وطرفان وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والأرض قال: فإذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الدنيا ومعه الصور قالوا: قد أذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء، قال: فيهبط إسرافيل بحظيرة بين المقدس ويستقبل الكعبة فإذا رأوه أهل الأرض قالوا: قد أذن الله في موت أهل الأرض، قال: فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي أهل الأرض فلا يبقى في الأرض ذو روح إلا صعق ومات، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي أهل السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح إلا صعق ومات إلا إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله، قال: فيقول الله لإسرافيل: يا إسرافيل مت فيموت إسرافيل، فيمكثون في ذلك ما شاء الله ثم يأمر الله السماوات فتمور ويأمر الجبال فتسير وهو قوله: " يوم تمور السماء مورا وتسير الجبال سيرا " يعني تبسط وتبدل الأرض غير الأرض يعني بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها أول مرة ويعيد عرشه على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته، قال: فعند ذلك ينادي الجبار جل جلاله بصوت من قبله جهوري يسمع أقطار السماوات والأرضين " لمن الملك اليوم!

" فلا يجيبه مجيب فعند ذلك يقول الجبار مجيبا لنفسه " لله الواحد القهار وأنا قهرت الخلايق كلهم وأمتهم إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ولا وزير لي وانا خلقت خلقي بيدي وانا أمتهم بمشيتي وانا أحييهم بقدرتي " قال: فينفخ الجبار نفخة في الصور فيخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات أحد إلا حيى وقام كما كان ويعود حملة العرش وتحضر الجنة والنار وتحشر الخلائق للحساب، قال: فرأيت علي بن الحسين عليهما السلام يبكي عند ذلك بكاءا شديدا قال: وحدثني أبي عن ابن أبي عمير عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله ان يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحا فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم وقال اتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله فاخذ بيده وأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر فصوت بصاحبه فقال: قم بإذن الله فخرج منه رجل ابيض الرأس واللحية يمسح التراب عن وجهه وهو يقول: الحمد لله والله أكبر، فقال جبرئيل عد بإذن الله ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال: قم بإذن الله فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول: يا حسرتاه يا ثبوراه ثم قال له جبرئيل: عد إلى ما كنت فيه بإذن الله، فقال: يا محمد!

هكذا يحشرون يوم القيامة فالمؤمنون يقولون هذا القول وهؤلاء يقولون ما ترى.

قوله: (وأشرقت الأرض بنور ربها) حدثنا محمد بن أبي عبد الله عليه السلام قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني القاسم بن الربيع قال: حدثني صباح المدائني قال: حدثنا المفضل بن عمر انه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول في قوله: " وأشرقت الأرض بنور ربها " قال رب الأرض يعني إمام الأرض، فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟

قال: إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون بنور الامام.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: (ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء) قال الشهداء الأئمة عليهم السلام والدليل على ذلك قوله في سورة الحج " ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا أنتم - يا معشر الأئمة - شهداء على الناس " وقوله (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) أي جماعة (حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم) أي طابت مواليدكم لأنه لا يدخل الجنة إلا طيب المولد (فادخلوها خالدين) قال أمير المؤمنين عليه السلام إن فلانا وفلانا غصبونا حقنا واشتروا به الإماء وتزوجوا به النساء ألا وإنا قد جعلنا شيعتنا من ذلك في حل لتطيب مواليدهم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء) يعنى ارض الجنة، وقال علي بن إبراهيم حدثني أبي قال: حدثنا إسماعيل بن همام عن أبي الحسن عليه السلام قال: لما حضر علي بن الحسين عليهما السلام الوفاة أغمي عليه ثلاث مرات، فقال في المرة الأخيرة الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ثم توفي عليه السلام قال ثم قال الله (وترى الملائكة حافين من حول العرش) أي محيطين حول العرش (يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق) كناية عن أهل الجنة والنار وهذا مما لفظه ماض ومعناه مستقبل (وقيل الحمد لله رب العالمين)

سورة المؤمن

مكية آياتها خمس وثمانون (بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب) وذلك خاصة لشيعة أمير المؤمنين & (ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير) وقوله (ما يجادل في آيات الله) وهم الأئمة & (إلا الذين كفروا فلا يغررك تقلبهم في البلاد كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب من بعدهم) أصحاب الأنبياء الذين تحزبوا (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه) يعني يقتلوه (وجادلوا بالباطل) أي خاصموا (ليدحضوا به الحق) أي يبطلوه ويدفعوه (فأخذتهم فكيف كان عقاب) وقوله: (الذين يحملون العرش ومن حوله - إلى قوله - وذلك هو الفوز العظيم) قال: فحدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان ابن داود المنقري عن حماد عن أبي عبد الله & انه سئل هل الملائكة أكثر أم بنو آدم فقال: والذي نفسي بيده لعدد ملائكة الله في السماوات أكثر من عدد التراب في الأرض، وما في السماء موضع قدم إلا وفيها ملك يسبحه ويقدسه ولا في الأرض شجرة ولا مدر إلا وفيها ملك موكل بها يأتي الله كل يوم بعملها والله أعلم بها، وما منهم أحد إلا ويتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبينا ويلعن أعداءنا ويسأل الله ان يرسل عليهم العذاب إرسالا حدثنا محمد بن عبد الله الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار جميعا عن محمد بن سنان عن المنخل بن خليل الرقي عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: (وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا انهم أصحاب النار) يعنى بنى أمية وقوله: (الذين يحملون العرش) يعنى رسول الله صلى الله عليه وآله والأوصياء من بعده يحملون علم الله (ومن حوله) يعنى الملائكة (يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا) يعنى شيعة آل محمد (ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا) من ولاية فلان وفلان وبنى أمية (واتبعوا سبيلك) اي ولاية علي ولي الله (وقهم عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم انك أنت العزيز الحكيم) يعنى من تولى عليا & فذلك صلاحهم (وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته) يعنى يوم القيامة (وذلك هو الفوز العظيم) لمن نجاه الله من ولاية فلان وفلان ثم قال (وإن الذين كفروا) يعنى بنى أمية (ينادون لمفت الله أكبر من مفتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان) يعنى إلى ولاية علي عليه السلام (فتكفرون) وقال علي بن إبراهيم في قوله: (ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين - إلى قوله - من سبيل) قال الصادق عليه السلام ذلك في الرجعة قوله (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم) أي جحدتم (وان يشرك به تؤمنوا) فالكفر ههنا الجحود قال: إذا وحد الله كفرتم وان جعل لله شريكا تؤمنوا، أخبرنا الحسن بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن جعفر بن بشير عن الحكم بن زهير عن محمد بن حمدان عن أبي عبد الله عليها السلام في قوله: " إذا دعي الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير " يقول: إذا ذكر الله ووحد بولاية من أمر الله بولايته كفرتم وان يشرك به من ليست له ولاية تؤمنوا بان له ولاية وقال علي بن إبراهيم في قوله: (هو الذي يريكم آياته) يعنى الأئمة الذين أخبرهم الله رسوله صلى الله عليه وآله بهم وقوله: (رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده) قال روح القدس وهو خاص لرسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام قوله: (لينذر يوم التلاق) قال يوم يلتقي أهل السماوات والأرض ويوم التناد يوم ينادي أهل النار أهل الجنة ان أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله، ويوم التغابن يوم يعير أهل الجنة أهل النار، ويوم الحسرة يوم يؤتى بالموت فيذبح، وقوله: (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار) قال: فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن زيد البرسي عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله يقول إذا أمات الله أهل الأرض لبث كمثل ما خلق الخلق ومثل ما أماتهم وأضعاف ذلك، ثم أمات أهل السماء الدنيا ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا واضعاف ذلك ثم أمات أهل السماء الثانية ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض والسماء الدنيا والسماء الثانية واضعاف ذلك ثم أمات أهل السماء الثالثة ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة واضعاف ذلك في كل سماء مثل ذلك وأضعاف ذلك ثم أمات ميكائيل ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات جبرئيل ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات إسرافيل ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم أمات ملك الموت ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك، ثم يقول الله عز وجل: لمن الملك اليوم؟

فيرد على نفسه الله القهار أين الجبارون؟

وأين الذين ادعوا معي إلها آخر؟

أين المتكبرون ونحوتهم ذلك؟

ثم يبعث الخلق، قال عبيد بن زرارة فقلت: إن هذا الامر كاين طولت ذلك؟

فقال: أرأيت ما كان هل علمت به؟

فقلت: لا، فقال: فكذلك هذا وقوله (وأنذرهم يوم الآزفة) يعني يوم القيامة (إذ القلوب لدى الحناجر كاطمين) قال: مغمومين مكروبين ثم قال (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) يعني ما ينظر إلى ما يحل له ان يقبل شفاعته، ثم كنى عز وجل عن نفسه فقال: (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور والله يقضي بالحق) ثم قال (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة - إلى قوله - من واق) اي من دافع.

ثم ذكر موسى وقد كتبنا خبره قوله (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه) قال كتم إيمانه ستمائة سنة، وكان مجذوما مقفعا وهو الذي وقعت أصابعه وكان يشير إلى قومه بيده المفقوعة، ويقول (يا قوم اتبعون أهدكم سبيل الرشاد) وقوله (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان) يعني بغير حجة يخاصمون (ان في صدورهم إلا كبر - إلى قوله - السميع البصير) فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي عبد الله & قال: ان في النار لنار يتعوذ منها أهل النار ما خلقت إلا لكل متكبر جبار عنيد ولكل شيطان مريد ولكل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ولكل ناصب العداوة لآل محمد، وقال ان أهون الناس عذابا يوم القيامة لرجل في ضحضاح (2) من نار عليه نعلان من نار وشرا كان من نار يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل، ما يرى أن في النار أحدا أشد عذابا منه وما في النار أحد أهون عذابا منه وقوله: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) يعنى مؤمن آل فرعون فقال أبو عبد الله & والله لقد قطعوه إربا إربا ولكن وقاه الله ان يفتنوه في دينه وقوله: (النار يعرضون عليها غدوا وعشيا) قال: ذلك في الدنيا قبل القيامة وذلك أن في القيامة لا يكون غدوا ولا عشيا، لان الغدو والعشي إنما يكون في الشمس والقمر ليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر.

قال وقال رجل لأبي عبد الله &: ما تقول في قول الله عز وجل: النار يعرضون عليها غدوا وعشيا؟

فقال أبو عبد الله &: ما تقول الناس فيها؟

فقال يقولون: إنها في نار الخلد وهم لا يعذبون فيما بين ذلك فقال & فهم من السعداء (3) فقيل له جعلت فداك فكيف هذا؟

فقال: إنما هذا في الدنيا واما في نار الخلد فهو قوله: " ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب " ثم ذكر قول أهل النار فقال (وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا - إلى قوله - من النار) فردوا عليهم فقالوا (إنا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد) وقوله (وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) اي في بطلان وقوله (وإنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا) وهو في الرجعة إذا رجع رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبي عبد الله & قال قلت قول الله تبارك وتعالى (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) قال ذلك والله في الرجعة، أما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا والأئمة بعدهم قتلوا ولم ينصروا ذلك في الرجعة، وقال علي بن إبراهيم في قوله: " ويوم يقوم الاشهاد " يعني الأئمة عليهم السلام وقوله: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن ابن عيينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى ليمن على عبده المؤمن يوم القيامة فيأمره الله ان يدنو منه - يعني من رحمته - فيدنو حتى يضع كفه عليه ثم يعرفه ما أنعم به عليه يقول له أو لم تدعني يوم كذا وكذا بكذا وكذا فأجبت دعوتك؟

ألم تسألني يوم كذا وكذا فأعطيتك مسألتك؟

ألم تستغث بي يوم كذا وكذا فأغثتك؟

ألم تسأل ضرا كذا وكذا فكشفت عنك ضرك ورحمت صوتك؟

ألم تسألني مالا فملكتك؟

ألم تستخدمني فأخدمتك؟

ألم تسألني ان أزوجك فلانة وهي منيعة عند أهلها فزوجناكها؟

قال فيقول العبد بلى يا رب قد أعطيتني كل ما سألتك وكنت أسألك الجنة فيقول الله له فاني منعم لك ما سألتنيه الجنة لك مباحا أرضيتك فيقول المؤمن نعم يا رب أرضيتني وقد رضيت، فيقول الله له عبدي اني كنت ارضى أعمالك وإنما ارضى لك أحسن الجزاء فان أفضل جزائي عندي ان أسكنك الجنة وهو قوله " ادعوني أستجب لكم " الآية.

وقوله: (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين) قال فإنه حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود رفعة قال جاء رجل إلى علي بن الحسين عليهما السلام فسأله عن مسائل ثم عاد ليسأل عن مثلها فقال علي بن الحسين عليهما السلام مكتوب في الإنجيل: لا تطلبوا علم مالا تعلمون ولما عملتم بما علمتم، فان العالم إذا لم يعمل به لم يزده من الله إلا بعدا، ثم قال عليك بالقرآن فان الله خلق الجنة بيده لبنة من ذهب ولبنة من فضة وجعل ملاطها المسك وترابها الزعفران وحصاها اللؤلؤ وجعل درجاتها على قدر آيات القرآن فمن قرأ القرآن قال له اقرأ وارق ومن دخل منهم الجنة لم يكن أحد في الجنة أعلى درجة منه ما خلا النبيين والصديقين، فقال له الرجل: فما الزهد؟

قال: الزهد عشرة أجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الرضى ألا وان الزهد في آية من كتاب الله " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " فقال الرجل: " لا إله إلا الله " فقال علي بن الحسين عليهما السلام: وأنا أقول لا إله إلا الله فإذا قال أحدكم لا إله إلا الله فليقل الحمد لله رب العالمين، فان الله يقول: " هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين " وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا به رسلنا - إلى قوله - كذلك يضل الله الكافرين) فقد سمى الله الكافرين مشركين بان كذبوا بالكتاب وقد أرسل الله رسله بالكتاب وبتأويله فمن كذب بالكتاب أو كذب بما أرسل به رسله من تأويل الكتاب فهو مشرك كافر، قال علي بن إبراهيم في قوله (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون) يعني من الفرح الظاهر، قال: حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رياب عن ضريس الكناني عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت له جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام ولا يعرفون ولايتكم؟

فقال: اما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فإنه يخد له خدا إلى الحنة التي خلقها الله بالمغرب فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة حتى يلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته فاما إلى الجنة واما إلى النار فهؤلاء الموقوفون لامر الله قال: وكذلك نفعل بالمستضعفين والبله والأطفال وأولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، واما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خدا إلى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة ثم بعد ذلك مصيرهم إلى الجحيم (في النار يسجرون ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله) أي أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الامام الذي جعله الله للناس إماما، ثم قال الله لنبيه (فاصبر ان وعد الله حق فاما نرينك بعض الذي نعدهم) أي من العذاب (أو نتوفينك فالينا يرجعون).

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الفرح والمرح والخيلاء كل ذلك في الشرك والعمل في الأرض بالمعصية وقوله: (وآثارا في الأرض) يقول أعمالا في الأرض وقال علي بن إبراهيم في قوله: (ويريكم آياته) يعني أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام في الرجعة وإذا رأوهم (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين) أي جحدنا بما أشركناهم (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون).


1- الماء اليسير.

2- إذ هم يستريحون من العذاب إلى يوم القيامة ج. ز.

3- جمع الندى: ما يسقط في الليل من بخار الماء. ج. ز.