الصافات

سورة الصافات

مكية وهي مأة واثنتان وثمانون آية (بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا) قال: الملائكة والأنبياء ومن صف لله وعبده (فالزاجرات زجرا) الذين يزجرون الناس (فالتاليات ذكرا) الذين يقرؤن الكتاب من الناس فهو قسم وجوابه (ان إلهكم لواحد رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب) قال وحدثني أبي ويعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: لهذه النجوم التي في السماء مداين مثل المداين التي في الأرض مربوطة كل مدينة بعمود (إلى عمود ط×من نور طول ذلك العمود في السماء مسيرة مائتين وخمسين سنة (1) وقوله (وحفظا من كل شيطان مارد) قال المارد الخبيث (لا يسمعون إلى الملا الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا) يعني الكواكب التي يرمون بها (ولهم عذاب واصب) أي واجب وقوله (إلا من خطف الخطفة فاتبعه) يعني يسمعون الكلمة فيحفظونها (فاتبعه شهاب ثاقب) وهو ما يرمون به فيحرقون وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: (عذاب واصب) أي دائم موجع قد وصل إلى قلوبهم وقوله (شهاب ثاقب) أي مضئ إذا أصابهم نفوا به.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: (فاستفتهم أهم أشد خلقا أمن خلقنا إنا خلقناهم من طين لازب) يعني يلزق باليد (بل عجبت ويسخرون وإذا ذكروا لا يذكرون وإذا رأوا آية يستسخرون) يعني قريشا ثم حكى قول الدهرية من قريش فقال: (أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما - إلى قوله - داخرون) أي مطروحون في النار وقوله (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال الذين ظلموا آل محمد حقهم وأزواجهم قال وأشباههم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام (فاهدوهم إلى صراط الجحيم) يقول ادعوهم إلى طريق الجحيم وقال علي ابن إبراهيم في قوله (وقفوهم انهم مسؤولون) قال عن ولاية أمير المؤمنين عليه السلام وقوله (بل هم اليوم مستسلمون) يعني للعذاب ثم حكى الله عز وجل عنهم قولهم (وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون قالوا انكم كنتم تأتوننا عن اليمين) يعني فلانا وفلانا (قالوا بل لم تكونوا مؤمنين) وقوله (فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون) قال العذاب (فأغويناكم إنا كنا غاوين) وقوله (فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون - إلى قوله - يستكبرون) فإنه محكم وقوله (ويقولون أئنا لتاركون آلهتنا لشاعر مجنون) يعني رسول الله صلى الله عليه وآله فرد الله عليهم (بل جاء بالحق وصدق المرسلين) الذين كانوا قبله.

ثم حكى ما أعد الله للمؤمنين (أولئك لهم رزق معلوم) يعني في الجنة وقوله: (لا فيها غول) يعني الفساد (ولا هم عنها ينزفون) أي لا يطردون منها وقوله (وعندهم قاصرات الطرف عين) يعنى الحور العين يقصر الطرف عن النظر إليها من صفائها (كأنهن بيض مكنون) يعنى مخزون (فأقبل بعضهم على بعض يتسائلون قال قائل منهم اني كان لي قرين يقول أإنك لمن المصدقين) أي تصدق بما يقول لك انك إذا مت حييت قال فيقول لصاحبه (هل أنتم مطلعون) قال (فاطلع فرآه في سواء الجحيم) قال فيقول له (تالله ان كدت لتردين ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين) وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (فاطلع فرآه في سواء الجحيم) يقول في وسط الجحيم.

قال علي بن إبراهيم ثم يقولون في الجنة (أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين ان هذا لهو الفوز العظيم) قال: فحدثني أبي عن علي بن مهزيار والحسن بن محبوب عن النضر بن سويد عن درست عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جئ بالموت فيذبح كالكبش بين الجنة والنار ثم يقال خلود فلا موت أبدا فيقول أهل الجنة " أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى.

" ثم قال عز وجل: (أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين) يعنى بالفتنة هاهنا العذاب وقوله (ثم إن لهم عليها لشوبا من حميم) يعنى عذابا على عذاب (فهم على آثارهم يهرعون) أي يمرون (ولقد أرسلنا فيهم منذرين) يعنى الأنبياء (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين) يعنى الأمم الهالكة.

ثم ذكر عز وجل نداء الأنبياء فقال (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون) وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (وجعلنا ذريته هم الباقين) يقول بالحق والنبوة والكتاب والايمان في عقبه وليس كل من في الأرض من بنى ادم من ولد نوح قال الله في كتابه: " احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه إلا قليل " وقال أيضا " ذرية من حملنا مع نوح " حدثنا (أبو العباس ط×محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن سماعة عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: ليهنئكم الاسم قلت وما هو جعلت فداك؟

قال الشيعة قيل إن الناس يعيروننا بذلك قال أما تسمع قول الله (وان من شيعته لإبراهيم) وقوله " واستغاثه الذي من شيعته على الذي هو من عدوه " فليهنئكم الاسم وقال علي بن إبراهيم في قوله (إذ جاء ربه بقلب سليم) قال القلب السليم من الشك وقد كتبنا خبره في سورة الأنبياء.

قوله (يا بنى اني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) قال: فإنه حدثني أبي عن فضالة بن أيوب عن معاوية ابن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام ان إبراهيم & أتاه جبرئيل عند زوال الشمس من يوم التروية فقال: يا إبراهيم ارتو من الماء لك ولأهلك ولم يكن بين مكة وعرفات ماء فسميت التروية بذلك، فذهب به حتى انتهى به إلى منى فصلى به الظهر والعصر والعشائين والفجر حتى إذا بزغت الشمس خرج إلى عرفات فنزل بنمرة وهي بطن عرفة فلما زالت الشمس خرج وقد اغتسل، فصلى الظهر والعصر بأذان واحد وإقامتين وصلى في موضع المسجد الذي بعرفات وقد كانت ثمة أحجار بيض فأدخلت في المسجد الذي بني ثم مضى به إلى الموقف فقال: يا إبراهيم اعترف بذنبك واعرف مناسكك فلذلك سميت عرفة، فأقام به حتى غربت الشمس ثم أفاض به فقال: يا إبراهيم ازدلف (2) إلى المشعر الحرام فسميت المزدلفة واتي به المشعر الحرام فصلى به المغرب والعشاء الآخرة بأذان واحد وإقامتين ثم بات بها حتى إذا صلى بها صلاة الصبح أراه الموقف ثم أفاض إلى منى فأمره فرمى جمرة العقبة عندها ظهر له إبليس لعنه الله.

ثم أمره الله بالذبح فان إبراهيم & حين أفاض من عرفات بات على المشعر الحرام وهو فزع فرأى في النوم ان يذبح ابنه إسحاق (3) وقد كان إسحاق حج بوالدته سارة فلما انتهى إلى منى رمى الجمرة هو وأهله وأمر أهله فسارت إلى البيت واحتبس الغلام فانطلق به إلى موضع الجمرة الوسطى فاستشار ابنه وقال كما حكى الله " يا بني اني أرى في المنام اني أذبحك فانظر ماذا ترى " فقال الغلام كما حكى الله أمض كما أمرك الله به " يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين " وسلما لامر الله، وأقبل شيخ فقال: يا إبراهيم ما تريد من هذا الغلام؟

قال أريد ان اذبحه فقال سبحان الله!

تذبح غلاما لم يعص الله طرفة عين!

فقال إبراهيم ان الله أمرني بذلك فقال ربك ينهاك عن ذلك وإنما أمرك بهذا الشيطان، فقال له إبراهيم ويلك ان الذي بلغني هذا المبلغ هو الذي أمرني به والكلام الذي وقع في أذني فقال لا والله ما أمرك بهذا إلا الشيطان فقال إبراهيم لا والله لا أكلمك ثم عزم إبراهيم على الذبح، فقال يا إبراهيم انك إمام يقتدى بك وانك ان ذبحته ذبح الناس أولادهم فلم يكلمه وأقبل إلى الغلام فاستشاره في الذبح فلما أسلما جميعا لامر الله قال الغلام يا أبت خمر وجهي وشد وثاقي فقال إبراهيم يا بني الوثاق مع الذبح لا والله لا جمعهما عليك اليوم فرمى له بقرطان الحمار ثم أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه ورفع رأسه إلى السماء ثم انتحى (4) عليه المدية فقلب جبرئيل المدية على قفاها واجتر الكبش من قبل ثبير (5) وأثار الغلام من تحته ووضع الكبش مكان الغلام ونودي من مسيرة مسجد الخيف (ان يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين ان هذا لهو البلاء المبين).

قال: ولحق إبليس بأم الغلام حين نظرت إلى الكعبة في وسط الوادي بحذاء البيت فقال لها شيخ رأيته، قالت: إن ذلك بعلي قال فوصيف رأيته معه فقالت: ذاك ابني قال: فاني رأيته وقد أضجعه وأخذ المدية ليذبحه!

فقالت: كذبت ان إبراهيم أرحم الناس كيف يذبح ابنه قال: فورب السماء والأرض ورب هذا البيت لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية، فقالت: ولم؟

قال: زعم أن ربه أمره بذلك، قالت فحق له ان يطيع ربه فوقع في نفسها انه قد أمر في ابنها بأمر فلما قضت مناسكها أسرعت في الوادي راجعة إلى منى وهي واضعة يدها على رأسها تقول يا رب لا تؤاخذني بما عملت بأم إسماعيل، قلت: فأين أراد ان يذبحه؟

قال: عند الجمرة الوسطى قال: ونزل الكبش على الجبل الذي عن يمين مسجد منى نزل من السماء وكان يأكل في سواد ويمشي في سواد اقرن، قلت: ما كان لونه؟

قال كان أملح اغبر.

قال: وحدثني أبي عن صفوان بن يحيى وحماد عن عبد الله بن المغيرة عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألناه عن صاحب الذبح، فقال: إسماعيل وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل وعبد الله ابن عبد المطلب فهذان الخبران عن الخاصة في الذبيح قد اختلفوا في إسحاق وإسماعيل وعبد الله وقد روت العامة خبرين مختلفين في إسماعيل وإسحاق فناداه الله عز وجل (قد صدقت الرؤيا) الآية قال إنه لما عزم إبراهيم على ذبح ابنه وسلما لامر الله قال الله (اني جاعلك للناس إماما) فقال إبراهيم (ومن ذريتي) فقال: (لا ينال عهدي الظالمين) أي لا يكون بعهدي إمام ظالم ثم ذكر عز وجل منته على موسى وهارون فقال: (ولقد مننا على موسى وهارون ونجيناهما وقومهما من الكرب العظيم - إلى قوله - أتدعون بعلا) قال: كان لهم صنم يسمونه بعلا وسأل رجل أعرابيا عن ناقة واقفة فقال: لمن هذه الناقة؟

فقال الاعرابي: أنا بعلها وسمي الرب بعلا.

ثم ذكر عز وجل آل محمد عليهم السلام فقال: (وتركنا عليه في الآخرين سلام على آل يس) فقال: يس محمد وآل محمد الأئمة عليهم السلام ثم ذكر عز وجل لوطا فقال: (وان لوطا لمن المرسلين) وقد ذكرنا خبره ثم ذكر يونس فقال: (وان يونس لمن المرسلين إذ ابق) يعني هرب (إلى الفلك المشحون فساهم) أي ألقى السهام (فكان من المدحضين) أي من المغوصين (فالتقمه الحوت وهو مليم) وقد كتبنا خبره في سورة يونس (فأنبتنا عليه شجرة من يقطين) قال الدبا (6) ثم خاطب الله نبيه فقال (فاستفتهم ألربك البنات ولهم البنون) قال قالت قريش ان الملائكة هم بنات الله فرد الله عليهم (فاستفتهم - الآية إلى قوله - سلطان مبين) أي حجة قوية على ما يزعمون وقوله تعالى: (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا) يعني انهم قالوا إن الجن بنات الله فقال: (ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون) يعني انهم في النار وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (وان كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين) فهم كفار قريش كانوا يقولون قاتل الله اليهود والنصارى كيف كذبوا أنبياءهم أما والله لو كان عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين يقول الله فكفروا به حين جاءهم محمد صلى الله عليه وآله يقول الله (فسوف يعلمون) فقال جبرئيل يا محمد (إنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون).

وقوله: (فإذا نزل بساحتهم فساء صباح المنذرين) يعني العذاب إذا نزل ببني أمية وأشياعهم في آخر الزمان وقوله: (وتولوا عنهم حتى حين وأبصرهم فسوف يبصرون) فذلك إذا أتاهم العذاب أبصروا حين لا ينفعهم النظر فهذه في أهل الشبهات والضلالات من أهل القبلة، حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا عبد الله ابن محمد بن خالد عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد عن يحيى بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول (وما منا إلا له مقام معلوم) قال نزلت في الأئمة والأوصياء من آل محمد & حدثنا أحمد بن محمد الشيباني قال حدثنا محمد بن أحمد بن بويه قال حدثنا محمد ابن سليمان قال حدثنا أحمد بن محمد الشيباني قال حدثنا عبد الله بن محمد التفليسي عن الحسن بن محبوب عن صالح بن رزين عن شهاب بن عبد ربه قال سمعت الصادق عليه السلام يقول: يا شهاب نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ونحن عهد الله وذمته ونحن ودايع الله وحجته كنا أنوارا صفوفا حول العرش نسبح فيسبح أهل السماء بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عز وجل وذمته ومن خفر ذمتنا فقد خفر ذمة الله عز وجل وعهده.

وقال علي بن إبراهيم في قوله: (فإذا نزل بساحتهم) أي بمكانهم (فساء صباح المنذرين - إلى قوله - والحمد لله رب العالمين).


1- تزلف: تقرب.

2- وقد مضى الكلام تفصيلا في الذبيح كان إسحاق أو إسماعيل فراجع ص? 351 / 1 من هذا الكتاب. ج. ز.

3- انتحى عليه بالسيف: أقبل عليه به.

4- ثبير كامير: جبل بمكة. مجمع.

5- ويسمى قرعا أيضا. ج. ز.

6- قال جدي السيد الجزائري (رحمه الله) في قصص الأنبياء: إن هذا الحديث محمول على التقية لموافقته مذهب العامة ورواياتهم وعدم منافاته لقواعدهم من جواز مثله على الأنبياء. والأخبار الواردة برده كثيرة من طرقنا فلا مجال لتأويله إلا الحمل على التقية. فعن (عيون الأخبار) باسناده إلى أبي الصلت الهروي قال: سأل الرضا عليه السلام علي بن محمد بن الجهم فقال ما يقول من قبلكم في داود عليه السلام؟فقال يقولون إن داود كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير - إلى آخر الرواية -. قال: فضرب على جبهته وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون لقد نسبتم نبيا من أنبياء الله على التهاون بصلاته حين خرج في اثر الطير ثم بالفاحشة ثم بالقتل. فقال يا بن رسول الله ما كانت خطيئته؟فقال ويحك ان داود ظن أن ما خلق الله عز وجل خلقا هو أعلم مني، فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسوروا المحراب، فقالا: خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق - إلى قوله - له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة، فعجل داود عليه السلام على المدعى عليه فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه، ولم يسأل المدعي البينة على ذلك، فكان هذا خطيئة داود لا ما ذهبتم إليه ألا تسمع الله عز وجل يقول: " يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ". (أقول) ويرد عليه أيضا انه يمتنع من داود ان يخطأ في الحكم، فان الأنبياء المعصومين إذا لم يؤمنوا من الخطأ في القضاء فلمن العصمة من بعدهم؟لا سيما مثل هذا الخطأ الفاحش الذي ارتكبه داود وهو الاستعجال إلى الحكم قبل طلب البينة من المدعى. (وجوابه) ان قول داود: " لقد ظلمك بسؤال نعجتك... الخ " لعله لم يكن قضاءا وحكما بل إنه كان على سبيل إظهار الرأي قبل الحكم وكان بناؤه ان يطالب المدعي البينة من بعد، فحيث ان مثل هذا الكلام المشعر بكونه مائلا إلى أحد الخصمين بدون إقامة الدليل من الجانبين كان مما لا ينبغي لمكان النبوة فعوتب على ذلك واستغفر له. ج ز.