طه

سورة طه

مكية وآياتها مأة وخمس وثلاثون (بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فإنه حدثني أبي عن القاسم بن محمد عن علي بن (أبى حمزة عن ط×أبي بصير عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورمت (تبرم ك× فأنزل الله تبارك وتعالى طه بلغة طي يا محمد ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى وقوله: (له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى) فإنه حدثني أبي عن علي بن مهزيار عن علاء (بن ط×المكفوف عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال سئل عن الأرض على اي شئ هي؟

قال: على الحوت (1) قيل له فالحوت على اي شئ هو؟

قال: على الماء فقيل له فالماء على اي شئ هو؟

قال: على الثرى، قيل له فالثرى على اي شئ هو؟

قال: عند دلك انقضى علم العلماء حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا سهل بن زياد عن الحسن بن محبوب عن محمد بن مارد ان أبا عبد الله عليه السلام سئل عن قول الله جل اسمه (الرحمن على العرش استوى) قال استوى من كل شئ فليس شئ أقرب إليه من شئ، وعنه عن سهل عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن ابان ابن تغلب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الأرض على اي شئ هي؟

قال: على الحوت قلت فالحوت على اي شئ هو؟

قال: على الماء قلت فالماء على اي شئ هو؟

قال على الصخرة قلت فعلى اي شئ الصخرة؟

قال على قرن ثور أملس قلت فعلى اي شئ الثور؟

قال على الثرى قلت فعلى اي شئ الثرى؟

فقال هيهات عند ذلك ضل علم العلماء.

وقوله: (وان تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى) قال السر ما أخفيته وأخفى ما خطر ببالك ثم نسيته ثم قص عز وجل قصة موسى عليه السلام فقال: (وهل أتاك حديث موسى) يعني قد أتاك حديث موسى & ونكتب خبره في سورة القصص وقوله (اخلع نعليك) قال: كانتا من جلد حمار ميت (أنا اخترتك فاستمع لما يوحى انني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) قال: إذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها، وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر & في قوله (آتيكم منها بقبس) يقول آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد وقوله (أو أجد على النار هدى) كان قد أخطأ الطريق يقول أو أجد على النار طريقا وقوله (أهش بها على غنمي) يقول اخبط بها الشجر لغنمي (ولي فيها مآرب أخرى) فمن الفرق لم يستطع الكلام فجمع كلامه فقال (ولي فيها مآرب أخرى) يقول حوائج أخرى، قال علي بن إبراهيم في قوله (إن الساعة آتية أكاد أخفيها) قال من نفسي هكذا نزلت قيل كيف يخفيها من نفسه قال جعلها من غير وقت وقوله (وفتناك فتونا) اي اختبرناك اختبارا (فلبثت سنين في أهل مدين) يعني عند شعيب وقوله (اصطنعتك لنفسي) اي اخترتك (اذهب أنت وأخوك بآياتي ولا تنيا في ذكري) اي لا تضعفا (اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) وقد ذهب بعض المعتزلة في قوله: لعله يتذكر أو يخشى انه لم يعلم عز وجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى وقد ضلوا في تأويلهم واعلم أن الله قال لموسى & حين أرسله إلى فرعون إئتياه (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) وقد علم أنه لا يتذكر ولا يخشى ولكن ليكون احرص لموسى على الذهاب وآكد في الحجة على فرعون.

وحدثني هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني رجل من بني عدي بن حاتم عن أبيه عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات الله عليه وآله في حروبه ان عليا & قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه: لأقتلن معاوية وأصحابه ثم قال في آخر قوله: إن شاء الله تعالى، يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت: يا أمير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟

فقال: إن الحرب خديعة وأنا عند أصحابي صدوق، فأردت ان أطمع أصحابي في قولي كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم فإنك تنتفع بها بعد اليوم إن شاء الله واما قوله (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن مروان عن أبي عبد الله & قال: سألته عن قول الله عز وجل: إن في ذلك لآيات لأولي النهى قال: نحن والله أولو النهى فقلت جعلت فداك وما معنى اولي النهى؟

قال ما اخبر الله به رسوله مما يكون بعده من ادعاء فلان الخلافة والقيام بها والاخر من بعده والثالث من بعدهما وبني أمية فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وكان ذلك كما اخبر الله به نبيه وكما أخبر رسول الله عليا وكما انتهى الينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم فهذه الآية التي ذكرها الله في الكتاب: إن في ذلك لآيات لأولي النهى الذي انتهى الينا علم هذا كله فصبرنا لامر الله فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه نخزنه ونسره ونكتتم به من عدونا كما اكتتم رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أذن الله له في الهجرة وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله صلى الله عليه وآله بدءا قوله: (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) قال: إلى الولاية، حدثنا أحمد بن علي قال حدثنا الحسن بن عبد الله (الحسين بن عبيد الله ط×عن السندي بن محمد عن ابان عن الحارث ابن يحيى عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، قال: ألا ترى كيف اشترط ولم ينفعه التوبة والايمان والعمل الصالح حتى اهتدى والله لو جهد ان يعمل بعمل ما قبل منه حتى يهتدي، قلت: إلى من؟

جعلني الله فداك قال الينا، وقوله: (فانا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري) قال بالعجل الذي عبده وكان سبب ذلك ان موسى لما وعده الله ان ينزل عليه التوراة والألواح إلى ثلاثين يوما اخبر بني إسرائيل بذلك وذهب إلى الميقات وخلف هارون على قومه فلما جاءت الثلاثون يوما ولم يرجع موسى إليهم غضبوا وأرادوا ان يقتلوا هارون، قالوا: إن موسى كذبنا وهرب منا فجاءهم إبليس في صورة رجل فقال لهم: إن موسى قد هرب منكم ولا يرجع إليكم ابدا فاجمعوا لي حليكم حتى أتخذ لكم إلها تعبدونه وكان السامري على مقدمة موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه فنظر إلى جبرئيل وكان على حيوان في صورة رمكة (2) فكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الأرض تحرك ذلك الموضع فنظر إليه السامري وكان من خيار أصحاب موسى فأخذ التراب من تحت حافر رمكة جبرئيل وكان يتحرك فصره في صرة وكان عنده يفتخر به على بني إسرائيل فلما جاءهم إبليس واتخذوا العجل قال للسامري هات التراب الذي معك فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو إسرائيل فكان عدد الذين سجدوا سبعين ألفا من بني إسرائيل فقال لهم هارون كما حكى الله (يا قوم إنما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى) فهموا بهارون حتى هرب من بينهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذي الحجة انزل الله عليه الألواح فيها التوراة وما يحتاجون إليه من أحكام السير والقصص ثم أوحى الله إلى موسى: إنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري وعبدوا العجل وله خوار فقال موسى عليه السلام يا رب العجل من السامري فالخوار ممن؟

فقال مني يا موسى انى لما رأيتهم قد ولوا عني إلى العجل أحببت ان أزيدهم فتنة، فرجع موسى كما حكى الله عز وجل إلى قومه غضبان أسفا (قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا أفطال عليكم العهد أم أردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي) ثم رمى بالألواح وأخذ بلحية أخيه هارون ورأسه يجره إليه فقال (يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أفعصيت أمري) فقال هارون كما حكى الله (يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي انى خشيت ان تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي) فقال له بنو إسرائيل: (ما أخلفنا موعدك بملكنا) قال ما خالفناك (ولكنا حملنا أوزارا من زينة القوم) يعنى من حليتهم (فقذفناها) قال: يعني التراب الذي جاء به السامري طرحناه في جوفه ثم أخرج السامري العجل وله خوار فقال له موسى (ما خطبك يا سامري؟

) قال السامري (بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها) يعني من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر فنبذتها اي أمسكتها (وكذلك سولت لي نفسي) اي زينت، فأخرج موسى العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر ثم قال موسى للسامري (فاذهب فان لك في الحياة ان تقول لا مساس) يعني ما دمت حيا (3) وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة ان تقول لا مساس يعني حتى تعرفوا انكم سامرية فلا يغتر بكم الناس فهم إلى الساعة بمصر والشام معروفون ب? " لا مساس " ثم هم موسى بقتل السامري فأوحى الله إليه لا تقتله يا موسى فإنه سخي فقال له: (انظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شئ علما) قيل وان من عبد العجل انكر عند موسى عليه السلام انه لم يسجد له، فأمر موسى عليه السلام ان يبرد العجل بالمبارد وألقى برادته في الماء ثم أمر بني إسرائيل ان يشرب كل منهم من ذلك الماء فالذين كانوا سجدوا يظهر له من البرادة شئ فعند ذلك استبان من خالف ممن ثبت على إيمانه.

فحدثني أبى عن الحسن بن محبوب بن سعيد عن علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه وبفتنانه ويضلان الناس بعده وقد ذكرنا هذا الحديث في تفسير: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن في سورة الأنعام (4) وقوله (ونحشر المجرمين يومئذ زرقا) تكون أعينهم مزرقة لا يقدرون ان يطرفوها وقوله (يتخافتون بينهم) قال يوم القيامة يشير بعضهم إلى بعض انهم لم يلبثوا إلا عشرا (قال الله نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة) قال أعلمهم وأصلحهم يقولون (ان لبثتم إلا يوما) ثم خاطب الله نبيه عليه وآله والسلام فقال (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) قال الامت الارتفاع والعوج الحزون والذكوات (5) وقوله (يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له) قال مناديا من عند الله.

وقوله: (وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن أبي محمد الوايشي عن أبي الورد عن أبي جعفر عليه السلام قال إذا كان يوم القيامة جمع الله الناس في صعيد واحد وهم حفاة عراة فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك خمسين عاما وهو قول الله: وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا، قال ثم ينادي مناد من تلقاء العرش أين النبي الأمي؟

فيقول الناس قد أسمعت فسم باسمه فينادي أين نبي الرحمة أين محمد بن عبد الله الأمي، فيقدم رسول الله صلى الله عليه وآله أمام الناس كلهم حتى ينتهي إلى حوض طوله ما بين أيلة وصنعاء فيقف عليه فينادى بصاحبكم فيقدم علي عليه السلام أما الناس فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه فإذا رأى رسول الله صلى الله عليه وآله من يصرف من محبينا يبكي ويقول: يا رب شيعة علي قال: فيبعث الله إليه ملكا فيقول له: ما يبكيك يا محمد؟

فيقول: أبكي لأناس من شيعة علي أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار ومنعوا ورود حوضي قال فيقول الملك ان الله يقول قد وهبتهم لك يا محمد وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك وألحقتهم بك وبمن كانوا يتولون به وجعلناهم في زمرتك فأوردهم حوضك، فقال أبو جعفر عليه السلام: فكم من باك يومئذ وباكية ينادون يا محمداه إذا رأوا ذلك ولا يبقى أحد يومئذ يتولانا ويحبنا ويتبرأ من عدونا ويبغضهم إلا كانوا في حزبنا ومعنا ويردون حوضنا.

وقوله: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما) قال ما بين أيديهم ما مضى من اخبار الأنبياء وما خلفهم من اخبار القائم عليه السلام وقوله: (وعنت الوجوه للحي القيوم) اي ذلت واما قوله (أو يحدث لهم ذكرا) يعني ما يحدث من أمر القائم عليه السلام والسفياني وقوله (لا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما) قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا نزل عليه القرآن بادر بقراءته قبل تمام نزول الآية والمعنى فأنزل الله عز وجل (ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى إليك وحيه) اي تفرغ من قراءته (وقل رب زدني علما) وقوله (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) قال فيما نهاه عنه اكل الشجرة وقد روي فيه غير هذا وقوله (ومن أعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا) اي ضيقة أخبرنا أحمد بن إدريس قال حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام عن قول الله إن له معيشة ضنكا قال هي والله النصاب، قال جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية حتى ماتوا، قال ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة.

وعنه عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله: ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما قال عهد إليه في محمد صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم انهم هكذا وإنما سموا أولو العزم انه عهد إليهم في محمد والأوصياء من بعده والقائم عليه السلام وسيرته فأجمع عزمهم ان ذلك كذلك والاقرار به.

قال علي بن إبراهيم في قول الله (ونحشره يوم القيمة أعمى) حدثنا أبي عن ابن أبي عمير وفضالة عن معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن رجل لم يحج قط وله مال قال هو ممن قال الله: ونحشره يوم القيامة أعمى قلت سبحان الله أعمى قال أعماه الله عن طريق الجنة وقوله (وكذلك اليوم تنسى) اي تترك وقوله (إن في ذلك لآيات لأولي النهى) قال نحن أولو النهى وقوله (ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما) قال ما كان ينزل بهم العذاب ولكن قد قد أخرهم الله إلى أجل مسمى وقوله (ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار) قال بالغداة والعشي قوله (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) قال أبو عبد الله عليه السلام لما نزلت هذه الآية استوى رسول الله صلى الله عليه وآله جالسا ثم قال من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات ومن اتبع بصره ما في أيدي الناس طال همه ولم يشف غيظه ومن لم يعرف ان لله عليه نعمة إلا في مطعم أو في مشرب قصر أجله ودنا عذابه وقوله (وامر أهلك بالصلاة) اي أمتك (واصطبر عليها لا نسئلك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) قال للمتقين فوضع الفعل مكان المفعول واما قوله (قل كل متربص فتربصوا) اي انتظروا امرا (فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى) فإنه حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب قال قال لي أبو عبد الله عليه السلام نحن والله سبيل الله الذي امر الله باتباعه ونحن والله الصراط المستقيم ونحن والله الذين امر الله العباد بطاعتهم فمن شاء فليأخذ هنا ومن شاء فليأخذ من هناك لا يجدون والله عنا محيصا.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام في قوله (لا يخاف ظلما ولا هضما) يقول لا ينقص من عمله شئ واما ظلما يقول لن يذهب به واما قوله (كذلك أتتك آياتنا فنسيتها) يقول اي تركتها فلم تعمل بها (وكذلك اليوم تنسى) يقول تترك في العذاب وقوله (وامر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) فان الله امره ان يخص أهله دون الناس ليعلم الناس ان لأهل محمد صلى الله عليه وآله عند الله منزلة خاصة ليست للناس إذ أمرهم مع الناس عامة ثم أمرهم خاصة فلما انزل الله هذه الآية كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجئ كل يوم عند صلاة الفجر حتى يأتي باب علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فيقول: " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " فيقول علي وفاطمة والحسن والحسين وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته ثم يأخذ بعضادتي الباب ويقول الصلاة الصلاة يرحمكم الله " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " فلم يزل يفعل ذلك كل يوم إذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا.

وقال أبو الحمراء خادم النبي صلى الله عليه وآله أنا اشهد به يفعل ذلك وقوله (أفلم يهد لهم) يقول يبين لهم وقوله (لكان لزاما) قال اللزام الهلاك وقوله (قاعا صفصفا) فالقاع الذي لا تراب عليه والصفصف الذي لا نبات له.


1- الرمكة: كرقبة الأنثى من البراذين جمعه رماك كرقاب. ج. ز.

2- وفى الصافي خوفا ان يمسك أحد فيأخذك الحمى ومن مسك فتحامى الناس وتحاموك وتكون طريدا وحيدا كالوحشي النافر. ج - ز.

3- راجع الجزء الأول ص 214 من هذا الكتاب.

4- الذكوات جمع ذكاة: الجمرة الملتهبة من الحصى ومنه الحديث: قبر علي عليه السلام بين ذكوات بيض. مجمع.

5- راجع حاشيتنا في الجزء الأول من هذا الكتاب ص 206. ج. ز.