حنيفيّة المشركين

إنّ القرآن الكريم ومن أجل الفصل بين الحنيفيّة بمعناها الآنف الذكر والحنيفيّة المتداولة بين المشركين، فقد قيّدها بكلمة (مُسْلِماً)؛ لأنّهم كانوا يؤدّون مناسك الحجّ والزيارة مع كونهم مشركين، ولهذا السبب فقد كانوا يسمّونهم: حنفاء(1)؛ ولذا ينفي القرآن صفة الشرك الموجودة عند اليهوديّة والنصرانيّة عنه - عليه السلام - في نهاية الآية من باب التأكيد، ﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾.

إبراهيم - عليه السلام - مسلم:

بعد أن سلب القرآن الكريم اليهوديّة والنصرانيّة عن إبراهيم الخليل، فقد قال عنه: إنّه مسلم ﴿وَلَكِنْ حَنِيفاً مُسْلِماً﴾.

معنى الإسلام

تطلق كلمة الإسلام أحياناً بمعناها الشائع والمتعارف عليه الذي يشمل الاُصول والفروع وما جاء به خاتم الأنبياء وأحياناً يراد بكلمة الإسلام الخطوط العامّة والاًصول الأساسيّة، ويذكر بهذا المعنى في المصطلح القرآني، وإنّ بعض الآيات وردت بلحاظ هذا المعنى مثل قوله تعالى: ﴿إنَّ الدِّينَ عِنْدَ الله الإسْلاَمُ﴾(2).


1- ورد في مكان آخر أنّه لو لم يكن قيد (مُسْلِماً) موجوداً، فإنَ الموضوع كان واضحاً أيضاً، وإنّما جاء القيد لغرض التوضيح ليس إلاّ.

2- تطرقنا إلى شرحه بالتفصيل آخر الآية.