المرحلة الرابعة: الوراثة

المرحلة الرابعة: الوراثة

وهذه هي المرحلة التي قال عنها القرآن: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾(1).

وفي هذه المرحلة يرث الصالحون من عباد الله الأرض وما عليها وقد تواترت الروايات على أن هذا الارث يتم في عصر ظهور الامام المهدي عجل الله فرجه الذي بشّر به رسول الله صلى الله عليه واله بما صح عنه صلى الله عليه واله من روايات الفريقين(2).

والصفة البارزة لهذه المرحلة هي الميراث لأن الصالحين من عباد الله بقيادة الامام المنتظر عجل الله فرجه يرثون الارض وما عليها من مال وسلطان وما يستتبع المال والسلطان من ائمة الكفر الذين توارثوا المال والسلطان على وجه الأرض وفي هذه المرحلة يتم تطهير الأرض من لوثة الشرك ويَحُكم التوحيد الارض، وللصالحين في هذه المرحلة من التأريخ ميراثان:

ميراث من أئمة الكفر والشرك وهو المال والسلطان وهو قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾(3).

وقال تعالى: ﴿إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ﴾(4).

وميراث من أئمة التوحيد وهو ميراث الكتاب والهدى والتوحيد، قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾(5).

وهذا الميراث يتواصل في حياة الصالحين حتى يتصل بميراث الجنة، قال تعالى: ﴿تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً﴾(6) وهؤلاء الاتقياء هم الصالحون الذين قال تعالى عنهم: ﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلف نفساً الاّ وسعها اولئك اصحاب الجنة هم فيها خالدون* ونزعنا ما في صدورهم من غلّ تجري من تحتهم الانهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتدي لولا ان هدانا الله لقد جاءت رسل ربّنا بالحق ونودوا ان تلكم الجنة اُورثتموها بما كنتم تعملون﴾(7).


1- الانبياء: 105.

2- معجم احاديث الامام المهدي عليه السلام 1: 104 - 167.

3- الانبياء: 105.

4- الأعراف: 128.

5- فاطر: 32.

6- مريم: 63.

7- الأعراف: 42، 43.