المقدمة

﴿كان الناس امةً واحدةً فبعث الله النبيين مبشّرين ومنذرين﴾(1).

حينما نقرأ كتاب الله المجيد نجد أنه ذكر اربع مراحل متميّزة لتأريخ البشرية هي:

1 - مرحلة (الميثاق) الفطري: وتبدأ بنبيّ الله آدم عليهه السلام.

2 - مرحلة (الشهادة): وتبدأ بنبيّ الله نوح عليه السلام.

3 - مرحلة (الامامة): وتبدأ بنبي الله ابراهيم عليه السلام.

4 - مرحلة (الوراثة): وتبدأ بظهور الامام المهدي من آل محمد عجل الله فرجه.

ان هذه المراحل تتميّز ببداياتها، ولكنّها تتداخل في امتداداتها، أي: ان المرحلة الاولى اذا كانت قد بدأت بآدم عليه السلام، فانها لا تنتهي برسالة نوح عليه السلام، وانما يضيف الله تعالى منذ عصر نوح عليه السلام عاملاً جديداً في حياة الانسان لهدايته، وتوجيهه إلى التوحيد، وذلك هو عامل (الشهادة)، ثم يضيف عاملاً ثالثاً هو عامل (الامامة) وزعامة حركة التوحيد منذ بعث ابراهيم عليه السلام.

ان العوامل الثلاثة الاولى قد اجتمعت وتواصلت في حياة الانسان منذ مبعث رسول الله ابراهيم عليه السلام فكانت المرحلة الثالثة من حياة البشرية، والمرحلة الرابعة ستكون على يد الامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه الذي يطهّر الارض من الشرك، وهي مرحلة الميراث حيث يرث الارض وما عليها. قال تعالى:

﴿ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أنّ الارض يرثها عبادي الصالحون﴾(2).


1- البقرة: 213.

2- الأنبياء: 105.