الملحق: نقد.. ورد

تمهيد:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، محمد وآله الطاهرين، واللعنة على أعدائهم، ومنكري فضائلهم، والمصغرين لشأنهم، والمزيلين لهم عن مراتبهم ـ أجمعين، إلى قيام يوم الدين..

حكاية هذا الرد:

وبعد..فإن لهذا الرد حكاية طريفة بالنسبة لي، وإن كانت هذه الحكاية قد لا تعني لسواي شيئاً ذا بال.. ولأجل ذلك فإنني سأكتفي بالتلميح إلى طرف منها، دون التصريح، لأنني لا أحب أن أتطفل على القارئ الكريم في وقته وجهده، الذي يمكن أن يصرفه فيما هو أهم، ونفعه أعم.. فأقول:

إن كتاب (أهل البيت في آية التطهير) قد طبع في سنة 1993م. 1413هـ. قد انتقلت إلى لبنان في سنة 1994م. بسبب ظروف ترتبط بمرض سيدي الوالد، ثم وفاته تغمده الله برحمته..وفي هذه السنة بالذات، أي سنة 1994م. أو التي بعدها التقيت ببعض الناس، فأخرج من جيبه ظرفاً فيه أوراق، وناولني إياه، قائلاً: هذا لك، وقد أعطوني إياه، أو نحو ذلك.. فنظرت بعد ذلك فيما أعطاني، فوجدته يتضمن مناقشةً تتعلق بكتاب: (أهل البيت في آية التطهير).وقد ظهر أيضاً أن الظرف الذي أعطاني إياه، يحتوي رسالتين، ويظهر منهما: أن ثمة رسالة أخرى سابقة.. لا أدري لماذا لم يعطني إياها، غير أنني أدركت بعد سنوات، أي في هذه الآونة الأخيرة، أن لحجبه الرسالة الأولى عني سبباً قوياً قد يكون له ارتباط بفضح حقيقة هذا الشخص بالذات.أي أن تلك الرسالة، لو وقفنا عليها، فإنها ربما تظهر أن له يداً في تحريك الآخرين للعمل على نقض كتاب قد أكّد على نزول أصرح وأوضح آية في شأن (أهل البيت) (صلوات الله وسلامه عليهم)..

ملاحظات عامة على الرسالتين:

وعلى كل حال.. فإننا إذا أردنا أن ندرس ما جاء في الرسالتين، فسنجد أن هناك خطابات موجهة إلى ذلك الشخص، وتمتاز بإزجاء المزيد من المدح له، والثناء عليه، ثم من التعظيم والتبجيل لشخصه.. يقابله ظهور استهانة بشأن كتاب (أهل البيت في آية التطهير) الذي يتصدى للرد عليه، وتعريضات بالإساءة لمؤلفه..والسؤال هو:

1 ـ إذا كان هذا الأمر، لا يرضي ذلك البعض، فلماذا لم يعترض على كاتب الرسالة في ما قاله في رسالته الأولى. بحيث يمنعه عن تكرار هذا النوع من التعاطي في رسالته الثانية؟!وإذا كان ذلك يرضيه.. فما باله كان يظهر لنا ـ آنئذٍ ـ بالغ التقدير، وفائق الاحترام والتبجيل؟!

2 ـ إن في الرسالة الثانية ثناء عظيماً، ومدحاً بالغاً لذلك البعض لإظهاره الحق، ونصرته للحقيقة في قضية علم الأنبياء بالغيب.

3 ـ قد صرحت الرسالة الثانية ـ بحسب ترتيبنا ـ بأن التساؤلات حول آية التطهير قد طرحت على ذلك البعض، وأن المتسائل قد واصل طرح ما لديه في رسالة لاحقة.. ووعد أيضاً بمواصلة ذلك في رسالة قادمة.. لكن ذلك البعض لم يتحفنا بها، ولا بالرسالة الأولى.. بل اكتفى بهاتين الرسالتين المتوسطتين بين الأولى والرابعة..

4 ـ إن هذا المتسائل يعتذر في أواخر رسالته الثانية ـ بحسب ترتيبنا ـ عن تأخره في تقديم تساؤلاته.. وذلك معناه: أنه كان مطالباً بتقديمها، وأنه قد تأخر عن الموعد المفترض، فقدم اعتذاره.وذلك معناه: أن ذلك البعض هو الذي أغرى ذلك المتسائل بإثارة التساؤلات.. فما هذا الإغراء الذي يمارسه هذا الشخص بالتشكيك بخصوص كتاب: (أهل البيت في آية التطهير)؟! ولماذا لا يغريه بنقض كتب الوهابية أيضاً؟! أو غيرهم ممن يهتمون بنقض عقائد الشيعة؟ ولماذا يساعدهم في مهماتهم تلك، أو ينوب عنهم فيها؟!

5 ـ إن هاتين الرسالتين تصران على شمول آية التطهير للزوجات.. وعلى ردّ الروايات التي رواها السنة والشيعة، والقاضية باختصاصها بأصحاب الكساء..وقد أثبتنا في كتاب (أهل البيت في آية التطهير).. بأن هذا الاختصاص هو المتعين، وأنه لا مبرر لإدخال الزوجات في مفاد الآية، وأن ذلك يستتبع العديد من المحاذير..أما ما ذكره هذا المستدل فلم يكن ليجدي نفعاً فيما يسعى له، ويرمي إليه..لكن ما يثير دهشتنا هو هذا الإصرار من هؤلاء، على نقض فضائل وكرامات (أهل البيت) (عليهم السلام)، وإثارة الشكوك والشبهات حتى حول أكثرها وضوحاً، وأصرحها دلالة.. فهل صحيح ما يقال: من أن وراء الأكمة ما وراءها!!!

ملاحظات لا بد من الوقوف عليها:

وعلى كل حال.. فإننا بعد أن سجلنا هاتيك الملاحظات، نحب أن نضع بعض النقاط على الحروف، رغبة منا في تحصين القارئ الكريم من الوقوع في الشبهة، أو الوثوق بالادعاءات العريضة، والانتفاخات الكاذبة.. فإن ما يهمنا هو ترسيخ يقينه وتثبيته على الحق الذي هو عليه.. وإبعاد أي شبح للاحتمالات غير الواقعية التي يراد لها أن تهجم عليه، وأن تعبث بطمأنينته، وتفترس وجدانه وضميره.. وتعمّي عليه معالم الصراط المستقيم.فقمنا بجولة فاحصة لما تضمنته الرسالتان من مطالب. وسجلنا بعض الملاحظات، التي نرى أنها تكفي لإظهار الزيف، وتعطي الانطباع عن واقع التجني الذي يمارسه هؤلاء على الحق، وعلى الحقيقة..

التقليم والتطعيم:

غير أننا قد أحدثنا في هذه الطبعة الجديدة للكتاب بعض التقليم والتطعيم، رغبة منا في إيضاح بعض ما يحتاج إلى إيضاح، وإسقاط ما ربما يكون ذكره لا يساعد على استجلاء الحقيقة، بل قد يوجب تطويل المسافة التي يفترض بالقارئ أن يقطعها للوصول إليها، والحصول عليها، في مدة أقصر، وبأعباء أخف وأيسر..ولربما تسهم هذه التغييرات الطفيفة في إيضاح ما نرمي إليه، وتسهل على القارئ الكريم استجلاء فساد النقد الذي سعى هؤلاء الناس إلى ترصيفه، بهدف إسقاط الكتاب عن مستوى الثقة اللائق بمثله.. فخاب ظنهم، وطاش سهمهم.. ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز..

نحن، وهذا النقد:

لكننا رغم ما أجريناه من تعديلات وإيضاحات على كتاب: (أهل البيت في آية التطهير) في طبعته الثانية هذه.. آثرنا أن نتعامل مع ذلك الناقد الحريص على تسطير الفضائل لزوجات الرسول، حتى اللواتي حاربن علياً (عليه السلام)، أو كن يحقدن عليه ويبغضنه، ـ نعم إننا آثرنا أن نتعامل معه في منتهى الرفق، وغاية ما يمكن من غض الطرف، فأوردنا له نقده بحذافيره. وتعاملنا معه على أساس ما ورد في الطبعة الأولى.. وبيّنا ما في نقده هذا من عوار، وأشرنا إلى جانب مما فيه من عيوب.. وذلك بالأسلوب الهادئ والرصين، ومن دون أي انفعال رغم أنه قد كان بإمكاننا تجاهل هذا النقد من الأساس، لاسيما مع اعتقادنا بأن ما جاء في الكتاب يغنينا عن أي ردٍ إذا استطاع القارئ أن يراجع ويقارن، بموضوعية ودقة، وإنصاف..ونحن نذكر كل ذلك في ضمن فصلين: أحدهما يتضمن الرسالة الأولى وردها، والآخر يشتمل على الرسالة الثانية وردها أيضاً..والحمد لله على توفيقه، وله الشكر على سوابغ نعمه، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..