القسم الأول: الفصل الخامس: في نطاق الدلالة والاستدلال أيضاً

توطئة وتمهيد:

وبعد ما تقدم، فإننا استكمالاً للبحث، نورد هنا بعض ما أشير، أو تحسن الإشارة إليه، من لمحات قد يرى البعض: أنها تفيد في إثراء الفكرة وفي استجماعها للعناصر التي تزيدها قوة وتجذُّراً ورسوخاً، وتعطيها، إشراقة جمالية، لابد لها منها، مادام أن إهمالها سوف يعطي القارئ انطباعاً، ويثير فيه شعوراً بأن البحث مبتور وناقص، الأمر الذي ربما يفقده قسطاً من الثقة به، بجامعيته ويجعله يتردد في الغنى والاستغناء به.أضف إلى ما تقدم: أن هذا هو ما تفرضه الأمانة العلمية، وتلزم به الوظيفة الشرعية، والوجدانية، حيث لابد من استكمال البحث، من جميع جوانبه، والوقوف على كل شاردة وواردة فيه، بحيث لا يبقى ثمة عذر لمعتذر، ولا حيلة لمتطلب حيلة.فنقول:

آية التطهير متى نزلت؟:

قد يقال: إن الروايات المتقدمة، الدالة على أن النبي (صلى الله عليه وآله) بقي أشهراً، وفي بعضها: بقي إلى أن توفي، يأتي في كل يوم، أو عند كل صلاة إلى بيت فاطمة (عليها السلام)، ويقول: الصلاة الصلاة: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ..) ـ قد يقال ـ إن ذلك يدل على تأخر قضية الكساء، ومن ثم على تأخر نزول آية التطهير، إلى أواخر حياته (صلى الله عليه وآله).مع العلم أن آيات خطاب النساء في سورة الأحزاب قد نزلت قبل ذلك بسنوات، وذلك حينما طلبت منه عائشة أموالاً، فنزلت آية التخيير، والتي هي أول آيات خطاب النساء في هذه السورة.ونقول: إن فعل النبي (صلى الله عليه وآله) المذكور وإن كان يقوي احتمال تأخر نزول الآية، ولكنه لا يكفي للاعتماد عليه في مجال الاستدلال. إذ أن الظاهر هو تكرار جمعه (صلى الله عليه وآله) لهم تحت الكساء من جهة كما أن هناك نصوصاً تقول: إنه (صلى الله عليه وآله) قد بقي من حين قضية الكساء إلى حين وفاته يأتي إلى باب فاطمة (عليهما السلام) ويقرأ الآية. فيمكن أن يكون قد حدث حديث الكساء بل ذلك هو الظاهر بعد ولادة الحسنين (عليهما السلام) بمدة سنة، أو سنوات. وعلى كل حال فلا شك في انسجام الآيات في سورة الأحزاب مع آية التطهير، وانسجامها أيضاً مع فقرات نفس الآية التي وقعت فقرات التطهير جزءاً منها رغم أن حديث الكساء الثابت بصورة قاطعة يدل على أن فقرات التطهير قد نزلت منفصلة عن بقية فقرات الآية، التي هي جزء منها.وأما احتمال أن تكون آية التطهير قد نزلت قبل ولادة الحسنين (عليهما السلام) ثم لما وُلِد الحسنان (عليهما السلام) صار يجمعهم تحت الكساء ويقرأ الآية فقد يقال إنه بعيد، وليس هناك ما يؤيده.. غير أن الظاهر أن حديث الكساء قد تكرر منه (صلى الله عليه وآله) في أكثر من مرة.ومن الممكن أن تكون هذه الآية قد نزلت أكثر من مرة أيضاً تبعاً لذلك. بهدف التعريف بـ (أهل البيت) المقصودين فيها، حتى لا يبقى عذر لمعتذر.ولعله تبعاً لتكرر قضية الكساء كان (صلى الله عليه وآله) قد كرر المجيء إلى بيت فاطمة عند كل صلاة، أو في كل غداة، وكان يستمر في كل واحدة مدة، ثم في المرة الأخيرة استمر على ذلك حتى توفاه الله تعالى.. كل ذلك بهدف إزاحة أية علة، وإبعاد أية شبهة. إلى درجة أنه قد اضطر حتى من عُرف بانحرافه عن علي وأهل بيته إلى أن يعترف بصحة هذا الحديث الذي أجمع عليه المفسرون وغيرهم.

الآية نفسها تخرج الزوجات عن مدلولها:

قال بعض العلماء: (هل المراد من إذهاب الرجس عن (أهل البيت) هو دفع الرجس أو رفعه؟ فإن كان الأول، فالزوجات خارجات عن حكم الآية؛ فإن أكثرهن ـ إن لم يكن كلهن ـ كن في الرجس قبل الإسلام.وإن كان الثاني، فلا محيص من القول بخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن حكم الآية، فإنه لم يكن فيه الرجس أصلاً، لا قبل البعثة ولا بعدها؛ باتفاق الأمة الإسلامية قاطبة.مع أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) داخل في حكم الآية قطعاً بالاتفاق، فلا يمكن القول بخروج رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن حكمها.فثبت الأول وانتفى الثاني، وخرجت الزوجات عن حكم الآية قطعاً)(1) انتهى.وقد كان من المناسب لهذا الكاتب أن يضيف إلى ذلك: أن بعض نساء النبي (صلى الله عليه وآله) ـ كعائشة ـ كانت بعد نزول الآية تبغض أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى حد أنها كانت لا تحب أن تذكره بخير أبداً، كما قاله ابن عباس(2)، مع وجود النهي القاطع من رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن بغضه (عليه السلام). كما أنها قد خرجت عليه، وهو إمام زمانها، الذي قال فيه رسول الله.(صلى الله عليه وآله) حربك حربي(3)، وقتل بسبب ذلك ألوف من المسلمين الأبرياء. وخالفت بذلك أمر الله سبحانه لها بالقرار في بيتها.هذا كله عدا عن تظاهرها هي وحفصة على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى أمرهما الله تعالى بالتوبة من ذلك وخاطبهما تعالى بقوله: (إِنْ تَتُوبَا إلى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)، ثم ضرب الله لهن مثلاً، بامرأة نوح وامرأة لوط.فكل ذلك يدل على أنها لم تكن محط نظر الآية الشريفة أعني آية التطهير، وإلا لكانت قد حفظت نفسها عن الوقوع في تلك المزالق والمهالك، كما هو معلوم.

فلسفة الدخول تحت الكساء:

قال الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين (رحمه الله) تعالى: (ثم غشّاهم ونفسه بذلك الكساء، تمييزاً لهم عن سائر الأبناء، والأنفس، والنساء.فلما انفردوا تحته عن كافة أسرته، واحتجبوا به عن بقيّة أمته، بلّغهم الآية، وهم على تلك الحال، حرصاً على أن لا يطمع بمشاركتهم أحد من الصحابة والآل، فقال مخاطباً لهم، وهم معه في معزل عن كافة الناس: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(4)).وكلامه هذا (رحمه الله) تعالى، هو الحق الذي لا محيص عنه، ولا مفر ولا مهرب منه. ولا يصح ما قاله الدهلوي المعروف بتعصبه المقيت، ومجانبته للحق والصواب حيث عكس الأمر، وحاول التمويه والتشويه، حين قال: (إنما يدل التخصيص بالكساء على كون هؤلاء المذكورين مخصصين، إذا لم يكن لهذا التخصيص فائدة أخرى ظاهرة. وهي هنا دفع مظنة عدم كون هؤلاء الأشخاص في (أهل البيت)، نظراً إلى أن المخاطب فيها هن الأزواج فقط)(5).ونقول: إن هذا الكلام لا يصح، وذلك لما يلي:

1 ـ قد عرفنا في الفصل الثاني من هذا الكتاب أنه (صلى الله عليه وآله) قد أخرج أم سلمة، وعائشة، وزينب عن أن يكنّ في جملة (أهل البيت).

2 ـ قد عرفنا: أن صدق عبارة (أهل البيت) على الزوجات غير واضح، بل لقد أنكره زيد بن أرقم. ويستفاد ذلك أيضاً من استفهام بعض الزوجات وسؤالهن الرسول (صلى الله عليه وآله) عن ذلك.

3 ـ لماذا حرص النبي (صلى الله عليه وآله) على إدخال خصوص أصحاب الكساء في أهل بيته، ولم يدخل العباس، ولا عقيلاً، ولا أولادهما، ولا غيرهم من أقاربه.

4 ـ إن إرادة الزوجات من آية التطهير، وخطابهن بها، لا يناسب سياقها، حسبما قدمناه مشروحاً فيما سبق من فصول.إلى غير ذلك مما تقدم وسيأتي مما يوضح بصورة قاطعة: أن كلام الدهلوي ما هو إلا مكابرة فاشلة، لا تستند إلى أساسٍ علمي صالح. فكلام الإمام شرف الدين هو الأولى، والأعلى.

لو كانت الآية في الزوجات:

ومما يوضح هذه القضية ما روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) من أنه قال: لو سكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يبين مَن أهل بيته، لادّعاها آل عباس، وآل عقيل، وآل فلان، وآل فلان، ولكن الله أنزل في كتابه تصديقاً لنبيه: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ الخ)(6). وهناك قضية ذكرها لي علامة جليل، قال أنها جرت للعلامة الأميني (رحمه الله) تعالى. وهي باختصار: أنه (رحمه الله) اجتمع مع بعض علماء أهل السنة، فبادره ذلك العالم بسؤال عن آية التطهير، فيمن نزلت؟. أفي زوجات النبي؟. أم في غيرهن؟.أجابه العلامة الأميني بسؤالٍ مفاده: إنه لو كانت آية التطهير قد نزلت في الزوجات، ولهن فيها أدنى نصيب، فهل ترى أن أم المؤمنين عائشة تترك هذا الأمر، فلا تكتبه على جبهة جملها (عسكر) الذي ركبته في حرب الجمل، حيث كانت تحرّض الناس على القتال ضد علي (عليه الصلاة والسلام)؟.فأجاب ذلك الرجل بالإيجاب.فرحم الله العلامة الأميني، وسقياً ورعياً لذلك العالم المنصف، فإن عائشة كانت بأمسّ الحاجة إلى أمثال هذه الحجج، لاسيما في مقابل أخي الرسول، ووصيّه، الذي هو مع الحق والحق معه، يدور معه حيث دار.واللافت: أن أكثر من واحدة من نساء النبي (صلى الله عليه وآله) قد صرحت بنزول الآية في أصحاب الكساء، بل قد صرحن بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أخرجهن من الآية وعنها.ولم تدّع واحدة منهن دخولها بخصوصها، ولا دخول سائر الزوجات في مفاد الآية، ولا في حديث الكساء.

أم سلمة تواجه التزوير الإعلامي:

وحين أخبر شهر بن حوشب أم سلمة عن النشاط الواسع، الذي كان يقوم به الأخطبوط الأموي، ومبغضو علي و(أهل البيت) (عليه السلام) ضده وضدهم، (صلوات الله عليهم) نجدها قد تصدت (رحمها الله تعالى)، للدفاع عن الحق، بإيمان وإخلاص، وقررت: دخول علي وأهل بيته في مفاد آية التطهير، وخروج النساء عن مفادها.مع أن البعض قد يجد فيما ذكرته (رحمها الله) ما يوجب الانتقاص لها، والتقليل من احترامها. ولكنها (رحمها الله) لم تكن لتعبأ بهذه الأحكام الجائرة، والناشئة عن نفوسٍ مريضة وحاقدة وشريرة..يقول لها شهر بن حوشب: يا أم المؤمنين، إن أُناساً من قِبَلنا قد قالوا في هذه الآية (أشياء).قالت: وما هي؟.قلت: ذكروا هذه الآية: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) فقال بعضهم: في نسائه، وقال بعضهم في أهل بيته.قالت: يا شهر بن حوشب، والله، لقد نزلت هذه الآية في بيتي هذا، وفي مسجدي هذا. أقبل النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم، حتى جلس معي في مسجدي هذا، على مصلاي هذا..ثم ذكرت حديث الكساء، ونزول آية التطهير، وأنها طلبت أن تُدْخِلَ رأسها معهم، فقال لها (صلى الله عليه وآله) يا أم سلمة، إنك على خير(7).

عائشة تعتذر بما هو أقبح من ذنب:

وقد روى البيهقي وغيره، قال: سئلت عائشة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقالت: وما عسيت أن أقول فيه، وهو أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لقد رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد جمع شملته على علي وفاطمة والحسن والحسين (عليها السلام)، وقال: هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.قيل لها: فكيف سرت إليه؟!.قالت: أنا نادمة. وكان ذلك قدراً مقدوراً(8). نحن لا نريد أن نعلق على هذا الحديث بشيء إلا أننا نقول: إن ما يثير الانتباه هنا أن أم المؤمنين تنحو باللائمة هنا على القدر الإلهي، وبذلك تكون قد برأت نفسها، أو فقل قد خففت من ذنبها إلى درجة كبيرة!!.

الجبر عذر المجرمين والجبابرة:

وما نريد أن ننبه إليه هنا هو: أن مسألة الجبر الإلهي قد استدل بها كثيرون لأمورٍ عجزوا عن إيجاد التبرير المعقول، والمقبول لها، فأحالوا الأمر على الله سبحانه، ووجهوا التهمة إليه مباشرة، حيث أمنوا من التكذيب، ومن أن يتصدى أحد للدفاع عنه تعالى.وقد صدرت هذه الإحالات على الله سبحانه وتعالى، ودعاوى أن ما صدر منهم لم يكن لهم حيلة فيه، بل الله أجبرهم عليه، عن عدد من كبار الصحابة والحكام والسياسيين.ونوضح ذلك هنا بقدر ما يسمح لنا به المقام، فنقول: إن عقيدة الجبر، هي من بقايا عقيدة أهل الكتاب، وقد صرحت بها كتبهم المحرفة بصورة واضحة، فراجع: التوراة، والتلمود، والإنجيل أيضاً(9). وقد حكى الله ذلك عن اليهود، فقال: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)(10).ثم كانت أيضاً من عقائد المشركين الذين حكى الله عنهم قولهم: (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاء اللهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ)(11).ثم إن هذه العقيدة قد بقيت مهيمنة على عقلية الكثيرين من الناس الذين أسلموا، رغم شدة محاربة الإسلام لها. ومحاولاته الجادة لاقتلاعها من عقل وفكر الإنسان العربي، المبهور بأهل الكتاب، والمتأثر برواسب الشرك.ولكن ذلك لم يكن أمراً سهلاً ولا ميسوراً. فاستمرت هذه العقيدة تظهر في مواقف وتصريحات الكثيرين منهم.حتى على مستوى أولئك الذين كان لهم نصيب في السلطة والحكم، بل في أعلى مستويات القيادة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله).وقد ظهرت هذه العقيدة في الكثير من مواقف وكلمات الخلفاء بعد الرسول، باستثناء علي، (عليه السلام) ثم في كلمات معاوية، وعائشة، وخالد بن الوليد، وعمر بن سعد، والمنصور، وغير هؤلاء كثيرون، كما يظهر من مراجعة النصوص التاريخية وغيرها. وقد كانت هذه العقيدة هي المفتاح السحري، الذي تحلّ به الرموز، وتفتح به الكنوز، وتدفع به جميع الاعتراضات، وتسد به جميع المنافذ.فهي التي برر بها عثمان تمسكه بالحكم إلى أن قتل.وبررت بها عائشة خروجها لحرب أمير المؤمنين علي (عليه السلام). كما تقدم قريباً.واحتج بها معاوية لعهده لولده يزيد الخمور والفجور بالخلافة بعده.واستدل بها عمر بن سعد لقتل الإمام الحسين سيد شباب أهل الجنة (عليه الصلاة والسلام)، وارتكاب مجزرة كربلاء.وهي الحجة التي استدل بها خالد بن الوليد لقتل مالك بن نويرة وأصحابه المسلمين.وهي التي برر بها معاوية والمنصور العباسي منع الناس من الحصول على حقوقهم من بيت مال المسلمين.ولم يقتصر الأمر على ذلك بل وضعت الأحاديث على لسان النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لتأييد هذه العقيدة وتأكيدها، وترويجها ونشرها ويمكن الوقوف على شطر مما ذكرناه بالمراجعة إلى المصادر الواردة في الهامش(12). ولكن الشيء الذي لاشك فيه هو أن أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) قد قاوم هذا النوع من الاعتقادات الفاسدة، والوافدة، وتصدى له، وقد زخرت كلماته وخطبه بما يدل على خطل هذه العقيدة وفسادها. وشهرة ذلك عنه وكونه هو حامل رايته يغني عن ذكر الشواهد الكثيرة له..ولعل هذا هو بعض السر في إصرار الحكام الأمويين على إشاعة هذه العقائد الفاسدة وترسيخها في أذهان وعقول الناس، فإنهم كانوا يظهرون حرصاً شديداً على مضادة عليٍ وإبطال آثاره ومخالفته في كل ما جاء عنه حتى ولو كان هو نص القرآن، وصريح العقل والوجدان، وذلك هو ديدنهم، وتلك هي طريقتهم، كما يظهر بأدنى مراجعة لحياتهم، وسيرتهم، وسياساتهم.


1- تعليقات السيد محمد علي القاضي الطباطبائي على جوامع الجامع (هامش) ص372 على ذلك الكتاب.

2- الطبقات الكبرى ج2 ص232 ومسند أحمد ج6 ص34 و228 والجمل للمفيد ص82 / 83 وأنساب الأشراف (قسم حياة النبي (صلى الله عليه وآله)) ص544 / 545 وراجع: الإرشاد للشيخ المفيد ص107. ومختلف الكتب التي تتحدث عن صلاة أبي بكر بالناس.

3- ينابيع المودة ص55 و130 والمناقب للخوارزمي ص76.

4- الكلمة الغراء في تفضيل الزهراء (مطبوع مع الفصول المهمة) ص205 وراجع الأصول العامة للفقه المقارن ص156.

5- مختصر التحفة الاثني عشرية ص152.

6- الكافي نشر مكتبة الصدوق ج1 ص287 وراجع: تفسير فرات ص110 وتفسير العياشي ج1 ص250 والبحار ج35 ص211.

7- شواهد التنزيل ج2 ص72 / 73.

8- المحاسن والمساوي للبيهقي ج1 ص471 وراجع: شواهد التنزيل ج2 ص38 / 39 وتفسير نور الثقلين ج4 ص276 ومجمع البيان ج8 ص357 وراجع: البحار ج35 ص222 عن الطرائف ص30.

9- ذكر موارد ذلك يوجب تطويلاً على القارئ، وخروجاً عن الموضوع، ولذلك فنحن نكل تتبع ذلك في مصادره إلى القارئ إن وجد حاجة ماسة له.

10- سورة المائدة الآية64.

11- سورة الأنعام الآية148.

12- إن ما تقدم من أمثلة وشواهد، ومن أحاديث أيضاً موجود في المصادر المختلفة بصورة متفرقة، فمن أراد أن يقف على متفرقاته ويجمع بين شتاته، فليلتقط بعضه من المصادر التالية:

تأويل مختلف الحديث ص5 و6 و29 و45 و48 و82 و83 و128 و235 و236 والهدى إلى دين المصطفى ج2 ص162 و271 والمصنف للصنعاني ج10 ص119 / 122 و18 وج6 ص356 وحياة الصحابة ج2 ص12 و95 و94 و230 وج3 ص487 و492 و501 و529.

وراجع: الغدير ج7 ص147 و154 و158 وج8 ص132 وج9 ص34 و95 و192 وج10 ص333 و245 و249 وج5 ص365 وج6 ص128 و117 ونور القبس ص31 و266 و65 وعيون الأخبار لابن قتيبة ج4 ص69 ومدارك التنزيل (مطبوع بهامش تفسير الخازن) ج1 ص401 وقاموس الرجال ج6 ص36 والفتوح لابن أعثم ج4 ص239 وربيع الأبرار ج2 ص64 / 65 وج1 ص821 والمعجم الصغير ج1 ص158 و74 و130 و255 وج2 ص67 و55 والطبقات الكبرى ط صادر ج5 ص148 و543 وج7 ص163 و417 وج3 ص72 و66 وكلمة الأديان الحية ص77 و80 والإلمام ج6 ص119 ولسان الميزان ج1 ص448 والكفاية في علم الرواية ص166 وجامع بيان العلم ج1 ص20 وج2 ص148 و149 و150 وضحى الإسلام ج3 ص81 وشرح نهج البلاغة للمعتزلي ج1 ص340 وج12 ص78 / 79 والإمامة والسياسة ص183 والأخبار الدخيلة (المستدرك) ج1 ص193و197 ومقارنة الأديان (اليهودية) ص271 و249 وأنيس الأعلام ج1 ص279 و257 والتوحيد وإثبات صفات الرب ص80 ـ 82 والمقدمة لابن خلدون ص143 و144 والأغاني ج3 ص76 والعقد الفريد ج1 ص206 وج2 ص112 وتاريخ الأمم والملوك ط الاستقامة ج2 ص445 وبحوث مع أهل السنة والسلفية ص43/49 عن العديد من المصادر وتذكرة الخواص ص104 / 105 وتاريخ بغداد ج1 ص160 وبهج الصباغة ج7 ص120 والدر المنثور ج6 والمغازي للواقدي ج3 ص904 والموطأ (مطبوع مع تنوير الحوالك) ج3 ص92 و93 ومصابيح السنة للبغوي ج2 ص67 ومناقب الشافعي ج1 ص17 وصحيح البخاري ج8 ص208 والمعتزلة ص7 و39 / 40 و87 و91 و201 و265، عن: المنية والأمل ص126 والخطط للمقريزي ج4 ص181 والملل والنحل ج1 ص97 / 98 والعقائد النسفية ص85 ووفيات الأعيان ص494. وفي الإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج3 ص45 عن الطبري ج6 ص33 وج3 ص207 وعن الترمذي ص508.

وفي حياة الصحابة نقله عن المصادر التالية: كنز العمال ج3 ص138 / 139 وج8 ص208 وج1 ص86 وصحيح مسلم ج2 ص86 وأبي داود ج2 ص16 والترمذي ج1 ص201 وسنن ابن ماجة ج1 ص209 والسنن الكبرى ج9 ص50 وج6 ص349 ومسند أحمد ج5 ص245 ومجمع الزوائد ج6 ص3 وج1 ص135 وتاريخ الطبري (مقتل برير) ج4 ص124 وج3 ص281 والبداية والنهاية ج7 ص79.

ونقل أيضاً عن: جامع البيان ج6 ص60 وعن تفسير القرآن العظيم ج1 ص594 وعن أنساب الأشراف ج5 ص24.