- ﴿لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾

﴿لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾

المسألة:

في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾(1) هل "عليا" هنا نعت أم اسم علم؟

الجواب:

(عليًا) نعتٌ لكلمة لسان، وهي من العلو بمعنى الارتفاع.

ومفاد الآية كما ذَكر المفسرون(2) هو انَّ الله عزَّ وجلَّ منح إبراهيم وإسحاق ويعقوب الثناء الجميل الرفيع عند الناس حيث انَّه ما مِن مِلَّة من المِلَّل إلا وهي تذكُرهم حين تذكرهم بإكبار وإجلال.

ويُطلق لسان الصدق في استعمالات العرب على الولد البار والذريَّة الصالحة وذلك لانَّها تكون سببًا لذكره والثناء عليه بين الناس وهذا هو معنى قوله تعالى على لسان إبراهيم: ﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾(3) أي ذريَّةً صالحة تكون سببًا للثناء عليَّ عند الناس.

ولذلك طَبقت الروايات الشريفة(4) قوله: ﴿وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا﴾(5) على أهل البيت (ﻉ) ذلك لانَّهم ذريَّة إبراهيم فهم من أسباب إرتفاع ذِكره والثناء عليه فيصُح انْ يُقال انَّ أهل البيت (ﻉ) أجلى مصداق للسان الصدق العلي الذي منحه الله تعالى إبراهيم الخليل (ع).


1- سورة مريم آية رقم 49-50.

2- التبيان- الشيخ الطوسي- ج 7 ص 131، أضواء البيان- الشنقيطي- ج 6 ص 158، الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل- الزمخشري- ج 3 ص 378، تفسير جوامع الجامع- الشيخ الطبرسي- ج 3 ص 200، تفسير غريب القرآن- فخر الدين الطريحي- ص 243، فتح القدير- الشوكاني- ج 4 ص 405.

3- سورة الشعراء آية رقم 84.

4- كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق- ص 139، معاني الأخبار- الشيخ الصدوق- ص 129، الهداية الكبرى- الحسين بن حمدان الخصيبي- ص 91، ألقاب الرسول وعترته (المجموعة)- من قدماء المحدثين- ص 20، الثاقب في المناقب- ابن حمزة الطوسي- ص 130، الفضائل- شاذان بن جبرئيل القمي- ص 174.

5- سورة مريم آية رقم 50.