- ابن مسعود وانكاره لقرآنية المعوِّذتين

ابن مسعود وانكاره لقرآنية المعوِّذتين

المسألة:

ما صحة إنكار ابن مسعود للمعوِّذتين؟

الجواب:

المشهور هو صحة النسبة:

الظاهر هو صحة هذه النسبة، فقد اشتهر القول بين علماء الشيعة والسنَّة(1) انَّ عبدالله بن مسعود كان يرى بأنَّ المعوِّذتين ليستا من القرآن خلافًا لإجماع المسلمين قاطبة، وقد أخطأ ابن مسعود في ذلك وجلَّ من لا يُخطأ.

وقد تصدى العلماء من الفريقين للتأكيد على خطأ ابن مسعود والتأكيد على انَّ المعوِّذتين سورتان من سور القرآن الكريم(2).

تفنيد الروايات لدعوى ابن مسعود رحمه الله:

وقَبلَ ذلك تصدَّت الروايات الواردة عن أهل البيت (ﻉ) لبيانِ خطأ ابن مسعود وانَّ سورتي الفلق والناس مِن سور القرآن.

فمِّما ورد عنهم (ﻉ) ما رواه القمِّي في تفسيره بسنده عن أبي بكر الحضرمي قال: قلتُ لأبي جعفر (ع): (انَّ ابن مسعود كان يمحو المعوِّذتين من المصحف فقال (ع): (كان أبي يقول إنَّما فعل ابنُ مسعود برأيه، وهما من القرآن)(3).

ومنها: ما وراه الحسن بن بسطام في طبِّ الأئمة عن أبي عبدالله الصادق (ع) انَّه سُئل عن المعوِّذتين أهما من القرآن: فقال الصادق (ع): (هما من القرآن، فقال الرجل: إنَّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ولا في مصحفه فقال: أبو عبدالله (ع) أخطأ ابنُ مسعود أو قال: كذب ابن مسعود، وهما من القرآن، فقال الرجل فأقرأ بهما في المكتوبة؟ فقال (ع): نعم)(4).

ومنها: ما رواه الكليني بسنده عن منصور بن حازم قال: أَمرني أبو عبدالله أنْ أقرأ المعوِّذتين في المكتوبة(5).

ومنها: ما رواه الكليني أيضًا بسنده عن صابر مولى بسام قال: أمَّنا أبو عبدالله (ع) في صلاة المغرب فقرأ المعوذتين ثم قال: هما من القرآن.

وكذلك(6) رواه بسنده عن صفوان الجمَّال(7).


1- السيوطي في كتاب الاتقان قال: (قال ابن حجر في شرح البخاري: قد صح عن ابن مسعود انكار ذلك، فأخرج أحمد وابن حبَّان عنه انه كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه، وأخرج عبد الله بن أحمد في زيادات المسند والطبراني وابن مردويه من طريق الاعمش عن ابي اسحاق عن عبدالرحمن بن يزيد النخعي قال: كان عبدالله بن مسعود يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله، وأخرجالبزاز والطبراني من وجه آخر عنه انَّه كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول انما أمر النبي (ص) ان يتعوذ بهما، وكان لا يقرأ بهما -أسانيد صحيحة- قال ابن البزاز لم يتابع ابن مسعود على ذلك أحد من الصحابة، وقد صح انه صلى الله عليه وسلم قرأ بهما في الصلاة)- ج1 ص313، مجمع الزوائد- الهيثمي- ج7 ص149، المعجم الكبير- الطبراني- ج9 ص235، السرائر- ابن إدريس الحلي- ج1 ص222، ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة- الشهيد الأول-ج3 ص353.

2- قال ابن ادريس في السرائر ((ولا يُلتفت الى خلاف ابن مسعود)) ج1 ص222 وفي مفتاح الكرامة للسيد العاملي ((والمعوذتان من القرآن بلا خلاف بين أهل العلم كافة كما في المنتهى وباجماع المسلمين لانقراض خلاف ابن مسعود واستقرار الاجماع بعده كما في الذكرى وجامع المقاصد)) ج7 ص27، الاتقان للسيوطي قال: ((وقال ابن قتيبة في مشكل القرآن ظن ابن مسعود ان المعوذتين ليستا من القرآن لانه رأى النبي (ص) يعوّذ بهما الحسن والحسين فأقام على ظنه، ولا نقول انه أصاب في ذلك وأخطأ المهاجرون والأنصار)) ج1 ص214.

3- تفسير القمي- علي بن إبراهيم القمي- ج2 ص450، وسائل الشيعة (آل البيت)- الحر العاملي- ج6 ص116 باب 47 من أبواب القراءة ج6.

4- وسائل الشيعة (آل البيت)- الحر العاملي- ج6 ص115 باب 47 من أبواب القراءة ج5.

5- وسائل الشيعة (آل البيت)- الحر العاملي- ج6 ص115 باب 47 من أبواب القراءة ج3، تهذيب الكلام ج2 ص96 ج124.

6- وسائل الشيعة (آل البيت)- الحر العاملي- ج6 ص115 باب47 من أبواب القراءة ج2، الكافي- الشيخ الكليني- ج3 ص371 ج26.

7- وسائل الشيعة (آل البيت)- الحر العاملي- ج6 ص115 باب 47 من أبواب القراءة ج1، الكافي- الشيخ الكليني- ج3 ص314 ج8.