- تكليف الجن بالفروع الشرعية

تكليف الجن بالفروع الشرعية

المسألة:

الرسول (ص) بُعِثَ للإنس والجنّ فكيف تسري الأحكام الشرعية على الجنّ من وضوء وصلاة وباقي لوازم البدن؟

الجواب:

الرسول (ص) وإن كان قد بُعث للإنس والجنّ كما أفاد ذلك القرآن الكريم في مثل قوله تعالى: ﴿وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَن يُؤْمِن بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا * وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا﴾(1) إلا أنه لا ملازمة بين كونه مبعوثاً للجنّ والإنس وبين سريان جميع الاحكام على جميع من بُعث إليهم، فالأحكام تابعة لموضوعاتها ومتى لم يكن موضوع لم يترتب الحكم المجعول له، فغسل الحيض مثلاً موضوعه الحائض فالإنسان الذي ليس له شأنية الحيض ليس مخاطباً بغسل الحيض، وهناك أحكام موضوعها المرأة، فغير المرأة من المكلَّفين لا يكون مخاطَباً بتلك الأحكام، وهكذا الأحكام التي موضوعها الإنسان فإنَّ غير الإنسان من المكلّفين كالجنِّ لا يكون مخاطَباً بتلك الأحكام، نعم الأحكام التي يكون موضوعها مطلق المكلفين من الجنّ والإنس كالإيمان بأصول الدين يكون مطلق المكلَّفين من الجنّ والإنس مخاطَباً بها ومسئولاً عن امتثالها.


1- سورة الجن آية رقم 13-15.