- مصير الفيل الذي كان مع جيش الحبشة

مصير الفيل الذي كان مع جيش الحبشة

المسألة:

هل أُهلِك الفيل بحجارة السجيل؟ وما ذنبه إن أُهلِك؟

الجواب:

القرآن الكريم لم يتحدَّث عن مصير الفيل الذي جاء به إبرهة لهدم الكعبة الشريفة، وإنما تحدَّث عن مصير أصحاب الفيل، فهم الذين أرسل الله تعالى عليهم طيراً أبابيل رمتهم بحجارةٍ من سجيل فجعلتهم كعصفٍ مأكول.

وأما التاريخ فورد(1) فيه انَّ الفيل قد نجا مما رمت به الطيور جيش إبرهة الحبشي، وورد في بعض الروايات انَّ الفيل لما اقتربوا به من البيت الحرام كان يأبى ان يتقدم فإذا وجهوه إلى غير البيت الحرام سار معهم فغضبوا بعد أن يأسوا من استجابته فضربوه بالسيوف وقطَّعوه(2).

ويمكن الجمع بين الخبرين بالقول انَّهم ضربوه بالسيوف دون أن يصل ذلك إلى حدِّ القتل فلما وقع العذاب على جيش الحبشة نجا.

وورد في بعض المأثورات انَّه لم يكن مع جيش الحبشة فيلٌ واحد بل كان معهم ثمانية من الفيلة أو يزيدون(3)، وعبَّر القرآن بالفيل لإرادة جنسه لا لإرادة بيان العدد، ولم نقف على روايةٍ واحدة أفادت انَّ الفيل أو الفيلة قد أصابها شيء من العذاب الذي أصاب جيش الحبشة.

بل ورد ما يُعبًّر عن تقديسه للبيت الحرام(4) وذلك بامتناعه عن الإقدام على هدم البيت المشرف.


1- تاريخ الطبري- الطبري- ج1 ص557، الطبقات الكبرى- محمد بن سعد- ج1 ص92.

2- تفسير القمي- علي بن إبراهيم القمي- ج2 ص442، الكافي- الشيخ الكليني- ج1 ص448.

3- تفسير مجمع البيان- الشيخ الطبرسي- ج10 ص441، تفسير البغوي- البغوي- قال: (وقال الضحاك كانت الفيلة ثمانية وقيل اثنى عشر سوى الفيل الاعظم) ج4 ص528 ولو صح ذلك لكان ذكر الفيلة في القرآن لبيان الجنس دون العدد.

4- الكافي- الشيخ الكليني- ج1 ص448، وسائل الشيعة (آل البيت)- الحر العاملي- ج9 ص345 باب 18 من أبواب من أبواب مقدمات الطواف ج1، تفسير القمي- علي بن إبراهيم القمي- ج1 ص443.