- معنى قوله تعالى ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾

معنى قوله تعالى

﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾

المسألة:

قال تعالى ﴿ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾(1)، فهل نبيُّ الله لوط لم يكن مؤمنًا كما هو ظاهر من كلمة فَآمَنَ؟

الجواب:

ليس المقصود من قوله تعالى ﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ﴾(2)، أنَّ نبيَّ الله لوط (ع) لم يكن موحِّدًا وإنما المقصود أنَّه آمن بنبوة إبراهيم (ع) كما هو الظاهر من عود الضمير في له على إبراهيم (ع)، وكان النبيُّ لوط (ع) أول من آمن بنبوة إبراهيم (ع) كما نصَّت على ذلك بعض الروايات الواردة عن أهل البيت (ﻉ)(3).

فنبيُّ الله لوط (ع) شأنه شأن سائر الأنبياء لم يسبق لهم الكفر بالتوحيد بل كانوا يعبدون الله تعالى وحده ويتديَّنون بدينِ مَن سبقهم من الأنبياء كما دلَّت على ذلك الروايات(4) الواردة عن أهل البيت (ﻉ) وكما هو مستأنسٌ من قوله تعالى ﴿لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾(5).


1- سورة العنكبوت آية رقم 26.

2- سورة العنكبوت آية رقم 26.

3- بحار الأنوار- العلامة المجلسي- ج12 ص26.

4- الكافي- الشيخ الكليني- ج 1 ص 175، كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق- ص 676، معاني الأخبار- الشيخ الصدوق- ص 97، تحف العقول- ابن شعبة الحراني- ص 437.

5- سورة البقرة آية رقم 124.