الدرس الثالث: فضائل السور

تمهيد:

إنَّ لتلاوة بعض السور من القرآن الكريم آثاراً أخرُوِيَة ودنيوية غير التي وردت في عموم فضل التلاوة، وقلَّ أن تجد سورة في الكتاب العزيز لم يرد في فضل قرائتها رواية شريفة، وسنستعرض في ما يلي بعض السور القرآنية وما جاء فيها من فضل التلاوة، وما لها من الآثار الأخرُوِيَة والدنيوية، سائلين الله تعالى أن يجعلنا من التالين للكتاب، العاملين بما فيه، المرضيين عند منزله، والمرحومين بشفاعة من أوحي إليه وآله الأطهار صلوات الله عليهم أجمعين.

فضل سورة الحمد

عن الإمام الصادق (ع) قال: "لو قرأت الحمد على ميِّت سبعين مرة ثم ردت فيه الروح ما كان ذلك عجباً"(1).

وعنه (ع) قال: "كان رسول الله صلى اله عليه وآله وسلم إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح بهما وجهه فيذهب عنه ما كان يجده"(2).

وفي الرواية أنَّ النبي صلى اله عليه وآله وسلم قال لجابر: "ألا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ قال بلى علمنيها،فعلمه الحمد أم الكتاب، ثم قال: هي شفاءٌ من كل داءٍ إلا السَّام، والسَّام الموت"(3).

فضل سورة النِّساء

عن أمير المؤمنين (ع) قال: "من قرأ سورة النِّساء في كلِّ جمعة أمن ضغطة القبر"(4).

فضل سورة الأنعام

عن الإمام الصادق (ع): "إنَّ سورة الأنعام نزلت جملة، شيعها سبعون ألف ملك حتى أنزلت على محمد صلى اله عليه وآله وسلم فعظموها وبجلوها فانَّ اسم الله عزَّ وجلَّ فيها في سبعين موضعاً، ولو يعلم الناس ما في قراءتها ما تركوها"(5).

فضل سورة المائدة

عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: "من قرأ سورة المائدة في كل خميس لم يلبس إيمانه بظلم ولا يشرك أبداً"(6).

فضل سورة مريم

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من أدمن قراءة سورة مريم، لم يمت حتى يصيب منها ما يعينه في نفسه وماله وولده، وكان في الآخرة من أصحاب عيسى بن مريم (ع) وأعطي في الآخرة مثل ملك سليمان بن داود في الدنيا"(7).

فضل سورة إبراهيم والحجر

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعاً في كل جمعة لم يصبه فقر أبداً، ولا جنون ولا بلوى"(8).

فضل سورة يوسف

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من قرأ سورة يوسف في كلِّ يوم أو في كلِّ ليلة بعثه الله يوم القيامة وجماله كجمال يوسف، ولا يصيبه فزع يوم القيامة، وكان من خيار عباد الله الصالحين"(9).

قراءة آخر الكهف عند النوم

عن الإمام الصادق (ع) قال: "ما من عبد يقرأ آخر الكهف حين ينام إلا استيقظ في الساعة التي يريد"(10).

وعن النبي الأكرم صلى اله عليه وآله وسلم أنَّه قال: "من قرأ عند منامه "قل إنَّما أنا بشر مثلكم يوحى إلي.. الآية" سطع له نور إلى المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح"(11).

فضل سورة العنكبوت وسورة الروم

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين، فهو والله -يا أبا محمد- من أهل الجنَّة، ولا أستثني فيه أبدا، ولا أخاف أن يكتب الله عليَّ في يميني إثما، وإنَّ لهاتين السورتين من الله مكاناً"(12).

فضل سورة النور

عن الإمام الصادق (ع) قال: "حصِّنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النّور، وحصِّنوا بها نساءكم، فانَّ من أدمن قراءتها في كلِّ يوم أو في كلِّ ليلة لم يزن أحد من أهل بيته أبدا حتى يموت، فإذا هو مات شيَّعه إلى قبره سبعون ألف ملك كلهم يدعون ويستغفرون الله له حتى يدخل في قبره"(13)

فضل سورة المؤمنين

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من قراء سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة، إذا كان يدمن قراءتها في كلِّ جمعة، وكان منزله في الفردوس الأعلى مع النبيِّين والمرسلين"(14).

فضل سورة يس

عن الإمام الصادق (ع) قال: "إنَّ لكل شيءٍ قلباً، وقلبُ القرآن يس، من قرأها في نهاره قبل أن يمسي كان في نهاره من المحفوظين والمرزوقين، حتى يمسي، ومن قرأها في ليلة قبل أن ينام وكل الله به ألف ملكٍ يحفظونه من شرِّ كلِّ شيطانٍ رجيمٍ ومن كلِّ آفةٍ. وإن مات في يومه أو في ليلته أدخله الله الجنة، وحضر غسله ثلاثون ألف ملك كلُّهم يستغفرون له، ويشيعونه إلى قبره بالاستغفار له فإذا أدخل في لحده كانوا في جوف قبره يعبدون الله وثواب عبادتهم له، وفسح له في قبره مد بصره وأومن من ضغطة القبر، ولم يزل له في قبره نورٌ ساطعٌ إلى أعنان السماء إلى أن يخرجه الله من قبره. فإذا أخرجه لم يزل ملائكة الله معه يشيِّعونه ويحدِّثونه ويضحكون في وجهه ويبشِّرونه بكلِّ خير حتى يجوزوا به الصراط والميزان، ويوقفوه من الله موقفاً لا يكون عند الله خلقاً أقرب منه إلا ملائكة الله المقربون وأنبياؤه المرسلون وهو مع النبيين واقفٌ بين يدي الله، لا يحزن مع من يحزن، ولا يهتمُّ مع من يهتمُّ، ولا يجزع مع من يجزع. ثم يقول له الربُّ تبارك وتعالى: اشفع عبدي أشفّعك في جميع ما تشفع، ولني عبدي أعطك جميع ما تسأل، فيسأل فيعطى، ويشفع فيشفَّع، ولا يحاسب فيمن يحاسب، ولا يوقف مع من يوقف، ولا يذلّ مع من يذلّ، ولا يكبت بخطيئة ولا بشيء من سوء عمله، ويعطى كتاباً منشوراً، حتى يهبط من عند الله فيقول الناس بأجمعهم:

سبحان الله ما كان لهذا العبد من خطيئة واحدة، ويكون من رفقاء محمَّد صلى الله عليه وآله"(15).

فضل سورة الرحمن

عن الإمام الصادق (ع) قال: "لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها، فإنَّها لا تقر في قلوب المنافقين ويأتي بها ربُّها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة، وأطيب ريح، حتى يقف من الله موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول لها: من الَّذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا، ويدمن قراءتك؟ فتقول: يا رب فلان وفلان، فتبيضُّ وجوههم، فيقول لهم: اشفعوا فيمن أحببتم فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنَّة، وأسكنوا فيها حيث شئتم"(16).

وعنه (ع) قال: "من قرأ سورة الرحمن فقال عند كلِّ " فبأي آلاء ربكما تكذبان ": لا بشيءٍ من آلائك ربِّ أكذِّب، فان قرأها ليلاً ثم مات، مات شهيداً، وإن قرأها نهاراً فمات، مات شهيداً"(17)

فضل سورة الواقعة

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من قراء في كلِّ ليلة جمعة الواقعة أحبَّه الله وأحبَّه إلى الناس أجمعين، ولم يرَ في الدُّنيا بؤساً أبداً ولا فقراً ولا فاقةً ولا آفةً من آفات الدنيا، وكان من رفقاء أمير المؤمنين (ع) ، وهذه السورة لأمير المؤمنين (ع) خاصَّة لم يشركه فيها أحد"(18).

فضل سورة الحشر

عن النبي الأكرم صلى اله عليه وآله وسلم قال: "من قرأ سورة الحشر لم يبقَ جنَّة ولا نار، ولا عرش ولا كرسيّ، ولا الحجب والسماوات السبع، والأرضون السبع، والهوى والريح، والطير، والشجر، والجبال والشمس والقمر، والملائكة إلّا صلوا عليه، واستغفروا له، وإن مات في يومه أو ليلته كان شهيداً"(19).

فضل سورة الملك

عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: "سورة الملك هي المانعة، تمنع من عذاب القبر، وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك، ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب ولم يكتب من الغافلين، وإنِّي لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس، وإنَّ والدي (ع) كان يقرؤها في يومه وليلته، ومن قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقوم عليَّ فيقرأ سورة الملك في كلِّ يوم وليلة، وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان العبد أوعاني سورة الملك، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقرأ بي في كلِّ يوم وليلة سورة الملك"(20).

وعن الإمام الصادق (ع) قال: "من قرأ تبارك الَّذي بيده الملك في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنَّة إن شاء الله"(21).

فضل سورة الإنسان

عن أبي جعفر الباقر (ع): "من قرأ" هل أتى على الإنسان في كلِّ غداة خميس، زوَّجه الله من الحور ثمان مائة عذراء، وأربعة آلاف ثيِّب وحوراء من الحور العين، وكان مع محمد صلى اله عليه وآله وسلم " (22).

فضل سورة القمر

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من قرء سورة اقتربت الساعة أخرجه الله من قبره على ناقة من نوق الجنَّة"(23).

فضل سورة المرسلات وعمَّ يتساءلون والنازعات

عن الإمام الصادق (ع) قال: "من قرأ (المرسلات عرف) عرَّف الله بينه وبين محمَّدٍ صلى اله عليه وآله وسلم ، ومن قرأ (عم يتساءلون) لم يخرج سنته إذا كان يدمنها في كلِّ يوم حتى يزور بيت الله الحرام إنشاء الله، ومن قرأ (والنازعات) لم يمت إلا رياناً ولم يبعثه الله إلّا ريَّاناً، ولم يدخله الله الجنَّة إلّا ريَّاناً"(24).

فضل سورة التكاثر

عن الإمام الصادق (ع) قال: "قال رسول الله (ص): من قرأ ألهيكم التكاثر عند النوم وقي فتنة القبر"(25).

فضل المعوذتين

عن أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم (ع) قال: "ما من أحد في حد الصبي يتعهد في كل ليلة قراءة قل أعوذ بربِّ الفلق وقل أعوذ بربِّ الناس كلّ واحدة ثلاث مرات و قل هو الله أحد مائة مرة فإن لم يقدر فخمسين إلا صرف الله عنه كل لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش وفساد المعدة وبدور الدم أبداً ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب فإن تعهَّد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظاً إلى يوم يقبض الله عزَّ وجلَّ نفسه"(26).

فضل سورة الإخلاص

عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: "من قرأ قل هو الله أحد مرة بورك عليه، من قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله، ومن قرأها ثلاث مرات بور ك عليه وعلى جيرانه، ومن قرأها اثنتي عشرة مرة بنى الله له اثني عشرة قصراً في الجنَّة، فتقول الحفظة اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها، ومن قرأها مائة مرة غفرت له ذنوب خمسة وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال، ومن قرأها أربعمائة مرة كان له أجر أربعمائة شهيد كلُّهم قد عقر جواده وأريق دمه، ومن قرأها ألف مرة في يوم وليلة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة أو ترى له"(27).

وعن الإمام الصادق (ع): "أنَّ النبي صلى اله عليه وآله وسلم صلَّى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألفا ومنهم جبرئيل يصلون عليه، فقلت له: يا جبرئيل بم يستحقُّ صلاتكم عليه؟ فقال بقراءته قل هو الله أحد قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً"(28).

وعنه (ع) قال: "كان أبي (أي الإمام الباقر) (ع) يقول: قل هو الله أحد ثلث القرآن وقل يا أيُّها الكافرون ربع القرآن"(29).


1- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 231.

2- م.ن.

3- م.ن.

4- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 273.

5- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 230.

6- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 273.

7- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 284.

8- م.ن.

9- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 279.

10- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 229.

11- م.ن.

12- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 287.

13- م. ن. -ج 89 -ص 286.

14- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 285.

15- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 288 -289.

16- م. ن. -ج 89 -ص 306.

17- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 306.

18- م. ن. -ج 89 -ص 307.

19- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 308.

20- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 234.

21- م. ن. 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 234.

22- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 319.

23- م. ن. -ج 89 -ص 305.

24- المجلسي-محمد باقر -بحار الأنوار-مؤسسة الوفاء،الطبعة الثانية المصححة -ج 89 -ص 319 -320.

25- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 228.

26- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 228.

27- الحر العاملي -محمد بن الحسن -وسائل الشيعة -مؤسسة أهل البيت -الطبعة الثانية 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 221 -222.

28- م. ن. 1414 ه.ق.-ج 6 -ص 222.

29- الأحزاب :25.