للمطالعة (في رحاب الإمام قدس سره)

يترجم الإمام الخمينيّ قدس سره احترامه للناس ورعاية مشاعرهم بأفعاله وتصرّفاته الحكيمة دائماً. فعندما كان الإمام في باريس، نزل في إحدى مناطقها في منزل أحد الجامعيّين أوّلاً، وكان البيت في الطبقة الرابعة. ولكثرة الذهاب والإياب إليه، وعدم راحة الجيران بسبب ذلك، قرّر الإمام أخذ مكان لا يزعج فيه أحداً، فكان بيت نوفل لوشاتو.

وفي باريس، وفي ليلة ميلاد السيّد المسيح (ع)، وزّع على جيرانه المسيحيّين هدايا مؤلّفة من بعض الحلويّات الإيرانيّة والمكسّرات إضافة إلى باقة ورد لكلّ بيت.

وفي نوفل لوشاتو يُمنع ذبح الحيوانات خارج المسلخ حسب القانون، وفي أحد الأيّام ذبحوا في مكان سكن الإمام خروفاً.. ومع أنّ الإمام كان في ديار الكفر، قال: لأنّ ذلك مخالف لقانون الحكومة، فلن آكل من هذا اللحم.

فإنّ الإمام وإن كان في منطقة غير مسلمة، ولكنّه كان يُظهر فيها أخلاق الإسلام، واحترام الرسالة المحمّدية للإنسان، كيف لا يكون كذلك وهو المتعلّم من نبع الطهارة؟

كانوا مسيحيّين، ولكنّه رفض إزعاجهم في سكنه، بسبب تردّد الزائرين إليه. لم يكونوا مسلمين. ولكنّه شاركهم وهنّأهم في عيدهم بميلاد رسول ما قبل الإسلام. فبعث إليهم بهدايا كعلامة مشاركة في هذا العيد.

ونفهم ممّا مضى كلّه من خدمة الإمام للناس، وحرصه على أن لا يخدمه أحد، كما يذكر الأخ سليماني: أنّ الإمام كان شديد الحرص، ويقول لنا دائماً عندما نقوم بأيّ شيء من أجله: "لا تزعجوا أنفسكم". ومع ذلك نراه يخدم الناس، ويرى ذلك لا يقلّ ثواباً عن الزيارة.