الدرس السادس: صيغ الكلمات القرآنية

أهداف الدرس

1-أن يتعرف الطالب على الحركات الإعرابية في القرآن.

2-أن يميز بين مخارج الحروف العامة.

3-أن يحدد بعض صفات الحروف الأساس.

الحركات الإعرابيّة

تتألّف الحركات الإعرابيّة في اللغة العربيّة من أربع حركات هي:

الفتحة َ والضمّة ُ والكسرة ِ والسكون ْ.

وكان أوّل من وضعها الخليل بن أحمد الفراهيديّ، حيث رمز إلى الفتحة بنقطة أوّل الحرف، وإلى الكسرة بنقطة تحت الحرف، وإلى الضمّة بنقطة آخر الحرف، وإلى السكون بنقطتين.

ولا تخلو كلمات القرآن الكريم من الحركات الظاهرة على كلّ كلمة وحرف. ولا بدّ للطالب المبتدئ أنّ يلمّ بها ليتمكّن من النّطق بها نطقاً صحيحاً.

والحرف إمّا متحرّك أو ساكن. والحركة إمّا ضمّ أو فتح أو كسر. وهي تدلّ على اتّجاه الصوت وامتداده. ويلحق بالحركات الواو بعد ضمّة والألف بعد فتحة والياء بعد كسرة، إلّا أنّها تدلّ على امتداد في الصوت ضعفَي ما تدلّ عليه الحركات، مثل: يقول - قال - قيل...

كذلك التنوين وهو عبارة عن نون ساكنة لفظاً تلحق آخر الأسماء وتكتب على صورة ضمّتين -ٌ فوق الحرف، أو فتحتين -ً فوق الحرف، أو كسرتين -ٍ تحت الحرف، مثال: كتابٌ - كتاباً - كتابٍ.

كما لا بدّ من الالتفات إلى أنّ "الشدّة" هي عبارة عن تكرار الحرف, شرط أن يكون الحرف الأوّل ساكناً والثاني متحرّكاً, كي يتمّ دمجهما بحرف واحد مشدّد: دْ + دَ = دَّ.

وإنّ للسكون أشكالاً ورسماً خاصّاً بالقرآن الكريم يظهر في الأشكال التالية:

- سكون شكله كرأس الحاء -ْ للدلالة على إظهار الحرف، نحو: ﴿مَنْ آمَنَ﴾(1)

- سكون مستدير الشكل -ْ للدلالة على زيادة الحرف وإلغائه وعدم النطق به، نحو: ﴿اتَّقُواْ , أُوْلَئِكَ، قَالُواْ﴾.

- حرف خالٍ من الحركة تماماً، وبالواقع هو حرف ساكن لكن أهملت السكون عليه للدلالة على أنّ هناك واحداً من الحكمين السابقين إمّا إخفاء أو إدغام.

- سكون مستطيل الشكل للدلالة على إثبات الحرف وقفاً وإلغائه وصلاً، وقد وردَ في مواضع سبعة في القرآن الكريم عُرفت بالألفات السبع، هي:

1- ألِف "أناْ" ﴿وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾(2).

2- ألف "لكنّاْ" ﴿لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا﴾(3).

3- ألف "الظنوناْ" ﴿إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾(4).

4- ألف "الرسولاْ" ﴿َوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾(5).

5- ألف "السبيلاْ" ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾(6).

6- ألف "سلاسلاْ" ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا﴾(7).

وفي مثال سلاسلا يجوز عند الوقف حذف الألف والوقف على اللام الساكنة، أو الوقف على اللام ألف.

-سكون مستطيل () الشكل ظهر في موضعين اثنين فقط:

1- فوق الحرف للدلالة على الاتمام: والاتمام كمن يريد النطق بضمة ولا ينطق بها ﴿مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ﴾(8).

2- تحت الحرف للدلالة على الإمالة: والإمالة هي إمالة الفتحة إلى كسرة والألف إلى ياء ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(9).

- سكون مملوء الوسط ?ْ للدلالة على التسهيل كمن يريد المدّ ولا يفعل، وقد وردت في موضع واحد في القرآن الكريم ﴿أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾(10).

مخارج الحروف

الحروف الهجائيّة عددها ثمانية وعشرون حرفاً مجموعة في كلمات:

"أبجد هوّز حطّي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ". وقد جمعها أحد الشعراء في هذا البيت:

مزرفنّ الصدغ يسطو لحظه عبثاً بالحلي جذلان إن تشكو الهوى ضحكا

ومن اعتبر الألف حرفاً مستقلّاً غير الهمزة يصبح عدد الحروف تسعة وعشرين حرفاً. ولكلّ حرف من هذه الحروف مخرج أو محلّ يخرج منه في الفم عند النطق به ويميّزه عن غيره, ويُعرف مخرج الحرف بأن تُسكّن الحرف وتُدخل عليه همزة قطع ثمّ تلفظه فحيث انقطع الصوت كان مخرجه الواقعيّ، نحو: أبْ، أمْ مخرج الباء والميم من الشفتين.

المخارج العامّة:

وتقسم مخارج الحروف إلى مخارج عامّة ومخارج خاصّة، لكن في درسنا هذا سنتناول المخارج العامّة فقط كون المخارج الخاصّة هي لأهل الاختصاص وشاغلي فنّ وعلم التجويد والترتيل.

1- المخرج الأوّل, الجوف: وهو الفراغ الممتدّ ممّا وراء الحلق إلى الفم، وتخرج منه ثلاثة أحرف بشروطها هي:

الألف الساكنة المفتوح ما قبلها، والواو الساكنة المضموم ما قبلها، والياء الساكنة المكسور ما قبلها ( -َا، -ُو، -ِي). وتسمّى هذه الحروف بالجوفيّة لأنّها تخرج من جوف الفم وليس لها حيّز تنتهي إليه بل تنتهي بانتهاء الهواء. كذلك تسمّى الحروف الهوائيّة أو المدّية. وعند تحريك هذه الحروف لها مخارج أخرى تخرج منها.

2- المخرج الثاني, الحلق: ويخرج منه ستّة أحرف هي: الهمزة والهاء والعين والحاء والغين والخاء (ء- ه- - ع - ح - غ - خ) وتسمّى حروفه بالحلقيّة.

3-المخرج الثالث, اللّسان: ويخرج منه ثمانية عشر حرفاً هي: ( ق - ك - ي - ش - ج - ض - ل - ن - ر - ت - د - ط - ز - ص - س - ث - ذ - ظ).

4- المخرج الرابع, الشفتان: وتخرج منهما أربعة حروف هي: (ب - م - ف - واو غير مديّة).

5-المخرج الخامس, الخيشوم: لا يخرج من الخيشوم أيّ حرف هجائيّ، وإنّما يخرج منه صفة لحرف وهي الغنّة، والغنّة صوت لذيذ يخرج من الطرف الأعلى للأنف دون أنّ يكون للّسان دخل به، ومقدارها حركتان، والحركة هي وحدة زمنيّة خاصّة بعلم القراءة تقدّر بوقت رفع الإصبع أو خفضه.

الصفات الأساس للحروف

معنى صفات الحروف

بعد أن تعرّفنا إلى مخارج الحروف العامّة، سنذكر الصفة العامّة لكلّ حرف. والمقصود بالصفة العلامة الّتي تميّز الحرف عن سواه في أذن المستمع. ولكلّ حرف من حروف الهجاء بالحدّ الأدنى خمس صفات، وبالحدّ الأقصى سبع صفات.

صفات لها ضدّ وصفات لا ضدّ لها:

وتقسم صفات الحروف إلى صفات لها أضداد وصفات لا أضداد لها. لكن ما نوّد تناوله هنا هو الصفات الأساس لبعض الحروف، وهي محلّ الابتلاء والخطأ لدى العديد من المبتدئين، وهي:

1-الاستعلاء: هو تفخيم مخرج الحرف عن النطق به في الفم وذلك في الحروف السبعة التالية المجموعة في قول:

"خصّ ضغط قظ". سواء كانت ساكنة أم متحرّكة، لكن يقلّل من تفخيمها حالة الكسر. ﴿خَلَقَ الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ﴾(11).

2-الهمس: جريان النفس عند النطق بأحد الحروف العشرة التالية المجموعة في قول:

"فحثّه شخص سكت". لضعف الاعتماد على المخرج، ويشترط فيها السكون، لذا فإنّها تأتي في منتصف وآخر الكلام، ﴿لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ﴾(12).

3-القلقلة: ارتعاد مخرج الحرف عن النطق به، وهي صغرى في وسط الكلام وكبرى في آخره، وحروفها خمسة مجموعة في كلمتي:

"قطب جد". ويشترط فيها السكون. ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾(13)، ﴿اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾.

4-الصفير: صوت زائد يخرج عند النطق بأحد الحروف الثلاثة التالية: السين - الصاد - الزين (س - ص- ز) ويشترط فيها السكون أو التشديد، مثال: ﴿وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاء فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا﴾(14).

5-اللثويّة: وهي الحروف الّتي تخرج من خارج اللّثّة وتتعلّق بالمخارج وليس بالصفات، لكن نظراً لكثرة الأخطاء الّتي يقع فيها مبتدئو القراءة أوردناها للاستفادة، وعددها ثلاثة حروف هي: "الثاء - الذال - الظاء" سواء جاءت ساكنة أم متحّركة. ﴿انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ﴾(15).

6-الاستطالة: صفة تطلق على حرف الضاد، لامتداد الصوت من أوّل حافّة اللسان إلى آخرها، وتظهر جليّة في الضاد الساكنة، نحو: الضالّين - فمن اضطّر - خضتم - أفضتم.

7-الضحوك: صفة تطلق على حرف العين الساكن، وذلك لاتّساع الفم عند النطق به، نحو: يعْلمون - تعتدوا...

8-التعطّش: صفة تطلق على حرف الجيم سواء كان ساكناً أو متحرّكاً، وذلك لإشباع النطق به عند خروجه من الفم، نحو: اجتمعوا - رجساً - الحجّ - الجبال...

9-التفتيش: صفة تطلق على حرف الشين الساكنة أو المشدّدة، لانتشار النفس في الفم عند النطق به، نحو: اشْتراه - الشمس...

10-الغنّة: صفة لحرفين هما الميم المشدّدة والنون المشدّدة، ومقدار الغنّة حركتان، نحو: الجنّة - النّاس ? ثمّ ? همّاز..


1- سورة البقرة، الآية:62.

2- سورة الكهف، الآية: 34.

3- سورة الكهف، الآية: 38.

4- سورة الأحزاب، الآية: 10.

5- سورة الأحزاب، الآية: 66.

6- سورة الأحزاب، الآية: 67.

7- سورة الإنسان، الآية: 4.

8- سورة يوسف، الآية: 11.

9- سورة هود، الآية: 41.

10- سورة فصّلت، الآية: 44.

11- سورة النحل، الآية: 4.

12- سورة يس، الآية: 75.

13- سورة الفلق، الآية: 1.

14- سورة الكهف، الآية: 40.

15- سورة المرسلات، الآية: 30.