للمطالعة (النبع الفيّاض)

للمطالعة

النبع الفيّاض‏

يقول الإمام الخميني قدس سره: "أوصي الأخوة الأعزاء أن لا يغفلوا... عن الاستئناس بالقرآن الكريم، هذه الصحيفة الإلهيّة وكتاب الله الهادي، فكلّ ما عند المسلمين وما سيكون عندهم خلال عصور التاريخ الماضية والقادمة إنّما هو من البركات المغدقة لهذا الكتاب المقدّس. وبهذه المناسبة أطلب من كلّ العلماء الأعلام وأبناء القرآن والعلماء العظام أن لا يغفلوا عن هذا الكتاب المقدّس الّذي فيه تبيان كلّ شي‏ء،...

والآن فإنّ الصورة المدوّنة لهذا الكتاب المأخوذ عن لسان الوحي بعد النزول قد وصلت إلى أيدينا كاملة دون زيادة حرف أو نقصان حرف، فالحذر الحذر من هجره لا سمح الله.

نعم، الأبعاد المختلفة لهذا الكتاب بكلّ آفاقها ليست في متناول البشر العاديّين لكن على أهل المعرفة والتحقيق في الفروع المختلفة أن ينهلوا بقدر علمهم ومعرفتهم وكفاءاتهم من هذا الكنز العرفانيّ الإلهيّ الفيّاض والبحر الموّاج النازل على محمّد (ص)، ويقدّموه بتعبيرات مختلفة قريبة للأذهان إلى الآخرين... والمتّقون التوّاقون إلى الهداية عليهم أن يحملوا بارقة ممّا أخذوه من نور التقوى عن هذا النبع الفيّاض بالهدى للمتّقين إلى العشّاق الوالهين إلى الهداية الإلهيّة.

وأخيراً على كلّ مجموعة من العلماء الأعلام والمفكّرين العظام أن يشمّروا عن ساعد الجدّ لتناوُلِ بعدٍ من الأبعاد الإلهيّة لهذا الكتاب المقدّس، ويقدّموا بأقلامهم ما يحقّق آمال عشّاق القرآن.

ولتنفقوا أوقاتكم في الأبعاد السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعسكريّة والثقافيّة في القرآن، وما فيه من مسائل الحرب والسلم، ليتبيّن أنّ هذا الكتاب مصدر كلّ شي‏ء من عرفان وفلسفة وأدب وسياسة...

فيا أيّتها الحوزات العلميّة والمحافل الدراسيّة الجامعيّة، انهضي وأنقذي القرآن من شّر الجاهلين المتنسّكين والعلماء المتهتّكين الّذين يهتكون حرمة القرآن عن عمد وجهل. وأقول عن جدّ لا عن مجاملة إنّي آسف على ما فات من عمري في خطأ وجهل. وإنّكم يا أبناء الإسلام الغيارى في الحوزات والجامعات ابعثوا في الحوزات والجامعات يقظة تدفعها إلى الاهتمام بشؤون القرآن وأبعاده المختلفة الكثيرة.

اجعلوا تدريس القرآن نصب أعينكم في جميع أبعاده، كي لا تندموا وتأسفوا لا سمح الله على ما فات من شبابكم حين يهجم عليكم ضعف الشيب في آخر العمر، مثل كاتب هذه السطور"(1).


1- صحيفة الإمام الخميني قدس سره ، ج20، ص81.