المقدمة

بسم الله الرحمان الرحيم

﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ﴾(1).

جميلة هي آي القرآن الكريم، مرآة لضياء الله، ونور هدى لا ينطفئ، وشفاء لما في الصدور، وزينة للمؤمن، ودستور حياة طيّبة، ومنجاة من مضلات الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

عن رسول الله (ص): "فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن> فإنّه شافع مشفّع وماحل مصدّق, ومن جعله أمامه قاده إلى الجنّة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار, وهو الدليل يدلّ على خير سبيل"(2)

فما أحوجنا في هذا الزمان -حيث القابض على دينه كالقابض على الجمر- إلى القرآن الكريم، وما فيه من هدى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا﴾(3).

من هنا دأب مركز نون للتأليف والترجمة في جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة على العمل على وضع مجموعة من الكتب القيّمة الّتي تتعرّض لما في القرآن الكريم من دروس وعبر ومفاهيم، ضمن مستويات متعدّدة، بين يديّ القارئ الكريم، والطالب للمنهج القويم.

ويضمّ هذا الكتاب بين دفّتيه جملة من المواضيع الّتي راعينا فيها الإشارة إلى أهمّ المطالب والمباحث القرآنيّة، ضمن منهجيّة واضحة تنطلق بالطالب من مرحلة الإدراك لأهميّة القرآن إلى حبّ التلاوة، فالتلاوة الصحيحة، ومعرفة مخارج الحروف واصطلاحات الضبط وأسرار الرسم القرآنيّ، فآداب التلاوة الظاهريّة والباطنيّة، ثمّ مناهج التفسير، وفهم معاني بعض الآيات والسور القِصار.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل القرآن يوم القيامة معنا وأن يكون شافعاً لنا، وأن يتقبّل منّا هذا العمل المتواضع، إنّه سميع مجيب.

﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾(4)

مركز نون للتأليف والترجمة


1- سورة الحشر، الآية: 21.

2- الكافي، الكليني، ج2، ص 599.

3- سورة الإسراء، الآية: 9.

4- سورة النمل، الآية: 92.