للمطالعة (الموت)

عن الإمام الصادق (ع) بأسانيد كثيرة قال: قال رسول اللَّه (ص) لو أن مؤمناً أقسم على ربه عزَّ وجلّ‏َ أن لا يميته ما أماته أبداً، ولكن إذا حضر أجله بعث اللَّه عزَّ وجلّ‏َ إليه ريحين، ريحاً يقال لها المنسية، وريحاً يقال لها المسخية، فأما المنسية فإنها تنسيه أهله، وماله، وأما المسخية فإنها تسخي نفسه عن الدنيا حتى يختار ما عند اللَّه تبارك وتعالى.

وفي رواية فرات بن إبراهيم سئل الصادق (ع) عن المؤمن ايستكره على قبض روحه، قال لا واللَّه، قلت وكيف ذلك، قال لأنه إذا حضره ملك الموت جزع فيقول له ملك الموت لا تجزع فواللَّه لأنا أبرّ بك وأشفق من والد رحيم، لو حضرك افتح عينيك وانظر، قال ويتهلل له رسول اللَّه (ص) ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، والحسن والحسين، والأئمة من بعدهم والزهراء، قال فينظر إليهم فيستبشر بهم أفما رأيت شخوصه، قلت بلى، قال فإنما ينظر إليهم، قلت جعلت فداك قد يشخص المؤمن والكافر، قال ويحك إن الكافر يشخص منقلباً إلى خلفه لأن ملك الموت إنما يأتيه ليحمله من خلفه، والمؤمن أمامه وينادي روحه مناد من قبل رب العزة من بطنان العرش فوق الأفق الأعلى ويقول ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * إرْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ءوَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ (الفجر: 29)، فيقول ملك الموت إني قد أمرت أن أخيّرك بين الرجوع إلى الدنيا والمضي فليس شي‏ء أحب إليه من سلال روحه(1).


1- الكافي، ج‏3، ص‏127.