للمطالعة (النبوة الخاصة)

الإعجاز العلمي في القرآن‏

كل الكواكب متحركة

لقد أصبح أمراً ثابتاً ومؤكداً في علم الهيئة الحديث بأنه لا وجود لكوكب ساكن في الكون وأنه لا صحة لموضوعة تقسيم السيارات والكواكب إلى ثابتة ومتحركة كما كان يقول القدماء، بل إنه لا وجود حتى لكوكب واحد ساكن في هذا العالم اللامتناهي. وحتى سنين خلت كانت السيارات تعدّ بحدود ال300 مليون بينما صاروا يعجزون اليوم عن عدّها وإحصائها.

وقد ورد في القرآن الكريم بصراحة قول اللَّه تعالى: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾ أي أنه لا وجود للكوكب الثابت بل إن كل واحد منها يسبح ويتحرك في المدار الذي

حُدِّد له من قبل اللَّه، في حين أن بطليموس كان يقول بأن الفلك الثامن ما هو إلا عبارة عن فلك ثابت وأن الكواكب الموجودة فيه كواكب ساكنة، لكن القرآن يرفض ذلك ويؤكّد بأن الجميع في حالة حركة مستمرة.

الجبال هي المسامير المُثبتة للأرض‏

لقد أصبح من الأمور الثابتة اليوم كون الجبال الواقعة فوق الأرض والممتدة جذورها في عمق الكرة الأرضية هي السبب في استقرار الأرض. فلولا وجود هذه الجبال فإن هذه الكرة الأرضية التي تقطع أربعة فراسخ في حركتها الانتقالية في كل دقيقة وأربعة فراسخ أخرى في حركتها الموضعية في كل ثانية و240 فرسخاً في حركتها الدورانية حول نفسها كانت في طريقها إلى الزوال والتلاشي، لكن هذه الجبال هي التي تمنع تلاشيها، وهذا الأمر سبق أن أشار إليه القرآن المجيد وأكّده قبل ألف وأربعمائة سنة مضت حيث قال تعالى: ﴿وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا﴾ كما جاء في سورة النبأ، الآية: 7.

وكما يقول أمير المؤمنين علي (ع) في إحدى خطبه الغراء: "فطر الخلائق بقدرته ووتد بالصخور ميدان أرضه" (نهج البلاغة).

لقد كان هذا بمثابة إشارة إجمالية للموضوع، ومن أراد التفصيل في هذا المجال فليرجع إلى الكتاب الذي سبق أن أشرنا إليه أو سائر الكتب الأخرى حول الموضوع(1).

1- النبوة، المعاد، الإمامة، دستغيب، ص‏32-33.