للمطالعة (صفات الله تعالى)

دانيال والسبع الضاري في قعر البئر:

ورد في كتاب حياة القلوب أنه عندما أراد "بخت نصر" أن يعذب دانيال بأشد العذاب أمر أن يضعوا لبوة (أنثى الأسد) في قعر بئر عميقة وبعد ذلك أنزلوا دانيال في البئر.

الإنسان الاعتيادي قد يتجمد من الخوف في تلك اللحظة وقد يموت من الخوف، أما دانيال فقد كان يعلم بأن القدرة التي عند الأسد هي من اللَّه، فلو كانت معها مشيئة اللَّه فسوف يأكله وإلا فلا.

وقد ذكر في الرواية أن أنثى الأسد كانت تأكل التراب وكان دانيال ينتفع بحليبها كي لا يموت، لكن الذي نقله المجلسي في حياة القلوب هو أن اللَّه سبحانه وتعالى أوحى إلى نبي في ذلك الزمان بأن ينقل الطعام إلى دانيال، وعندما وصل إليه الطعام قال: "الحمد للَّه الذي لا ينسى من ذكره"(1).

على كل حال فنتيجة فهم التوحيد... هو أن يحصل لديه توحيد في مقام الخوف والرجاء، فمم يكون خوفه؟ من ذلك الذي هو مصدر القدرة، فإذا صار كذلك فسوف لا يخاف من الفقر أيضاً، لأن القادر المطلق إذا أراد أن يسد حاجته فإنه يستطيع ذلك سواء بالمال أو بغير المال(2).


1- تفسير القمي، ج‏1، ص‏89.

2- التوحيد والعدل، السيد دستغيب، ص‏164.