الدرس العاشر: أسرار الرسم القرآني (2)

الزيادة، الهمز، البدل

الوجه الثاني:الزيادة:

وتكون في الألف، والواو، والياء فمثال الزيادة في الألف، قوله تعالى: ﴿وَجَاىء﴾(1)، وردت في موضعين، والأصل فيها (وجيء).

ومثال الزيادة في الواو قوله تعالى ﴿سَأُورِيكُمْ﴾(2)، وردت في موضعين، والأصل فيها (سأريكم).

ومثال الزيادة في الياء قوله تعالى ﴿بِأَيْيدٍ﴾(3)، وهو الموضع الوحيد في القرآن، والأصل فيها (بأيد).

الوجه الثالث:الهمز:

حيث وردت الهمزة في الرسم العثمانيّ تارةً برسم الألف، وتارة برسم الواو، وتارة برسم الياء.

فمن أمثلة ورودها ألفاً، قوله تعالى ﴿لَتَنُوأُُُُُ﴾(4)، وهو الموضع الوحيد، والأصل فيها (لتنوء).

ومن أمثلة ورودها واواً، قوله تعالى ﴿يَبْدؤا﴾(5)، وهي كذلك في مواضعها الستة من القرآن، والأصل فيها (يبدأ).

ومن أمثلة مجيئها ياءً، قوله تعالى ﴿وَإِيتَآىء﴾(6)، وهو الموضع الوحيد من ثلاثة مواضع، والأصل فيها (وإيتاء).

الوجه الرابع: البدل:

ويقع برسم الألف واواً أو ياء، فمن مجيئها واواً قوله تعالى:﴿الصَّلاةَ﴾(7)، وهي كذلك في جميع مواضعها الأربعة والستين، والأصل (الصلاة) ومثلها (الزكاة).

ومن صور رسمها ياءً، قوله تعالى: ﴿يَا أَسَفَى﴾(8)، والأصل فيها (يا أسفا).

ومن ذلك أيضاً، قوله تعالى ﴿وَالضُّحَى﴾(9)، ولم ترد إلا في هذا الموضع، والأصل فيها (والضحا).

الوجه الخامس: الفصل والوصل:

فقد رسمت بعض الكلمات في المصحف العثمانيّ متّصلة مع أنّ حقّها الفصل، ورسمت كلمات أخرى منفصلة مع أنّ حقّها الوصل، فمن أمثلة ما اتصل وحقّه الفصل ما يلي:

- (عن) مع (ما) حيث رسمتا في مواضع من القرآن الكريم متّصلتين، من ذلك قوله تعالى: ﴿عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (10)، وقد وردت كذلك في جميع المواضع.

- (بئس) مع (ما) رسمتا متصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى ﴿بِئْسَمَا اشْتَرَوْاْ﴾ (11)، وهي كذلك في مواضعها الثلاثة.

- (كي) مع (لا) رسمتا متّصلتين في مواضع، من ذلك قوله تعالى ﴿لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ﴾ (12)، وهي كذلك في مواضعها الأربعة.

ومن أمثلة ما انفصل وحقّه الوصل ما يلي:

- قوله تعالى ﴿كُلَّ مَا رُدُّوَاْ إِلَى الْفِتْنِةِ أُرْكِسُواْ فِيِهَا﴾ (13)، وقد جاءت كذلك في ثلاثة مواضع، وجاءت متّصلة على الأصل في خمسة عشر موضعاً.

- قوله تعالى ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا﴾ (14)، وقد جاءت كذلك في ثمانية مواضع، وجاءت متصلة على الأصل في أربعة مواضع.

هذه الوجوه الخمسة التي أتينا على ذكرها، مع شيء من التمثيل لها، هي أهمّ الوجوه التي فارق فيها الرسم العثمانيّ، الرسم الإملائيّ، أو ما سمي بالرسم القياسيّ، وقد عرضناها بشيء من الاختصار والتبسيط لتكون على بيّنة من أمرها.

أخيراً، فهذا هو كتاب الله سبحانه وتعالى أنزله عزّ وجلّ من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، أنزله على قلب الروح الأمين سيّدنا ونبيّنا محمّد (ص)، وتكفّل الله سبحانه وتعالى بحفظه من التحريف أو الزيادة أو النقصان وفي ذلك قوله تعالى ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾(15).


1- الزمر: 69.

2- الأعراف: 145.

3- الذاريات:47.

4- القصص:76.

5- يونس: 4.

6- النحل: 90.

7- البقرة: 3.

8- يوسف: 84.

9- الضحى: 1.

10- البقرة:74.

11- البقرة: 90.

12- آل عمران: 153.

13- النساء: 91.

14- البقرة: 148.

15- الحجر: 9.