الدرس الرابع: الحركات الإعرابية

تتألّف الحركات الإعرابيّة في اللغة العربيّة من أربعة حركات هي: الفتحة َ والضمة ُ والكسرة ِ والسكون ْ، وكان أوّل من وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي، حيث كانوا قبل ذلك يشيرون بالنقاط إلى الحركات: فعوضاً عن الفتحة كانت توضع نقطة في أول الحرف، وعوضاً عن الكسرة نقطة تحت الحرف، وعوضاً عن الضمّة نقطة على الحرف في آخره والسكون كانت تكتب باللون الأحمر.

ولا تخلو ألفاظ القرآن الكريم من الحركات الظاهرة على كلّ كلمة وحرف ولا بدّ للطالب المبتدئ أنّ يلمّ بها ليتمكّن من النّطق بها نطقاً صحيحاً.

والحرف إمّا متحرّك أو ساكن، والحركة إمّا ضمّ أو فتح أو كسر وهي تدلّ على اتجاه الصوت وامتداده، ويلحق بالحركات الواو بعد ضمّة والألف بعد فتحة والياء بعد كسرة، إلاّ أنّها تدل على امتداد في الصوت ضعفي ما تدلّ عليه الحركات، مثل: يقول - قال - قيل...

كذلك التنوين وهو عبارة عن نون ساكنة لفظاً تلحق آخر الأسماء وتكتب على صورة ضمّتين - فوق الحرف، أو فتحتين ً-فوق الحرف، أو كسرتين - تحت الحرف، مثال: كتابٌ - كتاباً - كتابٍ.

كما لا بدّ من الالتفات إلى أنّ "الشدّة" هي عبارة عن تكرار الحرف، شرط أنّ يكون الحرف الأوّل ساكناً والثاني متحرّك كي يتمّ دمجهما بحرف واحد مشدّد: دْ+دَ = دَّ.

وللسكون أشكالاً ورسماً خاصّاً بالقرآن الكريم يظهر في الأشكال التالية:

- ألِف "أناْ" ﴿وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾(1).

- ألف "لكناْ" ﴿لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا﴾(2).

- ألف "الظنوناْ" ﴿إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا﴾(3).

- ألف "الرسولاْ" ﴿يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا﴾(4).

- ألف "السبيلاْ" ﴿وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا﴾(5).

- ألف "سلاسلاْ" ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا﴾(6).

وفي مثال سلاسلاْ يجوز عند الوقف حذف الألف والوقف على اللام الساكنة، أو الوقف على اللام ألف.

- سكون مستطيل الشكل ظهر في موضعين اثنين فقط:

-الأول: فوق الحرف للدلالة على الإشمام: والإشمام كمن يريد النطق بضمة ولا ينطق بها ﴿مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ﴾(7).

- الثاني: تحت الحرف للدلالة على الإمالة: والإمالة هي إمالة الفتحة إلى كسرة والألف إلى ياء ﴿وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾(8).

- سكون مملوء الوسط . للدلالة على التسهيل كمن يريد المدّ ولا يفعل، وقد وردت في موضع واحد في القرآن الكريم ﴿ءَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ﴾(9).

1- الكهف: 34.

2- الكهف: 38.

3- الأحزاب: 10.

4- الأحزاب: 66.

5- الأحزاب: 67.

6- الإنسان: 4.

7- يوسف: 11.

8- هود: 41.

9- فصلت: 44.