للمطالعة (لا يرضى الناس بما نعمل!)

مما روي في عدم رضا الناس عن أعمال بعضهم، ما قاله لقمان في وصيته لابنه: لا تعلّق قلبك برضا الناس فإن ذلك لا يحصل ثم مثّل له ذلك بأن أخرجه معه، ومعهما بهيم فركبه لقمان وترك ولده يمشي وراءه، فقال قوم: هذا شيخ قاسي القلب قليل الرحمة، ثم عكس فاجتاز على جماعة أخرى فقالوا: هذا بئس الوالد، وهذا بئس الولد، أما أبوه فإنه ما أدّب ولده وأما الولد فقد عقّ والده، فركبا جميعاً فقالت أخرى: ما في قلب هذين رحمة يركبان معاً، يقطعان ظهر الدابة ويحمّلانها ما لا تطيق، فتركا الدابة تمشي خالية وهما يمشيان، فقالت جماعة: هذا عجيب من هذين يتركان دابة فارغة ويمشيان فذمّوهما، على ذلك، فقال لولده: ترى في تحصيل رضاهم حيلة لمحتال؟ فلا تلتفت إليهم واشتغل برضا اللَّه جلّ جلاله (1) وهكذا نحن يجب أن يكون معيار نجاحنا في العمل هو رضا اللَّه تعالى وإلا فإن رضا الناس أمر لا يدرك وليس هو الأساس.


1- شواهد المبلغين، ص540.