للمطالعة (قوم قردة؟!)

وجدنا في كتاب علي (ع) أن قوماً من أهل إيلة من قوم ثمود وإن الحيتان كانت سيقت إليهم يوم السبت ليختبر اللَّه طاعتهم في ذلك فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم وقدّام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها ويأكلونها فلبثوا في ذلك ما شاء اللَّه لا ينهاهم الأحبار، ولا يمنعهم العلماء عن صيدها، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم إنما نهيتم عن أكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها فاصطادوها يوم السبت وأكلوها في ما سوى ذلك من الأيام.

فقالت طائفة منهم: الان نصطادها فعتت وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين فقالوا: ننهاكم عن عقوبة اللَّه أن تتعرضوا لخلاف أمره، واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار فسكتت ولم تعظهم، فقالت الطائفة التي وعظتهم: لِمَ تعظون قوماً إللّه مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً؟ فقالت الطائفة التي وعظتهم: معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون، فقال، فقال اللَّه عزّ وجلّ: فلما نسوا ما ذكروا به يعني لما تركوا ما وعظوا به مضوا على الخطيئة فقالت الطائفة التي وعظتهم: لا واللَّه لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم اللَّه فيها مخافة أن ينزل عليكم البلاء فيعمنا معكم.

قال: فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء فنزلوا قريباً من المدينة فباتوا تحت السماء فلما أصبح أولياء اللَّه المطيعون لأمر اللَّه غدوا لينظروا ما حال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوا فلم يجاوبوا ولم يسمعوا منها حس أحد فوضعوا فيها سلماً على سور المدينة ثم أصعدوا رجلاً منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قرد يتعاونون ولهم أذناب فكسوا الباب فعرفت الطائفة أنسابها من الإنس، ولم يعرف الإنس أنسابها من القردة فقال القوم للقردة: ألم ننهكم؟

فقال علي (ع): "والذي فلق الحبة وبرء النسمة إني لأعرف أنسابها من هذه الأمة لا ينكرون ولا يغيرون بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا"، وقد قال اللَّه: ﴿فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِين﴾(1)، فقال اللَّه: ﴿أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾(2) (3).


1- المؤمنون:41.

2- الأعراف:165.

3- تفسير الميزان ج9، ص302 301.