مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد للَّه رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد بن عبد اللَّه وعلى آله الأطهرين الأكرمين الذين من تولاّهم نجا ومن تخلّف عنهم غرق وهوى.

إن القرآن الكريم لم يقتصر على كونه معجزة النبوة وبرهان الرسالة، بل هو بالإضافة إلى ذلك كتاب الهداية بقوله تعالى:

﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾(1).

وهو الضمان الذي لا بد من التمسك به لمنع الإنحراف والأمن من الضلال وفي الرواية عن علي (ع) قال:

"سمعت رسول اللّه (ص) يقول: كتاب اللّه فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي لا تزيغ به الأهواء: ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة رد، ولا تنقضي عجائبه، هو الذي من تركه من جبار قصمه اللّه، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله اللّه، هو حبل اللّه المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي من عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم".

هذا الكتاب الماثل بين يديك هو للاستفادة من الكتاب العزيز والاستنارة بنوره والاهتداء بهداه من خلال انتخاب بعض قصار السور وبيان معانيها والتركيز على بعض مفاهيمها.

نسأل اللّه تعالى أن ينفع به المؤمنين ويزيدهم هدى.

جمعية المعارف الاسلامية الثقافية


1- سورة البقرة, الآية/2.