قصة للمطالعة: تعاون على الشرّ؟!

يقول السيد الجزائري رحمه الله: إن رجلاً في أصفهان، كان له زوجة فأتفق أن ضربها بعصا فماتت، من غير أن يتعمد قتلها، فخاف من أهلها، وما اهتدى إلى الحيلة في أمره، فأتى إلى رجل فاستشاره في ذلك الأمر فقال له: اعمد إلى رجل صبيح الوجه وأدخله بيتك واقتله وضعه قريب المرأة المقتولة، فإذا سألك أقارب المرأة فقل رأيت هذا الرجل معها فقتلتهما فاستحسن الرجل كلامه، فبينما هو جالس على باب داره نظر إلى شاب مار في الطريق، فطلبه إليه وأحسن صحبته ثم كلّفه بالدخول إلى داره، فأدخله وأطعمه ثم حمل عليه بالسيف وقتله، فلما أظهر حال المرأة قال لأهلها: إن هذا الرجل معها فقتلتهما، فقالوا: نعم ما فعلت. ثم أن ذلك الرجل الذي أشار عليه كان له ولد حسن الوجه فافتقده ذلك اليوم، ولم يجده فأتى إلى الرجل زوج المرأة فقال: الذي أشرت عليك فعلته؟

قال: نعم.

قال: أرني الذي قتلته، فأدخله إلى داره فنظر إلى المقتول فإذا هو ولده فحثا التراب على رأسه.

﴿وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ﴾(1) ? (2).


1- فاطر: 43.

2- شواهد المبلغين، ص320.