للمطالعة (القرآن في كلام القائد)

-الحمد لله الذي منَّ علينا بالأنس بالقرآن وإذا ما استطاعت أمّة ما أن تحيي الأجواء القرآنية وتتنعم بالمعارف القرآنية عبر الأنس بالقرآن فإنها ستستطيع التغلب على مشكالها(1).

-إن الأنس بالقرآن وتلاوته وحفظه كلها من الضروريات، غير أن الهدف النهائي هو التمسك بالقرآن في صلب الحياة(2).

-فالتمسك بالقرآن لا ينحصر بتلاوته، فلا بد أن يتجلى القرآن في أفعالنا وحياتنا وسلوكياتنا وأخلاقنا وفي المسيرة العامة للأمة الإسلامية(3).

-هل يكفي أن نضع القرآن في جيوبنا؟ وهل يكفي العبور من تحت القرآن عند السفر؟ وهل يكفي اليوم المشاركة في جلسة للقرآن فقط؟ أو هل يكفي أن نرتّل القرآن أو نسمع ترتيله بصوت حسن ونلتذّ به؟ كلا، بل هناك حاجة إلى شيء آخر، فما هو هذا الشيء؟ إنه التدبر في القرآن، فلا بدّ من التدبّر في القرآن، والقرآن بنفسه يدعونا في موارد عديدة إلى التدبّر. فإن عرفنا ? أيها الأعزّة ? كيف نأنس بالتدبر في القرآن، كسبنا كل ما قلناه(4).

-فالقرآن مصدر عزّة المسلمين، والقرآن لا يقتصر معناه على تلاوته والاعتقاد به فحسب، وإنما هو نظام متكامل للحياة الاجتماعية، وفيه تعاليم تضمن توفير حياة سعيدة ومقرونة بالعزّة. وهذه الحقيقة غير خافية ولا مستعصية اليوم على المفكّرين المسلمين. كما وأن أبناء الشعوب الإسلامية يعرفون الكثير من الحقائق.

يجب على الشعوب الإسلامية والحكومات الإسلامية والمفكرين والساسة المسلمين، وشبّان البلدان الإسلامية العمل جهد استطاعتهم لتهيئة أذهان شعوبهم، وتوفير الأرضية العملية لتلك الشعوب للعودة إلى الحياة القرآنية، ولنتمكن من السير على طريق العزّة والعظمة.

إن التمسك بالماضي وبالتقاليد الجاهلية البالية هو سبب الجمود والانحطاط. أما التمسك بالقرآن فيبعث على التحرر والتنور الفكري، ويقود إلى استخدام العلم والعقل والجهد والإبداع(5).

-حاولوا تلاوة ما تتيسّر لكم تلاوته من القرآن يومياً، ويجب أن لا يمر عليكم يوم لا تقرؤون فيه ولو شيئاً قليلاً من القرآن بتدبّر حتى وإن كان عشر أو خمس آيات؛ تلاوة القرآن تضفي عليكم نورانية(6).

-فكم هي قيمة تلاوة القرآن وختمه وتمرير معارفه في الذهن ولو لمرة واحدة، إنّ فضيلة قراءة جزءين من القرآن دون تأمل وتدبر أقل من قراءة سطرين منه بتدبر وإمعان(7).

-إن القرآن ليس للتلاوة في الزوايا، بل هو للعمل والعلم والمعرفة.

-إن جلسات القرآن وتلاوته ما هي إلا مقدمة لمعرفة المفاهيم القرآنية(8).

-إن القرآن نور ينير الروح والقلب، فلو أنستم بالقرآن لرأيتم أن قلوبكم وأرواحكم منيرة. فببركة القرآن تزال الكثير من الظلمات والمبهمات من قلب وروح الإنسان.

فتلاوة القرآن بصوت حسن، بآدابه الخاصة، بأسلوب ونغمة وطريقة خاصة حسن ويقرّب الإنسان إلى الله، لكنها غير كافية. التلاوة الجيدة شيء لازم، وإنني أشجّع وأقدّر وأبجّل الذين أذاقونا حلاوة القرآن بتلاواتهم الجيدة.

علّموا الأطفال الأمور اللازمة والمفيدة التي تقربهم إلى فهم معاني القرآن، لتترسخ في أذهانهم كالنقش على الحجر، وتعود عليهم بالبركة إلى آخر العمر(9).


1- من خطبة لسماحة القائد الخامنئي دام ظله، ألقاها في مراسم اختتام المسابقة القرآنية الدولية، طهران2، شعبان 1421هـ.

2- من خطبة له دام ظله، ألقاها في مراسم اختتام المسابقة القرآنية الدولية، طهران1، شعبان 1423هـ.

3- نفس المصدر.

4- من خطبة له دام ظله، طهران1، شعبان 1415هـ.

5- من خطبة له دام ظله، بمناسبة عيد الفطر السعيد، طهران1، شوال 1418هـ.

6- من خطبة له دام ظله، ألقاها بتاريخ 20 ربيع الثاني 1418هـ.

7- من خطبة له دام ظله، ألقاها بتاريخ 1 رمضان 1414هـ.

8- من خطبة له دام ظله، ألقاها بتاريخ 2 شعبان 1421هـ.

9- من خطبة له دام ظله، ألقاها بتاريخ 1 شعبان 1415هـ.