للمطالعة (ما معنى هجر القرآن؟)

ما معنى هجر القرآن(1)

حينما يكون الإسلام موجوداً في المجتمع على شكل عقائد وأعمال فردية من دون أن تكون هناك حكومة للدين، فإن القرآن والإسلام يصبحان مهجورين في ذلك المجتمع.

فما معنى قول الله (عزَّ وجلَّ) في القرآن الكريم في سورة الفرقان:

﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾؟

﴿اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾.

لا يعني أن المسلمين تخلوا عن القرآن وعن الإسلام وأبعدوهما عن حياتهم من الأساس، فهذا ليس اتخاذ كما عبر القرآن الكريم:

﴿اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾.

يعني أن القرآن موجود بين ظهرانيهم لكنه مهجور وبعيد عن ساحة الحياة. فماذا يعني هذا؟ إنّ هذا يعني أن القرآن يُتلى من قبل أفراد المجتمع، ويحترم في الظاهر، ولكن لا يُؤخذ بأحكامه وقوانينه. فبحجة فصل الدين عن السياسة سُلب من القرآن الكريم حقه في حكم المجتمع.

فمعنى هجر القرآن يعني أن يبقى للقرآن اسم ولكن لا تكون له أية سلطة في المجتمع. وعلى هذا فإن أية بقعة من العالم الإسلامي لا تكون فيها الحكومة للقرآن تعتبر مصداقاً لشكوى النبي (ص).

"يا ربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا".

أما في الجمهورية الإسلامية فلا أثر لهذا الهجران. فالقرآن أصبح هو المحور للقوانين العامة في المجتمع، يعني أن كل ما يرتبط بإدارة شؤون المجتمع يؤخذ من القرآن رسمياً ولا اسمياً. فجميع القوانين تستمد من القرآن الكريم، وكل ما يعارض القرآن يتم نبذه وإبعاده، وحتى السلطة السياسية فإنها تستمد مقوماتها من المعايير القرآنية.

إن التمسّك بالإسلام والعمل بأحكام القرآن هو السر في بقاء واقتدار النظام الإسلامي.


1- من خطبة السيد القائد الخامنئي دام ظله ألقاها بمناسبة أسبوع الوحدة الاسلامية في طهران بتاريخ 17 ربيع الأول 1415 هجري.