للمطالعة (البسملة في القرآن الكريم)

البسملة في القرآن الكريم(1)

عند البدء بكتابة القرآن، كانت كل سورة تفتتح بسم الله الرحمن الرحيم ?باستثناء سورة البراءة? أي أن كل سورة تبدأ بسم الله. ولكن حصل خلاف كبير منذ زمن طويل بين الشيعة والسنّة حول ما إذا كانت البسملة جزءاً من كل سورة أم لا. أهل السنّة يرون إنها ليست جزءاً من أية سورة، وإنما يعتبرون البسملة في بداية كل سورة مثل البدء بها عند الشروع في أي عمل، مع أنها ليست جزءاً من العمل. وهم قد يقرأون سور القرآن بغير أن يقرأوا البسملة. وفي الصلاة عند تلاوة سورة الفاتحة أو أية سورة أخرى، لا يقرأون البسملة معها.

غير أن الشيعة بإتباعهم الأئمة الأطهار عليهم السلام يخالفون أهل السنّة في ذلك، حتى نقل عن الأئمة عليهم السلام قولهم: "قتل الله الذين يحذفون أكبر آية من آيات القرآن".

فلو حذفنا هذه الآية من بدايات السور كلها، لما بقيت هذه الآية في القرآن، سوى في سورة النمل حيث جاءت بصيغة مقول القول نقلاً عن ملكة سبأ يوم أن جاءتها رسالة سليمان (ع)، فقالت: ﴿إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾.

إن الشيعة، على كل حال، يرون أن هذه الآية جزء من القرآن، وليست منفصلة عنه كانفصالها عن أي عمل إذا ما قرئت عند الشروع فيه، أي أنها ليست إضافة تضاف إلى السور القرآنية.


1- عن كتاب التعرف على القرآن للشهيد مرتضى مطهري، ج2، ص6.