القلب في نظر القرآن

القلب في نظر القرآن

لعله لا حاجة بنا إلى أن نقول إن المقصود بالقلب في المصطلح الأدبي والديني ليس ذاك العضو العضلي الذي يقع في الطرف الايسر من الجسم ويضخ الدم كالمضخة في العروق.

ففي قول القرآن: (إنّ في ذلك لذكري لمن كان له قلب). (1).

أو ما جاء في هذا التعبير الأدبي اللطيف لحافظ:

هلع قلبي وإني أيها الدرويش غافل*** فماذا جرى يا ترى لهذا الصياد الحائر (2).

يتضح إن المقصود من القلب شيء سام ورفيع، يختلف عن عضو الجسم هذا كل الاختلاف.

وإن أصابه المرض أيضا (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا). (3).

إلاّ ان معالجة هذه الأمراض ليست من اختصاص أطباء القلب. وإذا كان ثمة طبيب يعالجها، فذاك هو الطبيب المختص بالأمراض الروحية.


1- سورة بقرة: 10.

2- نقرأ في سورة النجم الآيات التالية:

(وما ينطق عن الهوى، إن هو إلاّ وحي يوحى، علّمه شديد القوى، ذو مرة فاستوى، وهو بالأفق الأعلى، ثمّ دنا فتدلّى، فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى).

يذكر القرآن كل هذه الأمور لكي يبين إن مستوى هذه المسائل أرفع من مستوى العقل، فالحديث هنا عن الرؤية والسمو.

ونقرأ في سورة التكوير: (إنّه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون، لقد رآه بالأفق المبين، وما هو على الغيب بضنين).

يقول اقبال اللاهوري في تعبير لطيف بهذا الخصوص: "ان الرسول هو من تفيض عنه الحقائق إذ يمتلئ بها فيعرض مما أوتي على الناس لكي يغير ويبدل ويرتب وينظم"..

3- سورة الشمس: 9.