سورة القلم

(1): ﴿ن﴾ روي أنه نهر في الجنة وقيل اسم للحوت أو للدواة ﴿وَالْقَلَمِ﴾ الذي كتب به اللوح أو الذي يكتب به ﴿وَمَا يَسْطُرُونَ﴾ يكتبون أي الحفظة أو أصحاب القلم.

(2): ﴿مَا أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ﴾ جواب القسم رد لقولهم: إنه مجنون.

(3): ﴿وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا﴾ على تحمل المشاق ﴿غَيْرَ مَمْنُونٍ﴾ مقطوع.

(4): ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ لا يماثله خلق في الحسن.

(5): ﴿فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ﴾.

(6): ﴿بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ﴾ أيكم الذي فتن بالجنون والباء زائدة أو بأيكم الفتنة أي الجنون أو في أي الفريقين المجنون أفي المؤمنين أم في الكفرة.

(7): ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ﴾ فاستحق اسم المجنون ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾ له بكمال العقل.

(8): ﴿فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ﴾ تهييج له (صلى الله عليه وآله وسلّم).

(9): ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ﴾ تمنوا أن تلين لهم ﴿فَيُدْهِنُونَ﴾ فيلينون لك حينئذ.

(10): ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ﴾ كثير الحلف بالباطل ﴿مَّهِينٍ﴾ حقير.

(11): ﴿هَمَّازٍ﴾ مغتاب ﴿مَّشَّاء بِنَمِيمٍ﴾ نقال للكلام على وجه الإفساد بين الناس.

(12): ﴿مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ﴾ للمال عن الحقوق أو مناع قومه الخير أي الإسلام ﴿مُعْتَدٍ﴾ متجاوز في الظلم ﴿أَثِيمٍ﴾ كثير الإثم.

(13): ﴿عُتُلٍّ﴾ جاف غليظ ﴿بَعْدَ ذَلِكَ﴾ المعدود من صفاته ﴿زَنِيمٍ﴾ دعي قيل هو الوليد بن مغيرة ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة سنة.

(14): ﴿أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ﴾ لا تطع من هذه صفاته لأن كان ذا مال.

(15): ﴿إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾.

(16): ﴿سَنَسِمُهُ﴾ نعلمه بعلامة ﴿عَلَى الْخُرْطُومِ﴾ على أنفه خطف أنفه بالسيف يوم بدر فبقي وسما أو في الآخرة فيتميز عن سائر الكفرة.

(17): ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ﴾ أخبرناهم بالقحط ﴿كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ﴾ هي بستان كانت بقرب صنعاء لرجل صالح وكان يعطي الفقراء منه كثيرا فلما مات قال بنوه إن فعلنا كأبينا لم يسعنا فحلفوا ليقطعوا ثمره صبحا لغيبة المساكين ﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾.

(18): ﴿وَلَا يَسْتَثْنُونَ﴾ لا يقولون إن شاء الله أو لا يخرجون سهم الفقراء.

(19): ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ﴾ نارا أحرقتها ليلا ﴿وَهُمْ نَائِمُونَ﴾.

(20): ﴿فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ كالبستان المصروم ثمره أو كالليل سوادا أو كالنهار بياضا ليبسها سميا صريما لانصرام كل منهما عن الآخر أو كالرمل.

(21): ﴿فَتَنَادَوا مُصْبِحِينَ﴾.

(22): ﴿أَنِ﴾ بأن أو أي ﴿اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ﴾ اخرجوا إلى زرعكم غدوة وعدي بعلى لتضمنه معنى الإقبال ﴿إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ﴾ قاطعين لثمره.

(23): ﴿فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ﴾ يتسارون أي خفي من خفت.

(24): ﴿أَن﴾ أي ﴿لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ﴾.

(25): ﴿وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ﴾ منع للفقراء صلة ﴿قَادِرِينَ﴾ أي لا يقدرون إلا عليه لذهاب ثمرهم يعني لما أرادوا نكد الفقراء نكد عليهم بحيث لا يقدرون على غير النكد أو على غضب بعضهم لبعض.

(26): ﴿فَلَمَّا رَأَوْهَا﴾ محترقة ﴿قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ﴾ عن الدين فعوقبنا بذلك أو عن جنتنا ما هي إياهم ثم تأملوا فعرفوها فقالوا.

(27): ﴿بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ﴾ خيرها لمنعنا حقها.

(28): ﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ﴾ أعدلهم ﴿أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ﴾ آنفا ﴿لَوْلَا تُسَبِّحُونَ﴾ هلا تستثنون إذ الاستثناء تعظيم لله وتنزيه له أو لا تذكرونه تائبين.

(29): ﴿قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا﴾ عن الظلم ﴿إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ﴾ بما فعلنا.

(30): ﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ﴾ فبعض يلوم من أشار بذلك وبعض يلوم من رضي به.

(31): ﴿قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ﴾ بذنبنا.

(32): ﴿عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا﴾ بالتخفيف والتشديد ﴿خَيْرًا مِّنْهَا﴾ باعترافنا بذنبنا ﴿إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ﴾.

(33): ﴿كَذَلِكَ﴾ المذكور مما بلونا به أهل مكة وأصحاب الجنة ﴿الْعَذَابُ﴾ الدنيوي ﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ﴾ أعظم ﴿لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ﴾ ذلك لأطاعوا.

(34): ﴿إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾.

(35): ﴿أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ﴾ إنكار لقولهم إن بعثنا كما يزعم المسلمون نعطي أفضل منهم كما في الدنيا أو نساويهم.

(36): ﴿مَا لَكُمْ﴾ التفات ﴿كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ هذا الحكم الباطل.

(37): ﴿أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ﴾ من الله ﴿فِيهِ تَدْرُسُونَ﴾ تقرءون.

(38): ﴿إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ﴾ تختارون.

(39): ﴿أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ﴾ عهود بأيمان ﴿عَلَيْنَا بَالِغَةٌ﴾ في التوكيد ﴿إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ متعلق بمقدر في علينا أي ثابتة ﴿إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ﴾ به لأنفسكم.

(40): ﴿سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ﴾ الحكم أي بتصحيحه ﴿زَعِيم﴾ كفيل لهم.

(41): ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء﴾ في هذا القول ﴿فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ﴾ في دعواهم ومفاد الآيات أنهم لا مستند لهم من عقل ولا نقل.

(42): ﴿يَوْمَ﴾ ظرف يأتوا أو مقدر باذكر ﴿يُكْشَفُ عَن سَاقٍ﴾ عبارة عن شدة الأمر يوم القيامة ﴿وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ﴾ توبيخا ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾ ليبس ظهورهم.

(43): ﴿خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ﴾ لا ترفع ﴿تَرْهَقُهُمْ﴾ تغشاها ﴿ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا﴾ في الدنيا ﴿يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ أصحاء متمكنون فلا يجيبون.

(44): ﴿فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ﴾ كله إني أكفكه ﴿سَنَسْتَدْرِجُهُم﴾ سنقربهم من النعمة درجة درجة بالإمهال وترادف النعم ﴿مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ذلك.

(45): ﴿وَأُمْلِي لَهُمْ﴾ أمهلهم ﴿إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ﴾ بطشي شديد سمي كيدا لأنه بصورته.

(46): ﴿أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا﴾ على التبليغ ﴿فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ﴾ غرم لك ﴿مُّثْقَلُونَ﴾ بذلك فلا يؤمنون.

(47): ﴿أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ﴾ أي علمه ﴿فَهُمْ يَكْتُبُونَ﴾ منه ما يقولون.

(48): ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ﴾ بإمهالهم ﴿وَلَا تَكُن﴾ في الضجر ﴿كَصَاحِبِ الْحُوتِ﴾ يونس ﴿إِذْ نَادَى﴾ ربه ﴿وَهُوَ مَكْظُومٌ﴾ مملوء غيظا في بطن الحوت في قومه.

(49): ﴿لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ﴾ أدركه رحمة منه والتذكير للفصل ﴿لَنُبِذَ بِالْعَرَاء﴾ بالفضاء ﴿وَهُوَ مَذْمُومٌ﴾ ملوم بترك الأولى.

(50): ﴿فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾.

(51): ﴿وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ﴾ إن هي المخففة واللام فارقة أي ينظرون إليك نظر بغض يكادون يزلونك به عن موقفك أو يصيبونك بأعينهم ﴿لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ﴾ القرآن ﴿وَيَقُولُونَ﴾ حسدا ﴿إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ﴾ بما يتلوه من القرآن.

(52): ﴿وَمَا هُوَ﴾ أي القرآن ﴿إِلَّا ذِكْرٌ﴾ عظة ﴿لِّلْعَالَمِينَ﴾ أو مذكر لهم.