سورة غافر

(1): ﴿حم﴾ روي معناه الحميد المجيد.

(2): ﴿تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ﴾ في سلطانه ﴿الْعَلِيمِ﴾ بكل شيء.

(3): ﴿غَافِرِ الذَّنبِ﴾ للمؤمنين وهو للدوام فإضافته حقيقية فصح وصف المعرفة به وكذا ﴿وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾ مصدر كالتوبة ﴿شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ﴾ الفضل والإنعام ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ المرجع للجزاء.

(5): ﴿مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ﴾ القرآن ما يطعن فيه ﴿إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ عنادا منهم وبطرا ﴿فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلَادِ﴾ من الشام واليمن للتجارات سالمين مترفين فإنهم وإن أمهلوا مأخوذون كأمثالهم المذكورين في ﴿كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ﴾ المتحزبين على الرسل كعاد وثمود وغيرهم ﴿مِن بَعْدِهِمْ﴾ بعد قوم نوح ﴿وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ﴾ ليهلكوه ﴿وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا﴾ ليزيلوا ﴿بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ﴾ بالتدمير عقوبة ﴿فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾ تقرير أي هو في موقعه.

(6): ﴿وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ﴾ وعيده بالعذاب وقرىء كلمات ﴿عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ بكفرهم ﴿أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ بدل من كلمة أو منصوب بنزع اللام.

(7): ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ من الكروبيين ﴿يُسَبِّحُونَ﴾ خبر الذين متلبسين ﴿بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا﴾ قائلين ﴿رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا﴾ قدمت الرحمة لأنها الغرض الأصلي هنا ﴿فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا﴾ عن الشرك ﴿وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ﴾ دينك الحق ﴿وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾.

(8): ﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم﴾ إياها ﴿وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

(9): ﴿وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ﴾ أي عقوباتها وتعم عذاب الجحيم وغيره أو المعاصي في الدنيا ﴿وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ﴾ يوم القيامة أو في الدنيا ﴿فَقَدْ رَحِمْتَهُ﴾ في الآخرة ﴿وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ أي الرحمة.

(10): ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ﴾ يوم القيامة وقد مقتوا أنفسهم حين رأوا وبال أعمالهم ﴿لَمَقْتُ اللَّهِ﴾ إياكم ﴿أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ الأمارة ﴿إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾ في الدنيا.

(11): ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ﴾ في الدنيا وفي الرجعة أو القبر أو خلقهم نطفا أمواتا ثم أماتهم ﴿وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ﴾ في القبر والرجعة أو في القبر وحين البعث ﴿فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا﴾ بإنكارنا البعث وما يتبعه ﴿فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ﴾ من النار ﴿مِّن سَبِيلٍ﴾ نسلكه وجوابهم: لا سبيل دل، عليه.

(12): ﴿ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ﴾ بتوحيده ﴿وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا﴾ بالإشراك ﴿فَالْحُكْمُ﴾ في تعذيبكم ﴿لِلَّهِ الْعَلِيِّ﴾ شأنه ﴿الْكَبِيرِ﴾ العظيم في كبريائه.

(13): ﴿هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ﴾ دلائل توحيده وقدرته ﴿وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا﴾ بالمطر ﴿وَمَا يَتَذَكَّرُ﴾ ما يتعظ بالآيات ﴿إِلَّا مَن يُنِيبُ﴾ يرجع إليه معرضا عن الشرك.

(14): ﴿فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ من الشرك ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ﴾.

(15): ﴿رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ﴾ ارتفعت درجات كماله وجلاله من أن يشرك به أو رافع درجات الأنبياء والأولياء في الجنة أو مقامات الملائكة ﴿ذُو الْعَرْشِ﴾ خالقه المستولي عليه ﴿يُلْقِي الرُّوحَ﴾ الوحي ﴿مِنْ أَمْرِهِ﴾ من عالم أمره ﴿عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ﴾ أن يخصه بالرسالة ﴿لِيُنذِرَ﴾ الملقى إليه ﴿يَوْمَ التَّلَاقِ﴾ يوم القيامة لتلاقي الأرواح والأجساد فيه وأهل السماء والأرض والعمال وأعمالهم.

(16): ﴿يَوْمَ هُم بَارِزُونَ﴾ من قبورهم أو بارزة سرائرهم ﴿لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ﴾ من أعمالهم وغيرها ﴿لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾.

(17): ﴿الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ﴾ إن خيرا فخير وإن شرا فشر ﴿لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ﴾ بنقص ثواب أو زيادة عقاب ﴿إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ لا يشغله شأن عن شأن.

(18): ﴿وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ﴾ الدانية أي القيامة إذ كل ءات قريب ﴿إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ﴾ ترتفع وتلتصق بها من الخوف ﴿كَاظِمِينَ﴾ ممتلئين غما ﴿مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ﴾ قريب محب ﴿وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ﴾ أي لا شفاعة ولا إجابة.

(19): ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾ أي خيانتها أو النظرة إلى محرم ﴿وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾ تضمر القلوب.

(20): ﴿وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ﴾ لعلمه به وقدرته عليه وغناه عن الظلم ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ﴾ لأنها جمادات ﴿إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ﴾ لأقوالهم ﴿الْبَصِيرُ﴾ بأفعالهم.

(21): ﴿أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ﴾ من الأمم المكذبة لرسلهم ﴿كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ في أنفسهم ﴿وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ﴾ من أبنية عجيبة ﴿فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ﴾ أهلكهم ﴿بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ﴾ عذابه.

(22): ﴿ذَلِكَ﴾ الأخذ ﴿بِأَنَّهُمْ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾ بالمعجزات الواضحات ﴿فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ﴾ قادر على ما يريد ﴿شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ إذا عاقب.

(23): ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا﴾ المعجزات ﴿وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ﴾ برهان بين.

(24): ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ﴾ أي موسى وفيه تسلية للرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم).

(25): ﴿فَلَمَّا جَاءهُم بِالْحَقِّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاء الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءهُمْ﴾ كما كنتم تفعلون بهم أولا ﴿وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ ضياع وعدل إلى الظاهر للتعميم والتعليل.

(26): ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ﴾ قاله تجلدا وعدم مبالاة بدعائه ﴿إِنِّي أَخَافُ﴾ إن لم أقتله ﴿أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ﴾ ما يفسد دنياكم.

(27): ﴿وَقَالَ مُوسَى﴾ لما سمع كلامه ﴿إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَّا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ﴾ يعم فرعون وغيره وفيه رعاية لحقه إذ لم يسمه.

(28): ﴿وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ﴾ ابن خاله أو ابن عمه ﴿يَكْتُمُ إِيمَانَهُ﴾ تقية منهم ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن﴾ لأن ﴿يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءكُم بِالْبَيِّنَاتِ﴾ المعجزات الواضحات ﴿مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ﴾ لا يتعداه ضرره فلا حاجة إلى قتله ﴿وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ﴾ أي لا أقل أن يصيبكم بعضه وفيه هلاككم أو عذاب الدنيا فإنه بعض ما يعدهم ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾.

(29): ﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ﴾ غالبين ﴿فِي الْأَرْضِ﴾ أرض مصر ﴿فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ﴾ من عذابه إن قتلتموه ﴿إِنْ جَاءنَا﴾ أدرج نفسه معهم للقرابة وإظهار المشاركة للنصح ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ﴾ ما أشير عليكم ﴿إِلَّا مَا أَرَى﴾ بما أراه لنفسي من قتله ﴿وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ الصواب.

(30): ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ﴾ مثل أيامهم أي وقائعهم.

(31): ﴿مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ﴾ مثل جزاء عادتهم في الكفر من إهلاكهم ﴿وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ﴾ كقوم لوط ﴿وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ﴾ فضلا أن يظلمهم.

(32): ﴿وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ﴾ يوم القيامة ينادي فيه بعضهم بعضا بالويل والثبور أو يتنادى أهل الجنة وأهل النار أو ينادى كل أناس بإمامهم.

(33): ﴿يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ﴾ منصرفين عن الموقف إلى النار أو فارين عنها ﴿مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ﴾ من عذابه ﴿مِنْ عَاصِمٍ﴾ مانع ﴿وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ﴾ يخليه وما اختار من الضلال ﴿فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ عن ضلاله.

(34): ﴿وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ﴾ أي جاء آباؤكم أو على أن فرعون موسى فرعونه أو يوسف بن إفرائيم بن يوسف ﴿مِن قَبْلُ﴾ قبل موسى ﴿بِالْبَيِّنَاتِ﴾ المعجزات ﴿فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ﴾ من الرسالة ﴿حَتَّى إِذَا هَلَكَ﴾ مات ﴿قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا﴾ فضممتم إلى تكذيب رسالته تكذيب رسالة من بعده ﴿كَذَلِكَ﴾ الإضلال ﴿يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ﴾ بكفره ﴿مُّرْتَابٌ﴾ شاك فيما صدقته الآيات أي يخذله بسوء اختياره.

(35): ﴿الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ برهان ﴿أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا﴾ تمييز ﴿عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ قرنهم بنفسه تعظيما لشأنهم ﴿كَذَلِكَ﴾ الطبع ﴿يَطْبَعُ اللَّهُ﴾ يختم ﴿ َلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ إسناده إليه تعالى كناية عن رسوخه في الكفر أو مجاز عن ترك قسره أو إسناده إلى السبب.

(36): ﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا﴾ بناء عليا ظاهرا ﴿لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ﴾ الطرق.

(37): ﴿أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى﴾ قاله توهما أو إيهاما لقومه أنه لو وجد لكان في السماء فيصعد إليه ﴿وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا﴾ في ادعائه ﴿وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ﴾ سبيل الهدى ﴿وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ﴾ خسار.

(38): ﴿وَقَالَ الَّذِي آمَنَ﴾ أي مؤمن آل فرعون ﴿يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ والهدى.

(39): ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ﴾ يزول ﴿وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ﴾ لدوامها.

(40): ﴿مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ رزقا لا يحصى لكثرته.

(41): ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ فتقابلون النصح بالغش.

(42): ﴿تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ﴾ مستند إلى حجة إذ ما لا حجة له باطل ﴿وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ﴾ الغالب على كل شيء ﴿الْغَفَّارِ﴾ لمن تاب عن الشرك.

(43): ﴿لَا جَرَمَ﴾ لا رد لكلامهم، وجرم بمعنى وجب وفاعله ﴿أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا﴾ لأنها جمادات ﴿وَلَا فِي الْآخِرَةِ﴾ لأنها إذا أنطقها الله تبرأ من عبدتها أو ليس له استجابة دعوة ﴿وَأَنَّ مَرَدَّنَا﴾ مرجعنا ﴿إِلَى اللَّهِ﴾ فيجازي كلا بعمله ﴿وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ﴾ بالشرك وسفك الدماء ﴿هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ﴾ ملازموها.

(44): ﴿فَسَتَذْكُرُونَ﴾ إذا عاينتم العذاب ﴿مَا أَقُولُ لَكُمْ﴾ من النصح ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾ ليقيني شركم ﴿إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾.

(45): ﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾ من قصد قتله ﴿وَحَاقَ﴾ أحاط ﴿بِآلِ فِرْعَوْنَ﴾ قومه معه ﴿سُوءُ الْعَذَابِ﴾ الغرق أو النار.

(46): ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا﴾ أي دائما إلى القيامة أو في الوقتين وفيما بينهما بغيره أو فترة ويدل على عذاب القبر بشهادة ﴿وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ﴾ أي هذا قبل قيامها فإذا قامت يقال لهم ﴿أَدْخِلُوا آلَ﴾ يا آل ﴿فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾ جهنم.

(47): ﴿وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا﴾ جمع تابع كخدم لخادم ﴿فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ﴾ دافعون أو حاملون عنا نصيبا منها.

(48): ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا﴾ نحن وأنتم ولا نغني عن أنفسنا فكيف عنكم ﴿إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ﴾ فيجازي كلا بما يستحقه.

(49): ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ﴾ وضع موضع لخزنتها تهويلا وبيانا لمكانهم منها ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا﴾ قدر يوم ﴿مِّنَ الْعَذَابِ﴾.

(50): ﴿قَالُوا﴾ توبيخا وإلزاما ﴿أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى﴾ أتتنا فكذبناهم ﴿قَالُوا﴾ تهكما بهم ﴿فَادْعُوا﴾ أنتم ﴿وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ ضياع.

(51): ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا﴾ بالحجة والغلبة غالبا وإهلاك عدوهم ﴿فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾ جمع شاهد وهم الملائكة والأنبياء والمؤمنون يشهدون للرسل بالتبليغ وعلى الكفار بالتكذيب.

(52): ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ﴾ اعتذارهم ولو اعتذروا ﴿وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ﴾ البعد من الرحمة ﴿وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ جهنم.

(53): ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى﴾ المعجزات والتوراة الهادية إلى الدين ﴿وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ من بعده ﴿الْكِتَابَ﴾ التوراة.

(54): ﴿هُدًى وَذِكْرَى﴾ هاديا ومذكرا أو للهدى والتذكير ﴿لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ العقول الواعية.

(55): ﴿فَاصْبِرْ﴾ على أذى قومك ﴿إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ﴾ بالنصر ﴿حَقٌّ﴾ كائن فاعتبر بقصة موسى ﴿وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ﴾ وإن لم تكن مذنبا انقطاعا إلى الله وليستن بك ﴿وَسَبِّحْ﴾ متلبسا ﴿بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ﴾ أي على الدوام أو صل العصر والصبح أو الصلاة الخمس.

(56): ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ﴾ برهان ﴿أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ﴾ تكبر عليك وحب للرئاسة ﴿مَّا هُم بِبَالِغِيهِ﴾ ببالغي مرادهم ﴿فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ﴾ من شرهم ﴿إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ﴾ لأقوالكم ﴿الْبَصِيرُ﴾ بأحوالكم.

(57): ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ابتداء من غير أصل ﴿أَكْبَرُ﴾ في النفوس ﴿مِنْ خَلْقِ النَّاسِ﴾ ثانيا من أصل ومن قدر على الأشد قدر على الأهون ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ ذلك لتركهم النظر.

(58): ﴿وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ﴾ من لم ينظر ومن نظر ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ﴾ أي ولا يستوي المحسن ﴿وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَّا تَتَذَكَّرُونَ﴾ أي تذكرا قليلا تتذكرون.

(59): ﴿إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا﴾ في إتيانها ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ بها لتركهم النظر.

(60): ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ عاجلا وآجلا بما سألتم أو بما هو خير منه بحسب المصلحة إذا وقع الدعاء بشروطه ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي﴾ دعائي ﴿سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ صاغرين.

(61): ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ﴾ لاستراحتكم ﴿وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ يبصر فيه ﴿إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ﴾ عظيم ﴿عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ﴾ الله على فضله وتكرير الناس لتأكيد الحكم.

(62): ﴿ذَلِكُمُ﴾ المتوحد بنعوت الكمال والجلال ﴿اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ﴾ تصرفون عن توحيده مع وضوح دليله.

(63): ﴿كَذَلِكَ يُؤْفَكُ﴾ كما أفك هؤلاء أفك ﴿الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ بغير حجة.

(64): ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا﴾ مستقرا ﴿وَالسَّمَاء بِنَاء﴾ سقفا ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ بانتصابكم وتناسب أعضائكم ﴿وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ الملاذ ﴿ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾.

(65): ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ لا مثل له ولا ضد ولا ند ﴿فَادْعُوهُ﴾ فاعبدوه ﴿مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾ من الشرك والرياء قائلين ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.

(66): ﴿قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي﴾ من دلائل توحيده ﴿وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ أخلص له وانقاد لأمره.

(67): ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا﴾ أطفالا وأفرد بقصد الجنس أو كل واحد ﴿ثُمَّ﴾ يبقيكم ﴿لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ﴾ كمال قوتكم ﴿ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ﴾ قبل الشيخوخة والأشد ﴿وَلِتَبْلُغُوا﴾ وفعل ذلك لتبلغوا ﴿أَجَلًا مُّسَمًّى﴾ هو وقت الموت أو القيامة ﴿وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ هذه العبر.

(68): ﴿هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا﴾ أراد تكوينه ﴿فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ بمجرد إرادته.

(69): ﴿ألم أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى﴾ كيف ﴿يُصْرَفُونَ﴾ عن الحق إلى الباطل.

(70): ﴿الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ﴾ بالقرآن أو الجنس ﴿وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا﴾ من الكتب والشرائع ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ وبال تكذيبهم.

(71): ﴿إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ﴾ بها.

(72): ﴿فِي الْحَمِيمِ﴾ الشديد الحر أو حر النار ﴿ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ﴾ يوقدون.

(73): ﴿ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ﴾ توبيخا ﴿أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ﴾.

(74): ﴿مِن دُونِ اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا﴾ غابوا ﴿عَنَّا﴾ أو ضاعوا أو لم نجد منهم نفعا ﴿بَل لَّمْ نَكُن نَّدْعُو مِن قَبْلُ شَيْئًا﴾ يعتد به أو أنكروا عبادتهم إياهم ﴿كَذَلِكَ﴾ الضلال ﴿يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ﴾ في الآخرة عما ينفعهم بسبب كفرهم.

(75): ﴿ذَلِكُم﴾ العذاب ﴿بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ أي الشرك ونفي البعث ﴿وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ﴾ تبطرون.

(76): ﴿ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ﴾ السبعة ﴿خَالِدِينَ﴾ مقدرين الخلود ﴿فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾ جهنم.

(77): ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ﴾ بالانتقام منهم ﴿حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ﴾ من القتل والأسر وجواب الشرط محذوف أي فذاك ﴿أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ﴾ قبل ذلك ﴿فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ﴾ فنجازيهم بأعمالهم.

(78): ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ﴾ وعددهم على ما روي عنهم (عليهم السلام) مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ ولا اختيار لهم في ذلك ﴿فَإِذَا جَاء أَمْرُ اللَّهِ﴾ بالعذاب عاجلا أو آجلا ﴿قُضِيَ بِالْحَقِّ﴾ بين المحق والمبطل ﴿وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ﴾ أهل الباطل.

(79): ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَرْكَبُوا مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ فبعضها للأمرين كالإبل والبقر وبعضها للأكل كالغنم.

(80): ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ﴾ كالدر والجلد وما عليه ﴿وَلِتَبْلُغُوا عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ﴾ بالنقلة إليها ﴿وَعَلَيْهَا﴾ في البر ﴿وَعَلَى الْفُلْكِ﴾ في البحر ﴿تُحْمَلُونَ﴾ ولم يقل في الفلك للازدواج.

(81): ﴿وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ﴾ دلائل توحيده وقدرته ورحمته ﴿فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ﴾ وكلها جلية.

(82): ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ﴾ عددا ﴿وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ﴾ من قصور ومصانع ﴿فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ نفي أو استفهام.

(83): ﴿فَلَمَّا جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ﴾ بما زعموه علما من شبههم الباطلة في نفي البعث وإنكار الصانع، وتسميته علما تهكم بهم أو بعلمهم بظاهر المعاش أو فرحوا بعلم الرسل أي استهزءوا به لقوله ﴿وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون﴾ أي جزاء استهزائهم.

(84): ﴿ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا﴾ عذابنا ﴿قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ﴾ من الأصنام.

(85): ﴿فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا﴾ إذ لا يقبل إيمان الملجأ ﴿سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ﴾ أي سن الله ذلك سنة ماضية في الأمم ﴿وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ﴾ أي وقت رؤيتهم بأسنا.