الآيات 26-30

قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ يمُ ﴿26﴾ قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُم بِهِ شُرَكَاء كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴿27﴾ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴿28﴾ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿29﴾ قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوْمٍ لَّا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ ﴿30﴾

الإعراب:

﴿الذين ألحقتم به﴾ العائد من الصلة إلى الموصول محذوف والتقدير ألحقتموهم به و﴿شركاء﴾ حال من هم المحذوف و﴿كافة﴾ حال من الكاف في ﴿أرسلناك﴾ أي ما أرسلناك إلا تكفهم وتردعهم وقيل في الكلام تقديم وتأخير أي وما أرسلناك إلا للناس كافة وكافة كالعافية والعاقبة وما أشبه ذلك ﴿بشيرا﴾ حال بعد حال و﴿نذيرا﴾ معطوف عليه.

المعنى:

ثم أمر سبحانه أن يحاكمهم إلى الله لإعراضهم عن الحجة فقال ﴿قل﴾ يا محمد ﴿يجمع بيننا ربنا﴾ يوم القيامة ﴿ثم يفتح بيننا﴾ أي يحكم ﴿بالحق وهو الفتاح﴾ أي الحاكم ﴿العليم﴾ بالحكم لا يخفى عليه شيء منه ﴿قل﴾ يا محمد ﴿أروني الذين ألحقتم به شركاء﴾ إنما ذكر هذا سبحانه على وجه التعظيم والتعجيب أي أروني الذين زعمتم أنهم شركاء لله تعبدونهم معه وهذا كالتوبيخ لهم فيما اعتقدوه من الإشراك مع الله كما يقول القائل لمن أفسد عملا أرني ما عملته توبيخا له بما أفسده فإنهم سيفتضحون بذلك إذا أشاروا إلى الأصنام ثم قال سبحانه ﴿كلا﴾ أي ليس كما تزعمون وقيل معناه ارتدعوا عن هذا المقال وتنبهوا من الغي والضلال ﴿بل هو الله العزيز﴾ أي القادر الذي لا يغالب ﴿الحكيم﴾ في جميع أفعاله فكيف يكون له شريك ثم بين سبحانه نبوة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال ﴿وما أرسلناك﴾ يا محمد بالرسالة التي حملناكها ﴿إلا كافة للناس﴾ أي عامة للناس كلهم العرب والعجم وسائر الأمم عن الجبائي وغيره ويؤيده الحديث المروي عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطيت خمسا ولا أقول فخرا بعثت إلى الأحمر والأسود وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأحل لي المغنم ولا يحل لأحد قبلي ونصرت بالرعب فهو يسير أمامي مسيرة شهر وأعطيت الشفاعة فادخرتها لأمتي يوم القيامة وقيل معناه جامعا للناس بالإنذار والدعوة وقيل كافأ للناس أي مانعا لهم عما هم عليه من الكفر والمعاصي بالأمر والنهي والوعيد والإنذار والهاء للمبالغة عن أبي مسلم ﴿بشيرا﴾ لهم بالجنة ﴿ونذيرا﴾ بالنار ﴿ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ رسالتك لإعراضهم عن النظر في معجزتك وقيل لا يعلمون ما لهم في الآخرة في اتباعك من الثواب والنعيم وما عليهم في مخالفتك من العذاب الأليم ثم حكى سبحانه عن الكفار فقال ﴿ويقولون متى هذا الوعد﴾ الذي تعدوننا به ﴿إن كنتم صادقين﴾ فيما تقولونه يا معشر المؤمنين ثم أمر سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بإجابتهم فقال ﴿قل﴾ يا محمد ﴿لكم ميعاد يوم﴾ أي ميقات يوم ينزل بكم ما وعدتم به وهو يوم القيامة وقيل يوم وفاتهم وقبض أرواحهم عن أبي مسلم ﴿لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون﴾ أي لا تتأخرون عن ذلك اليوم ولا تتقدمون عليه بأن يزاد في آجالكم أو ينقص منها.