الآيات 15-18

إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴿15﴾ قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴿16﴾ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿17﴾ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿18﴾

القراءة:

قرأ ابن كثير يعملون بالياء والباقون بالتاء.

الحجة:

وجه التاء أن قبله خطابا وهو قوله ﴿لا تمنوا﴾ ووجه الياء أن قبله غيبة وهو قوله ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا﴾.

الإعراب:

خبر المبتدأ الذي هو المؤمنون قوله ﴿أولئك هم الصادقون﴾ وقوله ﴿الذين آمنوا﴾ صفة لهم.

المعنى:

ثم نعت سبحانه الصادقين في إيمانهم فقال ﴿إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا﴾ أي لم يشكوا في دينهم بعد الإيمان ﴿وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون﴾ في أقوالهم دون من يقول بلسانه ما ليس في قلبه قالوا فلما نزلت الآيتان أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحلفون أنهم مؤمنون صادقون في دعواهم الإيمان فأنزل الله سبحانه ﴿قل أتعلمون الله بدينكم﴾ أي أ تخبرون الله بالدين الذي أنتم عليه والمعنى أنه سبحانه عالم بذلك فلا يحتاج إلى إخباركم به وهذا استفهام إنكار وتوبيخ أي كيف تعلمون الله بدينكم ﴿والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض والله بكل شيء عليم﴾ لأن العالم لنفسه يعلم المعلومات كلها بنفسه فلا يحتاج إلى علم يعلم به ولا إلى من يعلمه كما أنه إذا كان قديما موجودا في الأزل لنفسه استغنى عن موجد أوجده وكانوا يقولون آمنا بك من غير قتال وقاتلك بنو فلان فقال سبحانه ﴿يمنون عليك أن أسلموا﴾ أي بأن أسلموا والمعنى أنهم يمنون عليك بالإسلام ﴿قل لا تمنوا علي إسلامكم﴾ أي بإسلامكم ﴿بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان﴾ أي بأن هداكم للإيمان وأرشدكم إليه بأن نصب لكم من الأدلة عليه وأزاح عللكم ووفقكم له ﴿إن كنتم صادقين﴾ في ادعائكم الإيمان ﴿إن الله يعلم غيب السماوات والأرض والله بصير بما تعملون﴾ من طاعة ومعصية وإيمان وكفر.