الآية- 35

وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ﴿35﴾

اللغة:

الشقاق الخلاف والعداوة واشتقاقه من الشق وهو الجزء البائن فالمتشاقان كل واحد منهما في شق غير شق صاحبه بالعداوة أي في ناحية وأصل التوفيق الموافقة وهي المساواة في أمر من الأمور والتوفيق هو اللطف الذي يتفق عنده فعل الطاعات لمساواته في الوقت والتوفيق بين نفسين هو الإصلاح بينهما والاتفاق في الجنس والمذهب المساواة بينهما والاتفاق في الوقوع كرمية من غير رام لمساواتهما نادرا.

الإعراب:

أصل بين أن يكون ظرفا ثم استعمل اسما هنا بإضافة شقاق إليه كما قال هذا فراق بيني وبينك وقال ومن بيننا وبينك حجاب وكان في الأصل فإن خفتم أي خشيتم شقاقا بينهما.

المعنى:

لما قدم الله الحكم عند مخالفة أحد الزوجين صاحبه عقبه بذكر الحكم عند التباس الأمر في المخالفة فقال ﴿وإن خفتم﴾ أي خشيتم وقيل علمتم والأول أصح لأنه لو علم الشقاق يقينا لما احتيج إلى الحكمين ﴿شقاق بينهما﴾ أي مخالفة وعداوة بين الزوجين ﴿فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها﴾ أي وجهوا حكما من قوم الزوج وحكما من قوم الزوجة لينظرا فيما بينهما والحكم القيم بما يسند إليه واختلف في المخاطب بإنفاذ الحكمين من هو فقيل هو السلطان الذي يترافع الزوجان إليه عن سعيد بن جبير والضحاك وأكثر الفقهاء وهو الظاهر في الأخبار عن الصادقين وقيل أنه الزوجان وأهل الزوجين عن السدي واختلفوا في أن الحكمين هل لهما أن يفرقا بالطلاق إن رأياه أم لا فالذي رواه أصحابنا عنهم أنه ليس لهما ذلك إلا بعد أن يستأمراهما ويرضيا بذلك وقيل إن لهما ذلك عن سعيد بن جبير والشعبي والسدي وإبراهيم ورواه عن علي (عليه السلام) ومن ذهب إلى هذا القول قال إن الحكمين وكيلان ﴿إن يريدا إصلاحا﴾ يعني الحكمين ﴿يوفق الله بينهما﴾ حتى يحكما بما فيه الصلاح والضمير في بينهما عائد إلى الحكمين عن ابن عباس وسعيد بن جبير والسدي وقيل إن يرد الحكمان إصلاحا بين الزوجين يوفق الله بين الزوجين أي مؤلف بينهما ويرفع ما بينهما من العداوة والشقاق ﴿إن الله كان عليما﴾ بما يريد الحكمان من الإصلاح والإفساد ﴿خبيرا﴾ بما فيه مصالحكم ومنافعكم.