عودٌ على بدء

فاتضح أن آية: ﴿وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ هي من هذا النوع من الآيات التي تشعرنا أن هناك أموراً ربما يراها الإنسان لا قيمة ولا دور لها في بناء الحياة، مع أن لها تأثيراً عظيماً جداً، ومصيرياً، إلى درجة أنه يحدث تغييراً أساسياً في التكوين النفسي للإنسان وفي عواطفه وأحاسيسه. فإن منع هذه الأمور الصغيرة عن الآخرين مع مسيس حاجتهم إليها سيكون حاله حال رجل يسأل عن الطريق فلا يدله الناس عليها، فإن ذلك ? ولا شك - لسوف يترك أسوأ الآثار على روحه ونفسه، وهو يرى أنه يمنع الناس حتى من أصغر الأشياء فما أهون أمره على الناس، وما أقل شأنه عندهم.

وذلك يعطينا تصوّراً واضحاً عن طبيعة ما سوف يكون عليه تعامله المستقبلي مع هؤلاء الناس، و نظرته إليهم، بعد أن استقرّت في نفسه حقيقة نظرتهم إليه!