سورة الجمعة

﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الاُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ...﴾ (2).

س - إذا كان مبعوثاً في الأميين فكيف تكون رسالته عامّة لكل الشعوب؟

ج - إن تعدية البعث ب (في) لا يعني اختصاص رسالته بهم، ولذلك لم يقل: (إلى الأميين).

س - لماذا عطف الحكمة على الكتاب مع أنّ الكتاب يحتوي على الحكمة؟

ج - الحكمة تشمل مكارم الأخلاق ونحوها مما لا يعرف من الكتاب العزيز، بل تضمّنته السّنّة الشريفة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾ (6).

س - كيف يؤنّبهم على ذلك مع أنّ أكثر المسلمين الصالحين لا يتمنّون الموت؟

ج - إنما كان تأنيبهم على ادعائهم أنّهم أولياء الله وأحباؤه، واحتج عليهم بعدم تمنيّهم الموت، بينما المسلمون لا يدّعون أنهم أحباء الله، وإنما يعيش المؤمن حالة الخوف والرجاء.

﴿وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ (11).

س - لماذا قدم التجارة على اللهو في صدر الآية، وأخرها عنه في آخرها؟

ج - بما أن التجارة أهم من اللهو فعندما أنّبهم في صدر الآية على تركهم الصلاة خلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) تدّرج من الأهم للأدنى، فكأنه قال: إنهم قدّموا التجارة على الصلاة بل قدّموا ما هو أدنى من التجارة، لأن منهم من ترك الصلاة للّهو ومنهم من تركها للتجارة كما أشار إلى ذلك المفسّرون، وفي آخر الآية حيث كان بصدد بيان أهمية الصلاة ترقى من الأدنى اللهو إلى الأهم التجارة، إذ لو فضّل الصلاة على التجارة لم يتوجه تفضيلها بعد ذلك على ما هو أدنى من التجارة، بل يكون زيادة غير مفيدة.