سورة المجادلة

﴿... وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ (8).

س - كيف يتمنّون أو يطلبون عذاب الله تعالى؟

ج - إنما قال ذلك اليهود استهزاءً بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) حيث لم ينزل عليهم العذاب بسبب سوء أفعالهم وعدوانهم تجاهه (صلى الله عليه وآله وسلّم). فردّ عليهم القرآن بقوله: ﴿حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾.

﴿أَأشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ...﴾ (13).

س - كيف يتوب الله عليهم ولم يفعلوا معصية، بل شحّت أنفسهم فتركوا مناجاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) ؟

ج - التوبة هي العودة والإقبال بعد الإعراض، وليس من الضرورة أن يكون الإعراض بسبب المعصية، بل بسبب الشحّ والجهالة حيث تركوا مناجاة

الرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بسبب ذلك. وهذه الآية من الموارد التي استُعملت فيها التوبة في مورد فعل ما لا ينبغي من دون أن يكون هناك ذنب وعصيان.

هذا، وقد ذكر المحدَّثون والمفسّرون أنه لم يعمل بآية النجوى سوى الإمام علي (عليه السلام)، حيث روي عنه قوله: إنّ في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي: كان لي دينار فصرفته، فكنتُ إذا ناجيته تصدّقتُ بدرهم. وعن ابن عمر: كان لعليّ ثلاث، لو كانت لي واحدة منهنّ كانت أحبّ إليّ من حُمر النعم، تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوى(1).

﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ﴾ (18).

س - كيف يجرؤون على الحلف كذباً على الله يوم القيامة؟

ج - هؤلاء هم المنافقون الذين اعتادوا على الكذب في الحياة الدنيا، يكذبون في الآخرة جرياً على تلك العادة تخبطاً وجهالة، كما يتشبث الغرقى بالخيط الرفيع طمعاً في النجاة مع علمهم بعدم جدواه.


1- تفسير العياشي : 2/ 135.