سورة الرحمن

﴿فباي آلاء ربّكما تكذبان﴾

س - لماذا كررت الآية أكثر من مرة؟

ج - كأنه من باب التذكير بالنعم الإلهية الوفيرة، وتأكيد الحجة على الخلائق ليشكروها بمعرفة ربّهم والخضوع والطاعة له.

﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلانِ﴾ (31).

س - كيف يقول: ﴿سَنَفْرُغُ﴾ مع أن الله تعالى لا يشغله شيء عن شيء حتى يتفرّغ له؟

ج - جاء الفعل هنا بمعنى القصد، قال ابن الأعرابي في تفسير هذه

الآية أي سنعمد، واحتجّّ بقول جرير:

ولمّا اتقى القينُ العراقيَ باسته فَرَغتُ إلى العبدِ المقيَّد في الحِجل

قال: معنى فرَغتُ أي عَمدتُ...(1).

﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلَا جَانٌّ﴾ (39).

س - كيف لا يُسألون عن ذنوبهم مع أنّّ ذلك اليوم يوم الحساب والسؤال؟

ج - الظاهر أنّ المقصود الإشارة إلى عدم الحاجة للاستفسار منهم عن صدور الذنوب، لأنّ الأدلة الاثباتية متوفرة بحدّ الكفاية من دون حاجة لاستجوابهم، فأعضاؤهم وجلودهم تشهد عليهم، بالإضافة إلى سيماهم، كما قال تعالى لاحقاً: ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأقْدَامِ﴾(2).

﴿يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ﴾ (44).

س - هل يخرجون من جهنم إلى الحميم؟

ج - كلاّ، لأن الحميم في جهنم، وإنما المقصود الإشارة إلى توارد أصناف العذاب عليهم وتعاقبه، فهم بين نار وحميم.


1- تفسير العياشي : 2/ 135.

2- تفسير العياشي : 2/ 135.