الآيـة 171

وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿171﴾

اللغة:

النتق قلع الشيء من الأصل وكل شيء قلعته ثم رميت به فقد نتقته ومنه قيل للمرأة الكثيرة الأولاد ناتق لأنها ترمي بالأولاد رميا هذا قول أبي عبيدة وقيل أصل النتق الرفع ومنه امرأة ناتق لرفعها الأولاد ونتقت المرأة فهي ناتق ومنتاق إذا كثر ولدها وهو قول ابن الأعرابي وقيل أصله الجذب يقال نتقت الغرب من البئر جذبته عن أبي مسلم والظلة كلما أظلك أي سترك من سقف أو سحابة أو جناح حائط.

المعنى:

عاد الكلام إلى قوم موسى (عليه السلام) فقال سبحانه ﴿وإذ نتقنا الجبل فوقهم﴾ معناه واذكر يا محمد إذ قلعنا الجبل من صلة فرفعناه فوق بني إسرائيل وكان عسكر موسى (عليه السلام) فرسخا في فرسخ فرفع الله الجبل فوق جميعهم ﴿كأنه ظلة﴾ أي غمامة وقيل سقيفة عن عطا ﴿وظنوا أنه واقع بهم﴾ أي علموا وأيقنوا عن الحسن وقيل معناه على ظاهره من الظن أي قوي في نفوسهم ذلك عن الرماني والجبائي ﴿خذوا﴾ أي وقلنا لهم خذوا ﴿ما آتيناكم بقوة﴾ أي خذوا ما ألزمناكم من أحكام كتابنا وفرائضه فاقبلوه بجد واجتهاد منكم في كل أوان من غير تقصير ولا توان ﴿واذكروا ما فيه﴾ من العهود والمواثيق التي أخذناها عليكم بالعمل بما فيه ﴿لعلكم تتقون﴾ أي لكي تتقوا ربكم وتخافوا عقابه وقد مضى تفسير هذه الآية في سورة البقرة مشروحا.