سورة الطور

﴿وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا﴾ (10).

س - كيف يقول إنها تسير آنذاك مع أن آيات أخرى ذكرت أن من أشراط الساعة أن تُنسف الجبال وتكون كثيباً وكالعهن المنفوش، قال تعالى: ﴿وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ﴾(1) ﴿وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلا﴾(2) ﴿وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ﴾(3) ؟

ج - إنّ سيرها كناية عن زوال ثباتها واستحكامها، ويتحقق ذلك عند نسفها ودكّها، كما قال تعالى: ﴿وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا﴾(4) حيث جمع بين سيرها وكونها سراباً أي دمارها.

﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ﴾ (23).

س - كيف يتنازعون مع أنّ الجنّة لا نزاع فيها ولا تخاصم؟

ج - التنازع هنا بمعنى التجاذب، لا الخُصومة. قال ابن منظور: ﴿وأصلُ النزع الجذبُ والقلع﴾.

وقال أيضاً: ﴿ومنازعة الكأس: معاطاتها. قال الله عزّّ وجلّ: ﴿يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لا لَغْوٌ فِيهَا وَلا تَأْثِيمٌ﴾ أي يتعاطون، والأصل فيه يتجاذبون﴾(5).

﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ﴾ (35).

س - كيف يستنكر أن يكونوا خُلقوا من غير شيء مع أنّ الله تعالى أبدع الخلق لا من شيء؟

ج - هذا ردّ على ادعائهم بأنّ وجودهم لم يكن بإيجاد خالق فالخلق هنا بمعنى الوجود بينما وراء خلق الإنسان وكلّ المخلوقات الأخرى الباري تعالى بما لَه من قدرة وكمال. ف (من) في الآية للسببية والمنشأ، لا لبيان أصل المخلوقات وحالتها السابقة حتى يتنافى مع إبداع الخلق لا من شيء.


1- تفسير العياشي : 2/ 135.

2- تفسير العياشي : 2/ 135.

3- تفسير العياشي : 2/ 135.

4- تفسير العياشي : 2/ 135.

5- تفسير العياشي : 2/ 135.